مناوشات إعلامية تسبق المعركة الكبرى..

موقعة مصر والجزائر.. تعيد الرياضة إلى أحضان السياسة مجددًا

السبت، 17 أكتوبر 2009 09:33 ص
موقعة مصر والجزائر.. تعيد الرياضة إلى أحضان السياسة مجددًا آمال المصريين تتعلق بالمنتخب الوطنى
كتب كمال محمود ومحمد فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى، ترتمى الرياضة فى أحضان السياسة، من جديد نعود لخلط الأوراق، وتنتفى الفواصل "الكثيفة" و"الشائكة" التى تفرضها المصالح العليا للبلاد، أمام رغبة شعبين عربيين فى تحقيق إنجاز رياضى لا تقل قيمته لديهما عن الانتصار فى حرب أو استعادة أرض مسلوبة.

الشعبان العربيان، المصرى والجزائرى، تجمعهما لغة واحدة، ودين واحد، وتُفرقهما مباراة فى كرة القدم، تُقام فى مصر الشهر المقبل، وتحدد هوية المتأهل منهما إلى كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا.

المناوشات الإعلامية بين الطرفين، شهدت العديد من فترات الشد والجذب، حتى وصلت إلى ذروتها بعد فوز مصر خارج أرضها على زامبيا بهدف نظيف وتجدد آمالها فى الصعود للمونديال.

بعد هذه المباراة، دخلت المناوشات مراحلها الختامية، وأصبحت كل الخيارات مُتاحة، والوسائل الشرعية وغير الشرعية واردة فى حرب إعلامية هدفها الأول إلحاق الهزيمة النفسية بأحد الطرفين قبل الموقعة الكبرى.

البداية، كانت يوم 11 أكتوبر الجارى، صبيحة فوز المنتخب المصرى خارج أرضه على زامبيا بهدف نظيف، وهو الفوز الذى جدد آمال الفراعنة فى التأهل للمونديال، حيث خرجت الصحف الجزائرية لتؤكد وجود مؤامرة خفية قادها سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم بالاتفاق مع نظيره الزامبى كالوشا بواليا، لرسم سيناريو للمباراة، أو "طبخها" على حد زعم الصحف الجزائرية.

ولأن "المؤامرة" أسهل "شماعة" يُعلق عليها أى شخص "فشله" فى الوصول لمبتغاه، فقد ارتضى الإعلام الجزائرى تبنى هذه النظرية، لتفسير قيام حكم مباراة الجزائر مع رواندا بإلغاء هدف صحيح وشرعى لها، لتدعى أن الحكم الغينى "قبض المعلوم" من الاتحاد المصرى لكرة القدم، وتبدأ فى طرح سيناريوهات غريبة لفشلها فى الفوز على مُتذيل المجموعة بفارق يزيد عن الهدفين.

الإعلام المصرى، لم يقف مكتوف الأيدى، وجاءت ردوده عشوائية ومسالمة إلى حد كبير مقارنة بقرينتها الجزائرية، عدا رد الإعلامى عمرو أديب.

وعلى هامش المناوشات الإعلامية، وُجدت العديد من التفاصيل، تصلح كنقاط فرعية فى مسودة المعركة، مثل ما واكب زيارة محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى إلى مصر، للاتفاق على بعض التفاصيل الخاصة بالمباراة، مثل عدد المقاعد المخصصة للمشجعين الجزائريين، فى ظل شحن إعلامى قامت به بعض الصحف ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى المطالبة بتخصيص 15 ألف مقعد، حوالى 20% من السعة الرسمية لاستاد القاهرة، المرشح الأول لاستضافة اللقاء.

يذكر أن هذه المعركة، ليست الأولى فى تاريخ الحروب الكروية (المصرية- الجزائرية)، التى تمتد إلى ما يزيد عن الربع قرن، وكان آخر هذه المعارك ما حدث قبل 8 سنوات، حين خرجت مصر لتواجه الجزائر فى 22 يوليو 2001، فى مباراة شهدت العديد من المآسى كان أبسطها "حرق العلم المصرى" فى مدرجات الملعب.

وبعيدًا عن الحرب الإعلامية، فقد حشد الجهازان الفنيان لمنتخبى مصر والجزائر كل أسلحتهما للمواجهة المرتقبة، وأعلن كل منهما الخطوط العريضة لمعسكر استعداده للمباراة، وسيبدأ الفراعنة استعداداتهم يوم 27 أكتوبر، ويستمر المعسكر 17 يومًا حتى موعد المباراة، فى حين لن يتجاوز معسكر الخضر للمباراة والذى تقررت إقامته فى فرنسا أكثر من خمسة أيام فقط قبل المباراة.

ويتوقع أن يعتمد كلا المدربين على مجموعة اللاعبين الذين شاركوا فى مباراة الجولة الماضية من التصفيات، مع إجراء تعديلات بسيطة.. حيث فتح حسن شحاتة المدير الفنى للفراعنة الباب أمام محمد زيدان مهاجم بوروسيا دورتموند بعد استبعاده من مواجهة زامبيا من باب "التأديب" لغيابه عن مباراة مصر الودية أمام غينيا دون إذن، وعلى الجانب الآخر، يتوقع أن يعتمد الشيخ رابح سعدان المدير الفنى لـ"الخضر" على نفس الأسماء التى لعب بها أمام رواندا، مع احتمال عدم استدعاء رفيق جبور فى حال عدم مشاركته مع نادى أيك أثينا اليونانى الذى يلعب فى صفوفه.

خارج النص..
المناوشات الإعلامية "المصرية-الجزائرية"، شهدت بعض التجاوزات من كلا الطرفين، ولكن ما قامت به صحيفة الشروق الجزائرية فى أحد أعدادها كان خروجًا غير منطقى ولا مبرر عن كل ما هو مألوف ومتوافق عليه عقلاً وشرعًا، حيث ربطت من خلال موقعها الإلكترونى بين السخرية من الفريق المصرى وبين القرآن الكريم، وقامت بإعادة "صياغة" الآية 43 من سورة يوسف من قوله تعالى:
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاى إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ"..

وجاء نص الآية بعد "تعديلات" الشروق كالتالى:
"وإذ قال شحاتة لسمير زاهر إنى رأيت أحد عشر لاعباً (يقصد المنتخب الجزائرى) ورواندا وزامبيا رأيتنا معهم خاسرين، قال: يا شحاتة لا تقصص رؤياك على اللاعبين فيطيح له المروال وقل للصحافة إن هذا من كيد الجزائريين".

وقال شحاتة: "إنى أرى سبع نقاط خضر وأربع مصريات وتسع نقاط باقيات، ياأيتها الصحافة أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون".

قالوا "أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، وقال سمير زاهر وادكر بعد أمة أنا آتيكم بتأويله فأرسلون.. سعدان أيها المدرب الكبير أفتنا فى سبع نقاط خضر وأربع مصريات وتسع نقاط باقيات، قال: تلعبون ثلاث مقابلات تتعادلون فى الأولى وتخسرون فى الثانية وفى الثالثة تتبهدلون".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة