مندوب العراق بالجامعة العربية: الجيش المصرى وطنى ومن يحاربه "مغفل".. تركيا خسرت نفوذها بالشرق الأوسط.. أدعو الببلاوى لتشكيل وفد وزارى لزيارة بغداد.. أمريكا ستخسر كثيراً إذا فقدت تحالفها مع مصر

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 02:15 م
مندوب العراق بالجامعة العربية: الجيش المصرى وطنى ومن يحاربه "مغفل".. تركيا خسرت نفوذها بالشرق الأوسط.. أدعو الببلاوى لتشكيل وفد وزارى لزيارة بغداد.. أمريكا ستخسر كثيراً إذا فقدت تحالفها مع مصر سفير العراق ومندوبها لدى جامعة الدول العربية قيس العزاوى
حاورته: آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن عانى سنوات من الإرهاب ومازال يتألم من ضرباته الموجعة التى يسقط نتيجتها كل يوم مئات الأبرياء من المدنيين، سارع العراق إلى إعلان مسانده الحكومة المصرية فى أجراءتها لفرض سيادتها على أراضيها لمواجهة الإرهاب وإخراجه من الأراضى المصرية.

السفير قيس العزاوى، سفير العراق ومندوبها لدى جامعة الدول العربية حدد فى حواره لليوم السابع أشكال الدعم التى من الممكن أن تقدمها الحكومة العراقية لمصر فى هذا الوقت العصيب، ودعا رئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوى إلى زيارة العراق، وعبر عن رفض بلاده لكافه أشكال التدخل الخارجى فى الشأن المصرى، وإلى نص الحوار..

كانت العراق من الدول العربية التى أعلنت فى البداية دعمها للحكومة المصرية فكيف قرأ المسئولون العراقيون ما حدث فى المشهد المصرى؟

رأى العراق فيما يحدث اليوم هو تصحيح مسار الثورة الجماهيرية التى قام بها الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، ومن منطلق واجبه فهو مدعو أكثر من أى وقت مضى لمسانده الحكومة المصرية ومصر بشكل عام، خاصة أننا عانينا من العنف والإرهاب والتطرف الدينى والعمليات الانتحارية والمفخخات والتفرقة بين الناس على أساس دينى وعرقى وطائفى.. ونحن لانتمنى أن تنزلق مصر لما وقع فيه العراق وبالتالى سارع المسئولين لدعم المسيرة الجديدة فى مصر.

على الرغم من الانتقادات الدولية التى لاقاها الجيش المصرى لتدخله فى الحياة السياسية؟

المؤسسة العسكرية المصرية هى إحدى أهم المؤسسات العريقة فى المجتمع المصرى منذ محمد على الكبير ومرورا بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر وحتى وقتنا هذا، وبالتالى فهى وجدت مسئوليتها الوطنية ألا تجعل الانقسام الحالى فى المجتمع المصرى وسيله للاقتتال وتدخلت فى الوقت المناسب، وبمناشده جماهيريه لم يشهد لها العالم مثيل، وإنا اقترب إلى التقاعد لم اقرأ ولم أشاهد أى ثورة جماهيرية بهذا الحجم، وعندما يخرج 25 إلى 30 مليون إنسان يقول لأ، وهؤلاء الملايين لم يعتدوا على أحد.. لم يحطموا جسرا ولا يوجد حادثه عنف او تدمير أو تهديم سجلت ضدهم، وبالتالى هؤلاء حريصين على بلدهم ووطنهم، ولذلك تدخل الجيش وانهى هذه الحالة.

ولكن يرى البعض أن هذا التدخل أدى إلى أحداث عنف كثيرة؟

صحيح حدثت أعمال عنف.. صحيح نأسف لها.. ولكن لدينا ثقة كبيره جدا فى أن الشعب المصرى قادر على تجاوز هذه الأزمة والمحنة، على الرغم من بعض الأصوات الخارجية التى لا تتفهم الوضع، لذلك كانت رسالة رئيس الحكومة العراقى بأننا نحن نساند مصر وحكومتها بتطبيق سيادة القانون على الجميع ونرفض التدخلات الأجنبية وندعو الجميع الا يتدخل فى الشأن المصرى، وكان هذا قرار حكيما وصحيحا فمصر قررت مصيرها بهذه الملايين التى خرجت.

تحدث رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى عن أنه يضع إمكانيات الحكومة العراقية تحت تصرف مصر.. فما شكل المساعدات التى يمكن أن تقدمها العراق؟

أنا أدعو من موقعى هنا الدكتور حازم الببلاوى وانأ اعلمه جيدا بشكل شخصى إلى تشكيل وفد من الوزراء المعنيين بالمجموعة الاقتصادية والذهاب إلى بغداد اليوم وليس غدا وإجراء تعاقدات والاتفاق على استثمارات وأعاده تنشيط التعاون، فالسوق العراقى بكر ونحن محتاجين إلى الخبرة المصرية وهناك مجالات كثيرة مفتوحة للتعاون وتجديد النشاط، فالمصريين هم من بنوا العراق سابقا وبإمكاننا أن نقوم بنفس الشىء الآن.

فمنذ عام تقريبا ذهب وفد من الحكومة السابقة للعراق وتم الاتفاق على أن يضع العراق 4 مليار دولار لدعم العملة المصرية، لكن للأسف حدثت خلافات ذات طابع سياسى أكثر منه ذات طابع اقتصادى وتوقف هذا الدعم.. والآن ندعو إلى إعادة تقييم جميع هذه مذكرات التفاهم، فالعراق موقع مع مصر 21 مذكره تفاهم تتعلق بالعديد من المجالات سواء فى تعمير العراق والعمل فى قطاعات، ونحن فى حاجه إلى الخبرة المصرية مثل قطاع النفط والغاز وإنتاج الكهرباء وبحاجه إلى شركات المقاولات الوطنية –على سبيل المثال المقاولين العرب فهم لديهم إعمال كبيره فى العراق- ولدينا حجم عمل هائل ولدينا حاجه استيراد مواد مثل السكر والزيت والأرز والقمح والعدس وكانت تعطى إلى تركيا الآن بدأنا مع مصر واشترينا بـ50 مليون دولار والعراق يوجه للاستفادة من السوق المصرى.

هل من المنتظر زيارات رفيعه المستوى من المستوى لمصر؟

ممكن جدا أن تأتى وفود عراقية، فالمسئولون العراقيون على أتم استعداد لزيارة القاهرة، وأؤكد أنه إذا وجهت الدعوة إلى رئيس الوزراء اليوم بعد غد سيكون فى القاهرة.

هل ترى فشل الإخوان فى حكم مصر سيؤثر على نماذج الحكم الإسلامى فى الدول العربية؟

إذا أردنا التفرقة بين مستويين فعلى سبيل المثال صحيح أن العراق يوجد به أحزاب إسلاميه لكن هناك ائتلاف لهذه الأحزاب فى السلطة ولم تكن أبدا اقصائيه ولم تستأثر بالسلطة، وأعتقد أيضا أن ما حدث فى تونس مماثل عندما فاز الإسلاميون فلم يحكموا وحدهم بل حكموا مع جبهتين علمانيتين.. جبهة الرئيس منصف المرزوقى ورئيس البرلمان، أما فى مصر فمن المؤسف أولا أن الإخوان استأثروا بالسلطة كليا وأقصوا غيرهم وحتى حلفائهم الذين صوتوا لهم فى الانتخابات، فأدى هذا إلى انقسام داخل المجتمع وهذا الانقسام خطير جدا لأننا وجدنا مجتمعين تحت سقف واحد ومظاهرات تخرج هنا وهناك، ونحن اكتوينا بهذه المسألة ونعلم أن التطرف الدينى لا يؤدى إلا إلى الحروب والعنف والاستئثار بالسلطة كارثى.

ولكن هناك دولا عربية فى المنطقة رفضت ما حدث فى مصر كونه يؤثر على مستقبل أنظمتها؟

أنا أعتقد أنه، فلا توجد دول معترضه على ما حدث قد تكون دولة أو دويله لا أريد تسميتها هى الوحيدة التى اعترضت، ولكن الباقى بالأغلب كان مؤيدا لما يحدث، ومن تحفظ تحفظ على مضض، حتى تونس وبها نظام الأغلبية به إسلاميه فأنا على علم أن الرئيس التونسى وحتى حركة النهضة لم يكونوا بشكل من الأشكال عدائيين فى نظرتهم تجاه ما حدث.. قد يكون لديهم بعض الاستنكارات، إذن هناك دولة واحده ما لها موقف مسبق وهذا الموقف لا يمكن أن يبنى على ما حدث ولكنه بنى سابقا على أساس تبنى جهة من الجهات العاملة فى مصر وتجاهل الأغلبية العظمة التى خرجت بالملايين تطالب بعوده مصر لأهلها.

هل تتحرك تلك الدولة ضد مصر فى الجامعة العربية؟
لا أعتقد أن تلك الدولة ممكن أن تقوم بعمل مؤثر فهى غير مؤثره، كانت مؤثره حقيقة فى عمل الجامعة عندما كانت مصر مغيبه وسوريا مجمده والبعض صامتا ودول أخرى لديها الرغبة للتحرك ككتله سياسية كبيره، ولكن الآن الظروف تغيرت ومصر الآن سيكون لها دور يليق بمكانتها الحضارية ومكانتها فى أسيا وأفريقيا وفى العالم، وسنجد أن هناك عديد من الدول العربية تساند مصر أن شاء الله.

لكن هناك سعى من الداخل والخارج إلى تدويل الأزمة فهل هناك تخوف من سوريا آخرى فى المنطقة؟
لا لا غير مقبول ولا يمكن المقارنة أصلا، فغير مسموح دوليا بالتعامل مع مصر كأى دولة أخرى، وكل ما يحدث من الغرب مجرد استعراضات، وانا عشت فى الغرب واعرف العقلية الغربية وكنت قادما من فرنسا وقت فض الاعتصامات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين فى رابعة العدوية وميدان النهضة، واعلم أن الغربيين يريدون أن يسكتوا منظمات حقوق الإنسان هناك وهى ليس لديها عمل إلا تسجيل الخروقات، والحكومات الغربية تخشى فى قراراتها التى تصدر من المنظمات الحقوقية أكثر من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وتصدر القرارات لإرضائها فقط ولكن لا تنفذها، فالتظاهر المسلح ومقاومه الجيش وقوات الأمن غير مسموح به فى كل الديمقراطيات، وانا عشت فى فرنسا 30 عام وهناك من حقك أن تتظاهر كما تريد ولكن بمجرد أن يرفع متظاهر أى سلاح خلاص انتهت السلمية وأصبح هذا ممنوعا وكل وسائل القمع مسموح به وممكنه.

ولكن بالفعل أصبح هناك توتر بين الحكومة القائمة فى مصر وأمريكا؟
لن يحدث فأمريكا ستخسر كثيرا اذا فقدت دولة كبيره مثل مصر فى المنطقة العربية والإسلامية والأفريقية، لكن نحن من نقلل من شأن أنفسنا أمام الأخر فلا نبالى مايقولوا، هم من يجروا ورائنا وليس نحن من يجرى ورائهم، فنحن من علمنا هذه الشعوب الحضارة والقوانين واللوائح وكل مره نسترجع نحن كرامتنا، فأنا أذكر وكنت وقتها فى مصر فى عهد عبد الناصر عندما أتى رئيس وزراء الصين ومكث فى القاهرة 20 يوما فى محاولة لإقناع عبد الناصر بقبول بلده فى حركة عدم الانحياز التى كانت تقودها مصر.

ما تقييمك للموقف التركى من الأزمة المصرية؟ وهل تدخله سيٌفقد تركيا مكانتها الإقليمية التى اكتسبتها السنوات الماضية؟
بالتأكيد ما ربحه الأتراك والتيار الإسلامى فى تركيا أضاعه فى حماقات، فرئيس وزرائها رجب طيب أردوغان يعتمد على تنظير أحمد أوغلوا وزير الخارجية فى كتابه العمق الإستراتيجى، حيث يقول أن تركيا لها الحق فى استرجاع الولايات العثمانية وأعاده الاعتبار للدول العثمانية، وكان العرب جزء كبير من الإمبراطورية، والأتراك جاءوا بأحلام الإمبراطورية ودخلوا من باب النجاح الإقتصادى حيث جعلوا من بلدهم البلد السادس عشر بعد أن كانت مفلسة فحازوا على إعجاب الدول العربية، وسريعا تشجعنا لإعطائهم أولوية فى التعاون الإقتصادى فنحن فى العراق مثلا لدينا حجم تبادل تجارى أكبر من تبادلنا التجارى مع كافه الدول العربية مع مصر لدينا حجم تبادل تجارى 600 مليون دولار ومع تركيا لدينا 15 مليار دولار وهكذا كل دول الخليج، وبدأوا يعتقدون أن هذا يمكنهم من التدخل فى شئون الدول العربية ومن هنا ايضا بدأوا يخسرون كل شىء، فالآن بدأت العقود تتوقف مع تركيا والاضطرابات السياسية انتقلت من داخل الدول العربية إلى تركيا ومستقبل اردوغان السياسى شبه ضائع ولا أحد من العرب سيوافق أن يفتقد سيادته الوطنية على بلاده.

عندما تفكك الجيش العراقى هل تتفق مع الرؤية التى يطرحها البعض حول مخطط غربى لتفكيك الجيوش العربية والتى بدأت بالعراق وسوريا وتحاول الآن فى تجاه الجيش المصرى؟

الثلاث أمثله لا يمكن مقارنتها فنحن تفكك الجيش بسبب الحكومة العراقية قبل الغزو الأمريكى التى ورطته بحروب لا طائل منها مع الكويت وإيران، فهذه الحروب قتلت الجيش، بالإضافة إلى أن السلطة تدخلت فى الهيكلة العامة للجيش العراقى ورقت الضباط ليس على أساس مهنى وتقنى وعسكرى ولكن على أساس ولائى وحزبى، وهذا أمر لم يحدث فى مصر من قبل ولا يوجد مقارنه، كما أن الأزمة تفاقمت فى العراق بعد الاحتلال الأمريكى حيث لم يحل الجيش فقط بل حل حرس الحدود والشرطة والأمن والمخابرات وخربت مؤسسات الدولة وكل شىء خرب وسرق ونهب، أما المؤسسة المصرية فليس بها الخروقات التى حدثت بالعراق وهو جهاز وطنى من أبناء الشعب المصرى ولذلك يجب الحفاظ عليه فهؤلاء الذين يعتدون على الجيش " مغفلين" فمن يحارب الإخوان الان هم يحاربون أبناءهم فقد يكون هناك فى رابعة العدوية أخ متظاهرة والآخر جندى وهذه حاله عامه فالاعتداء على الجيش أمر غير مسئول.

ألا تخشى الحكومة العراقية من تهديدات الجماعات المتشددة فى العراق التى أعلنت تأييدها للرئيس المعزول مرسى؟

لدينا مثل بالعراق "اللى مبلل مايخاف من المضر" ونحن فى العراق نرى كل يوم عمليات العنف موجودة والمتطرفون أذونا كثيرا ونحن نخاف من أن يأذوكم ومصر الآن تستحق من الجميع أن يقف لجانبها، فما عانيناه نحن فى العراق كثيرا حيث ورثنا نظاما قام بحروب عديدة منذ أن تولى فى عام 1968 وشهد العراقيين حروبا تلو الأخرى ضد الأكراد وايران والكويت وجاء الأمريكيين وطبقوا الحصار 13 عاما ثم جاءوا واحتلوا العراق فى 2003 فمن ولد قبل 40 عاما لم يرَ إلا الحروب، ونخشى على مصر من مصير يغيبها عن واقعها العربى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة