عزازى على عزازى: حمدين صباحى رئيس مدنى مناسب لكنه يحتاج إلى اختبار جديد لمشروعه .. حديث المصالحة أشبه بأغنية عاطفية أثناء القتال.. ومصر تخوض حربا ضد الإرهاب

الأحد، 17 نوفمبر 2013 01:36 م
عزازى على عزازى: حمدين صباحى رئيس مدنى مناسب لكنه يحتاج إلى اختبار جديد لمشروعه .. حديث المصالحة أشبه بأغنية عاطفية أثناء القتال.. ومصر تخوض حربا ضد الإرهاب عزازى على عزازى
حوار - إيمان الوراقى - تصوير - سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
«الانسحاب من جبهة الإنقاذ الوطنى».. لم تكن المرة الأولى للدكتور عزازى على عزازى، ولن تكون المرة الأخيرة التى يرحل فيها عن موقع يتطلب عدم الاتساق مع مبادئه.. سبق أن استقال العضو المؤسس بالتيار الشعبى من منصبه كمحافظ للشرقية عقب صعود جماعة الإخوان للسلطة، بسبب رفضه أن يكون ترسًا فى آلة الاستبداد باسم الدين، والديكتاتورية الفاشية المتمسحة فى الإسلام. أما التفكير فى الانسحاب من جبهة الإنقاذ الوطنى، فيعود- كما يرى- إلى عدم الشفافية فى بعض الأحيان، وعدم الثبات على الموقف، والقفز على الإجماع الوطنى من خلف الستار لإبرام صفقات ومصالح سياسية فى بعض الأحيان.. فى حواره مع «اليوم السابع» كشف الدكتور «عزازى» عن الكثير من الأسباب وراء تفكيره فى قرار الانسحاب من «الإنقاذ الوطنى»، ووجهة نظره فى عدد من القضايا المطروحة على الساحة السياسية.. وإلى تفاصيل الحوار.

بداية.. ما السر وراء تفكيرك فى الانسحاب من جبهة الإنقاذ الوطنى؟
- جبهة الإنقاذ كيان ولد تحت ضغط جماهيرى من ناحية، وبسبب الأداء السيئ من جماعة الإخوان من ناحية أخرى، خاصة فيما يتعلق بالإعلان الدستورى الشاذ الذى أراد أن يحصن به المعزول نفسه وجماعته.

وقد ارتكب الإخوان مجازر ضد الشعب فى سياق فلسفة الإقصاء، وكانوا يرون الشعب مجموعة من البلطجية تتآمر داخل «حارة مزنوقة».. نحن لا نريد هدم حالة، وبناء حالة أخرى مشابهة لها، ولذلك لا يجب تحويل الجبهة إلى جبهة تُقصى الآخرين، لابد من تلافى كل السلبيات التى كنا نواجهها فى عهد الإخوان، وتحقيق أكبر قدر من الشفافية.

الشفافية صارت أقل، والمواقف المشتركة صارت نظرية أكثر منها عملية، نحن كجبهة لا نعرف شيئًا عن التعديلات الدستورية، نتحرك فيها كأفراد، على الرغم من وجود عدد كبير منا هناك، ومع ذلك أداء أعضاء جبهة الإنقاذ داخل لجنة الخمسين منفصل.

هناك ثلاثة ملفات لا ينبغى أن تتصرف فيها الجبهة وحدها، بل يجب مشاركة الآخرين، هى الدستور، البرلمان، الرئاسة.. وفيما يتعلق بالبرلمان ليس هناك موقف حتى الآن اتخذته الجبهة مع أو ضد الفردى أو القائمة، معركة الرئاسة أيضًا أخذت الجبهة موقفًا مبكرًا منها بالاتفاق على انتخاب رئيس مدنى لمصر، وعلى الرغم من ذلك ذهب عدد كبير من قيادات الجبهة- إن لم يكن معظمهم- إلى تقديم فروض الطاعة والولاء كأفراد وجماعات لترشح «السيسى»، وذلك ظلم كبير لـ«السيسى»، والقوات المسلحة.

تفكيرك فى الانسحاب من جبهة الإنقاذ يحمل فى طياته اعتراضًا على تأييد أعضاء بالجبهة ترشح «السيسى» للرئاسة؟
- اعتراضى الشخصى على ترشح «السيسى» للرئاسة نابع من حرصى على مصلحة مصر وجيشها والأمن القومى للبلاد، والفريق «السيسى» فى الوقت نفسه.. فلا ينبغى وضع «السيسى»، هذا البطل القومى الذى انحاز إلى جماهير الثورة بين رحى الإخوان، والنخبة السياسية التى ترمى كل الكرات فى ملعبه، هذا يضر بـ«السيسى»، والعملية السياسية أيضًا.

بماذا تنصح المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى؟
- «حمدين» يستحق الكثير، وهو رئيس مناسب لمصر فى هذه اللحظة، لكنه يحتاج إلى تغيير خطابه وأسلوبه، وإلى اختبار جديد لمشروعه فى الأوساط الشعبية والسياسية ليحصل على ما يستحقه من دعم.

والقاعدة أننى مع أى رئيس مدنى صاحب مشروع، سواء «السيسى» أو «حمدين» أو غيرهما، بشرط أن يحقق حالة إجماع وطنى وشعبى حوله، وحول رؤيته وبرنامجه، لأننا فى حاجة إلى رئيس بأغلبية كبيرة فى هذه المرحلة الانتقالية الأخيرة، ينقل مصر من حالة الانهيار السياسى واللامؤسسى إلى مصاف الدول الكبرى، ومصر تملك الكثير، ومهمة الرئيس المدنى ليست مستحيلة، لكنها رهن اختيار الكفاءات القادرة على تنفيذ مشروعه، و«حمدين» يحتاج إلى استعادة الملايين الخمسة الذين صوتوا له فى الانتخابات السابقة، وإلى خمسة ملايين آخرين يكونون حائطًا داعمًا يحقق حكم الثورة للدولة.

ما توقعاتك لعملية التصويت فى الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- بالنسبة للدستور، أثق فى أن الأغلبية سوف تصوّت عليه بنعم، وجميع القوى السياسية سوف تدعم التصويت بالموافقة، أما الانتخابات البرلمانية فأعتقد أننا تأخرنا كثيرًا فى حسم قانون وشكل الانتخابات، وهذا ما جعل منطق التربيطات والصفقات هو سيد الموقف، وأنا شخصيًا أخشى وجود اتجاه لتقليل حجم قوى الثورة الحقيقية فى البرلمان لحساب القوى المناهضة للثورة.

ما رأيك فى دعوات المصالحة بين الحكومة وجماعة الإخوان؟
- لا يمكن الحديث عن أغنية عاطفية أثناء القتال، مصر تخوض حربًا ضد الجماعة الإرهابية، وضد استراتيجية دولية تستهدف استنزاف مصر وجيشها بعد أن أصابها الفزع من تحول مصر من خندق التبعية إلى حالة الاستقلال، ولا تراجع بفضل الجيش المصرى، وانحياز الفريق عبد الفتاح السيسى لإرادة الشعب المصرى.

هل توافق إذن على وضع الجماعة المحظورة على قوائم الإرهاب؟
- هم الذين حظروا أنفسهم، هم الذين فشلوا، وهم من وضعوا أنفسهم على قوائم الإرهاب، نحن لم نفعل شيئًا ولا ينبغى أن نفعل شيئًا سوى مقاومة ما يفعلونه هم بأنفسهم، اكتفوا بالأهل والعشيرة، وقاموا بحظر الشعب المصرى كله، هم الذين أرهبوا وأفزعوا الناس قبل وأثناء وبعد توليهم الحكم.. الجماعة تحولت إلى إرهابية بيدها.

كيف ترى محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته؟
- فى القضية نحن أمام رئيس ارتكب هو وجماعته أبشع الخيانات وجرائم القتل باسم الدين، ولابد من محاسبتهم بالقانون، وأى حل سياسى أو صفقة تحول دون إجراء هذه المحاكمات سيحاسبنا عليها التاريخ، وينطبق هذا أيضًا على مبارك ورجاله، وكل من أجرم فى حق الوطن والشعب.

ما تقييمك لأداء حكومة الببلاوى؟
- خذلت الشعب، أتحدث عن إنجازات بالقطعة لبعض الوزراء، يبذلون إنجازات هائلة فى ظل أوضاع شديدة الصعوبة، لكن الإرادة العامة لمجلس الوزراء لا توفر للمجتمع شروط الثقة والإحساس بالأمان الذى يجعل المواطن يشعر بالطمأنينة.. الحكومة المفروض أنها حكومة ثورة، لكنها لا تتصرف على هذا الأساس.

ما واجبات حكومة الببلاوى تجاه الشعب فى تلك الفترة؟
- تحقيق أكبر قدر من الشفافية، لابد من إعلام الشعب بحجم المخاطر التى تحيط بمصر سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، لابد أن يشارك الشعب فى خارطة الطريق. أنا ضد فكرة أن يترك الناس السائق الجديد يقود المركبة دون معرفة هل سيقلهم من تلك الحفرة، أم أنه سيدخلهم فى نفق آخر، أم سيفرقهم فى أقرب مستنقع.. الحكومة لم تكن عند حسن ظن الثورة والشعب.
هل تنظر إلى الرئيس عدلى منصور بنفس النظرة التى تنظر بها لحكومة الببلاوى؟
- «منصور» كرئيس مؤقت يؤدى دوره جيدًا، لكننا فى أقرب وقت نريد رئيسًا له صلاحيات.

هل أنت راضٍ عن أداء وزارة الداخلية؟
- تحقق لها حلمًا كان مستحيلًا، وهو وقوف الشعب معها لأول مرة، لكنهم لم يستغلوا ذلك، أرجو أن تفكر الشرطة كجهاز محترف بعيدًا عن الاعتماد دائمًا على القوات المسلحة.. لابد أن يهتموا بالأمن الجنائى والعام بقدر اهتمامهم بالأمن السياسى.

كيف ترى تراجع الموقف الأمريكى مما يحدث فى مصر من دعم الإخوان إلى تأييد الثورة؟
- أمريكا تدافع عن مصالحها، وأينما كانت مصالحها فثم وجه البيت الأبيض.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة