النائبات الكويتيات: تغلبنا على الثقافة الذكورية

الأربعاء، 08 يوليو 2009 01:27 م
النائبات الكويتيات: تغلبنا على الثقافة الذكورية النائبات خلال زيارتهن للمجلس القومى للمرأة
كتبت ناهد إمام وإبرام اللاوندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إطار فعاليات برنامج "نحو أداء برلمانى متميز للمرأة المصرية"، عقد المجلس القومى للمرأة مساء أمس، الثلاثاء، مؤتمراً صحفيا، تحدثت فيه النائبات الكويتيات اللاتى قمن بزيارة المجلس، تلبية للدعوة التى وجهها المجلس إليهن للحديث عن تجربتهن فى الانتخابات التى فزن فيها مؤخراً.

حضر اللقاء د. آمال عثمان، ووزيرة القوى العاملة السيدة عائشة عبد الهادى، واستعرضت د. آمال عثمان تجربة خوض المرأة المصرية للانتخابات فى كل المجالس التشريعية منذ عام 1956، حيث فازت أول سيدة فى الانتخابات، وفى عام 1960 فازت 5 سيدات، حتى ارتفع العدد ما بين 1979 وحتى عام 1984 إلى 35 سيدة، أما فى عام 1984 فقد تعدل النظام الانتخابى وأصبح بنظام القائمة النسبية، وهو أحسن النظم الانتخابية لأن به تمثيل للمرأة، وفيما بين عامى 1984 و1989 وصل العدد 36 سيدة.

وفى الفترة من 1987 حتى 1990 تغير النظام من قائمة نسبية إلى النظام المختلط، فكان عدد النساء المنتخبات 9 سيدات، ثم 10سيدات فى 1990، منهن 3 معينات، ثم 9 سيدات فى 1995 منهن 4 معينات، وفى العام 2000 كان عددهن 9 سيدات منهن 3 معينات، وفى الفترة بين 2005و 2010، 9 سيدات منهن 4 معينات وإحداهن استقالت.

وكانت النائبات الكويتيات قد حققن فوزا تاريخيا فى الانتخابات التشريعية الكويتية، بدخولهن ممثلات عن المرأة الكويتية مجلس الأمة، لأول مرة منذ إطلاق الحياة البرلمانية عام 1962، ومنذ إعطاء السيدات حقوقهن السياسية فى الترشح للانتخابات التشريعية عام 2005.

وصرحن بأنهن يعتبرن هذه الزيارة تاريخية بالنسبة لهن، فهى أول زيارة رسمية لهن خارج الكويت. وعبرت د.فرخندة حسن الأمين العام للمجلس، بأن زيارة النائبات مهمة للحديث عن تجربة نجاح لا تضاهى، استطعن من خلالها كسر الحواجز والخروج من بوتقة موروثات عتيقة وغاية فى الصعوبة. وقالت الأمين العام للمجلس القومى للمرأة، بأن المجلس بصدد الإعداد لدعوة البرلمانيات العرب فى لقاء موسع بعد شهر رمضان المبارك، للمزيد من التفاعل والتشاور وتبادل الخبرات.

من جهتها، طلبت د. فرخندة من النائبات الحديث كل على حدة عن تجربتها فى الفوز بالانتخابات الأخيرة، وبدأت د. معصومة المبارك، التى فازت بالمركز الأول على جميع المرشحين الرجال فى الانتخابات، بالحديث، مؤكدة على أن فوز النائبات الكويتيات الأربعة لم يكن فجأة ولا طفرة، وإنما هو حصاد لتجربة طويلة منذ زمن، وبالتحديد منذ عام 1970، عندما نصت المادة الأولى من قانون الانتخاب الكويتى على أن حق الانتخاب هو لكل مواطن كويتى ذكر.

وقالت د. معصومة "الآن وقد صقلت المرأة الكويتية وعيها وتجربتها السياسية، وحققت المعادلة الصعبة فى أن العمل السياسى للمرأة أيضاً وليس للرجل فحسب، حق لنا القول إن هذا الفوز هو للشعب الكويتى الذى تغير وليس مجرد فوز لأربعة نساء منه"، مضيفة "أثناء إدارتى للحملة الانتخابية الخاصة بى، كنت أنزل إلى البيوت وأدق الأبواب، وصرحت بأننى على استعداد لزيارة الدواوين لو وجهت لى الدعوة، مع معرفتى أن الدواوين هذه (تابو) لدينا فى الكويت، فهى للرجال ويحظر على النساء دخولها، وفوجئت بكم الدعوات الهائل لحضور الدواوين، وقد حرصت على مواجهة الناخبين بحقيقة أننى لا أمتلك عصا سحرية لحل المشكلات، لكننى وعدتهم بالتعامل معها بحرفية ومهنية وموضوعية، وحصلت من قبل على ثقة 3 أمراء لبلادى، وليس لدى استعداد لخداع أحد، وفقد مصداقيتى".

"أشد التحديات التى واجهناها كانت الفتاوى الدينية من التيارات السلفية، التى أثّمت من يصوت للمرأة فى الانتخابات"، هكذا أجمعن النائبات الكويتيات، إلا أنهن تعاملن معها بالمنطق نفسه، من خلال سيرة الرسول وآيات القران الكريم التى لا تفرق بين الذكر والأنثى إلا بالتقوى، بينما صرحت النائبة د.رولا دشتى قائلة "الأصوات المتشددة هزمتها الأصوات المعتدلة من الإسلاميين المستنيرين الذين وقفوا إلى جوارنا".

النائبة د.سلوى الجسار، تحدثت عن تحدى آخر أسمته "تحدى المرأة للمرأة"، فالثقافة الذكورية السائدة التى تفصل بين تعدد أدوار المرأة ومدى صلاحيتها للعمل السياسى، هى ثقافة تتبناها النساء قبل الرجال، تقول "لقد قيل لى من سيدات "هل استأذنت زوجك؟!"، "هوه ح يروح معاك المجلس؟!"، كما أن الأصوات النسائية هى التى ترجح كفة الفوز، فالنساء يسهمن بشكل رئيسى فى إنجاح المرشح ولو بتنظيم اللجان الانتخابية، كما أن النساء عدديا أكثر من الرجال. مضيفة "كان هناك أيضا تحدى إقناع الرجل بأننا جئنا للمشاركة وليس المنافسة، خاصة أن دائرتى كانت من أقسى الدوائر الانتخابية فهى قبلية، وبها كثرة سلفية".

النائبة د. أسيل العوضى التى تدرس مادة الفلسفة السياسية بجامعة الكويت، هى من أكثر من تعرض لهجمة إلقاء التهم وإثارة الشائعات، تقول "واجهت حرب شرسة استخدمت فيها الإنترنت والبلوتوث للتشكيك فى التزامى الأخلاقى والدينى من قبل الإخوان المسلمين، وكانت دائرتى من أصعب الدوائر، فمن بين 10 مرشحين هناك 7 من الإسلاميين والحمد لله كان ترتيبى الثانى، وهو مركز متقدم بالطبع فى ظل أجواء مشحونة ومتوترة كهذه".

د. رولا دشتى أكدت على أن الإعلام كان له دور داعم وإيجابى فى 2009، وأنه "بينجح المرشحين قبل ما ينجحوا أو العكس"، وأحياناً يكرس لعدم أهلية المرأة للعمل السياسى، وبالتالى يؤثر فى الناخبين بالسلب، ودعت دشتى إلى المزيد من توعية المرأة وتحفيزها للانخراط فى العمل العام والسياسى حتى يكون قرارها حراً، وواعياً.

وفى رد على سؤال بشأن تغلبهن الساحق على الأصوات المتشددة، قالت د. معصومة المبارك "هذه التيارات لا تدرى أن المجتمع الكويتى تغير، والشباب خاصة، وهم من بيدهم عجلة التغيير، ربما عندما تظهر منهم مرشحات من النساء، عندها قد يغيرون رأيهم فى وجودنا بمجلس الأمة، وعدم تأثيم من يصوت للمرأة!".


















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة