بالفيديو.. مأساة الأطفال بمحكمة الأسرة.. "هاجر": "بابا.. أنا بكرهك علشان مبتسألش عليا".. "الطب النفسى": يجب الحوار ليتغلب الصغار على التجربة.. و"التربية": تعرض الابن لرؤية الخلاف يحوله إلى عدوانى

السبت، 22 فبراير 2014 11:49 م
بالفيديو.. مأساة الأطفال بمحكمة الأسرة.. "هاجر": "بابا.. أنا بكرهك علشان مبتسألش عليا".. "الطب النفسى": يجب الحوار ليتغلب الصغار على التجربة.. و"التربية": تعرض الابن لرؤية الخلاف يحوله إلى عدوانى أرشيفية
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى رسالة قصيرة قالت هاجر لأبيها: "أنا بكرهك علشان مبتسألش عليا".. هذه الكلمات قالتها هاجر الطفلة لوالديها المنفصلين أمام محكمة الأسرة بإمبابة، والتى لا تتجاوز الـ8 سنوات بعد.

وأضافت" هاجر": "بابا خان ماما، ومراته القزمة أخذته مننا بابا حرامى وبخيل ومش بيدينا فلوس أبدًا ومش بيسأل عليا وأنا مش بحبه وبكرهه"، وعند سؤال هاجر "مفيش أب بيكره بنته؟" أجابت :"لا فى أبويا وبيضربنى كمان"، هذا هو حال الأطفال أمام محكمة الأسرة بعد أن تشوهت نفسيتهم وأصبحوا لا يعرفون لمن يعطون آذانهم؟ لأمهم أم لأبيهم فى ظل الصراع الأسرى داخل أروقة محاكم الأسرة.

هذا هو الحال للأسف بمحكمة الأسرة حيث تعود الواقعة لقيام الأم حنان بالانفصال عن الوالد "مرتين" بسبب خيانته المتكررة لها وأخيرًا حصلت على الطلاق بسبب زواجه عليها وإقامتها دعوى "النفقة" المنظورة الآن بمحكمة الأسرة بإمبابة.

وقالت "حنان" لـ"اليوم السابع": لقد تزوجته وكان أرمل وأكملت مسيرة زوجته الأولى وربيت أولاده ولكنه لم يراع الله وعاقبنى بعد أن أحسنت إليه بخيانته لى المتكررة ففلت عياره وأصبح "حرامي" ويقوم بأشياء لا ترضى الله وعلاقات مع السيدات العرب ويتاجر بجسده فخفت على نفسى من الإصابة بالايدز وتركته وحصلت على الطلاق هأنا الآن أعانى فى المحكمة لأحصل على أى مبلغ لابنتى المسكينة ولكنه يقوم برشوة المحامين الخاصين بى ويجعلهم يأخروا القضية وأنا ليس لدى أحد لكى يساعدنى فماذا أفعل حسبى الله ونعم الله الوكيل".

قمنا بعرض المشكلة التى يعانى منها هؤلاء الأطفال على الدكتور أحمد البحيرى أستاذ استشارى الطب النفسى فقال:"من المتعارف عليه وجود استشارى نفسى بمحكمة الأسرة وأخر فى علم الاجتماع لمحاولة مراعاة الجانب الإنسانى للحالات المتنازعة".

وأضاف "البحيرى": "حال التعامل مع الأطفال الذين يتعرضون لتجربة الانفصال بين والديهم يجب أن نشرح لهم ببساطه طبيعة الحالة التى يمرون بها وصعوبتها ونجد لهم البدائل والحوار واللغة السهلة لكى يتغلبوا على الحالة النفسية التى من الممكن أن تؤثر عليهم سلبًا لكى نحميهم وللخروج من هذه التجربة الأليمة دون تشوه وبأقل الخسائر".

وأكمل "البحيري": "يجب أن يدرك الوالدان هنا أنهما أمام "طفل" حرم من ميزة "الأسرة" ويكون لديهما مهارات التحكم عند الغضب لكى لا يتأثر الطفل فى هذا التنازع ,فالخلافات العادية أمام المحاكم من السهل السيطرة على تأثيرها أما التى تحدث بين أضلع الأسرة الواحدة فيجب إدراك مدى خطورتها وعواقبها على كل أفرادها فأهم شىء يواجه الجميع فى هذا الموقف هو الصحة النفسية واستمرار الرعاية النفسية المجتمعية اللاحقة لعمليات التقاضى وبعدها".

وأشار "البحيرى" إلى أنه من الجيد فى مثل هذه الحالات التى تلجأ لمحاكم "الأسرة" أن يجدوا البديل للطفل الذى يستطيع أن يتحدث معه ويحاول أن يكون طرفًا محايدًا فإذا فشلت المحكمة فى توفير ذلك فيجب أن تكون "الأسرة" هذا الطرف أو الطبيب النفسى ليحاول أن يمتص التأثير السلبى الذى يقع على أطراف النزاع.

وأكد أن الأزواج فى مرحلة الاستعداد للزواج يكونوا فى سعادة تامة والبعض منهم منساق وراء الغريزة التى تحفزه على الإسراع فى هذه الخطوة وهنا تقع الكارثة وهى انعدام المسئولية والتفكير فيما سيسفر عنها ذلك الزواج ومن هنا تكثر المشاكل والطفل هو الحلقة الأضعف فى هذه المنظومة وتحوله المأساة إلى فرد مشوهن فى ذلك المجتمع بسبب العقد الذى يتعرض لها لذا من الضرورى أن يدرك كل من يقدم على الزواج أن يتروى فى الاختيار وأن يستشير من هم أعلم منه وأن تكفل الدولة للشباب الرعاية النفسية والاجتماعية لتساعدهم على حسن الاختيار.

وعلقت الدكتورة إيمان الشرقاوي، ماجستير فى تربية الأطفال: "يكمن رأى التربية لحالة الأطفال الذين يتعرضون لتجربة انفصال الوالدين لشقين شق قانونى وهو عدم تعريض الطفل للذهاب إلى المحاكم والتعامل مع القضاة والمستشارين وإذا حدث ذلك يكون هناك استشارى نفسى وعلم اجتماع لكى يساعده على التغلب على هذا الموقف حتى أنه يوجد اتفاقات دولية تحتم على المحكمة كيفية التعامل مع الأطفال وعدم انتهاك حقوقها.

وأوضحت: "فى حالة تعرض الطفل لهذه التجربة يجب حجب الخلافات بين الأب والأم ونتعامل معه بصورة فيها الكثير من الحنان ويفضل هنا "اللمس" لكى نكسبه عامل الاطمئنان والسيطرة على الخوف الذى ينتابه.

وأكملت: "حال تعرض الطفل لرؤية هذا الخلاف من الممكن أن يتحول إلى طفل عدوانى سواء على أصدقائه أو المجتمع والبعض منهم يتجه للعنف أو يصبح طفلاً حقودًا ليعاقب غيره على الأزمة التى يمر بها ونجد منهم من يتجه للكذب لكى يتغلب على ما يمر به فنجد هنا أفضل بديل "الوقاية خير من العلاج" وإذا لم تستطع الأسرة التى تمر بهذه الكارثة أن تقى الطفل فيجب أن يلجأوا للعلاج.

وأشارت إلى أن الحالة التى يكون فيها الطفل "رأى سلبي" لأحد الأطراف سواء أمه أو أبيه فيجب أن يكون رد الفعل عليه الهدوء وإشعاره أنه خاطئ لكى لا تحدث له انتكاسة أكبر مما هو فيها ويحاول الطرف المحايد أن يوصل للأسرة فكرة محاولة التعامل بصورة إيجابية لصالح الطفل وأن يتفق الزوجان ويصلا إلى حل ليحاولا أن يصلوا بذلك الطفل إلى بر الأمان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة