(افتح قلبك مع د. هبة يس): الحبال الدايبة

الإثنين، 31 مارس 2014 12:51 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس): الحبال الدايبة د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (و) إلى "افتح قلبك" تقول:

أنا شابة عمرى 20 سنة, أحب أحد أقاربى, والذى يكبرنى بـ14 سنة كاملة, أحبه منذ حوالى 5 أو 6 سنوات, من قبل حتى أن أعرف أن هذا حب, كل ما كنت أعرفه أنى كنت أحب أن أراه أو أن أسمع عنه, نظرا لأنى أعيش مع أهلى فى بلد عربى, وقلما نرى أقاربنا, لكنى كنت دائما أشعر أنه سيأتى اليوم وسيكون بينى وبين هذا الشخص شىء ما.

أول مرة رأيته كان فى بيت جدتى, ولم أقابله بعدها غير مرتين فقط, أى أنى لم أره فى حياتى كلها غير 3 مرات بالضبط, وبالطبع لم يكن بيننا أى تعامل مباشر, منذ حوالى سنة توصلت إلى رقم تليفونه, واستطعت التواصل معه على الفيس بوك, ولكنى أبدا لم أخبره بمشاعرى, لأنى كنت أخاف دائما من صده لى باعتبار أنى صغيرة بالنسبة له.

أصبحت علاقتنا وطيدة على الفيس بوك, وعلى التليفونات أيضا, لكن كصديقين نتحدث ونحكى عن كل شىء, ماعدا المشاعر والعواطف وما إلى ذلك, حتى جاءنى خبر خطبته, وصدقينى أنى لم أهتز عندما سمعت هذا الخبر, لا تتخيلى أنى كنت على يقين أنه حتما سيعود لى, وأنى أنا نصيبه وليست خطيبته تلك, بقينا نتحدث ونتواصل كما كنا, ولكنى شعرت من كلامه أنه غير سعيد بخطيبته تلك, وبالفعل لم تدم الخطوبة غير 4 أشهر فقط, فاجأنى بعدها بأنه أنهى علاقته بهذه الفتاة.

بقينا على حالنا لمدة شهر آخر بعد فسخه لخطبته, لكنى لم أستطع أن أكتم إحساسى أكثر من ذلك, خفت أن يضيع منى مجددا, فلم أشعر بنفسى إلا وقد أخبرته بكل شىء, فإذا به يرد على هو الآخر بالمثل, قال لى إنه هو أيضا يحبنى, ويشعر نحوى بنفس شعورى تجاهه, ولكنه دائما كان خائفا من رد فعلى نظرا لفرق السن بيننا.. كنت أسعد واحدة فى العالم حينها, فها نحن أخيرا معا دون خوف أو عقبات.

لكن الفرحة لم تستمر كثيرا, فقد صارحنى بأنه وبالرغم من حبنا لبعضنا البعض, إلا أن ارتباطنا شبه مستحيل, لأن أهلى لن يقبلوا بهذا الأمر بكل تأكيد, تحديته وتحديت نفسى وصارحت أهلى, وكذلك هو, وللغريب أن الاعتراض جاء من أخته هو وليس من أهلى, فقد كان رأيها أنى صغيرة جدا عليه, وأنه عليه أن يتركنى لأكمل دراستى وحياتى, فإذا به ينقلب رأسا على عقب بعد كلام أخته هذا.. وأصبح يردد فى كل مناسبة أن علاقتنا بلا أمل وبلا مستقبل, كنت أقبل بكلامه هذا حبا له, ولأنى كنت أعتقد أن للأمر حلا حتى وإن كنت لا أعرفه حتى الآن.

تطورت علاقتنا كثيرا على الفيس وعلى التليفون, بحيث أصبحنا نتحدث فى كل شىء, أحيانا أشعر أننا تمادينا أكثر من اللازم فأتراجع, وأحيانا يشعر هو بأنه (زودها) فيعتذر ويندم, ولكننا كنا نعود لبعض فى النهاية, فنحن لا نرى بعضنا نهائيا، ولا يوجد وسائل تواصل غير تلك التى نتواصل بها.

جاء عليه وقت استجمع فيه إرادته، وقال لى إنه سيتزوجنى, لكن على أن أضحى بتكملة دراستى حينها, فقبلت, لكنه عاد وتراجع سريعا عن ما قاله, وقال لى إنه من حبه لى خاف أن يقضى على مستقبلى.. وأنه سيتركنى خوفا على.

منذ فترة بسيطة وجدته تاركا لى رسالة يقول لى فيها إنه يتمنى لى السعادة والتوفيق فى حياتى, وانقطع كل اتصال بينى وبينه بعدها, وعرفت بعدها أنه خطب من جديد, أو بمعنى أدق أخته خطبت له بدون حتى أن يرى خطيبته, لأنه هو الآخر يعمل بإحدى الدول العربية, والعروسة تعيش فى مصر, وهو لم يكن وقت الخطوبة فى إجازة, وبعدها بحوالى 4 شهور أخذ إجازته ونزل مصر أتم الزواج, ثم عاد لبلد عمله وحده بعد شهر واحد بالضبط.

عدنا للتواصل من جديد بعد عودته من إجازته, لا أشعر أنه يحب زوجته نهائيا, وأشعر أنه لا زال قلبه معى, واضح جدا من كلامه وتعبيراته, وأنا أيضا لا زلت أحبه, وأتمنى أن أظل معه حتى وهو متزوج, لكنى أخاف من ذنب زوجته التى سأحمله فى رقبتى, لن تصدقى يا دكتوره لو عرفتى أنى أشفق عليها حقا, فها هى متزوجة من رجل قلبه ليس معها, أنا متأكدة من ذلك, حتى أنى من شدة ثقتى فى هذا الأمر، فأنا لا أغار منها إطلاقا, بالرغم من أنى غيورة بطبعى, لكن معها أشعر أنها هى التى يحق لها أن تغار منى وليس العكس.

لا أعرف ما هى نهاية هذه العلاقة؟ ولا أعرف ماذا على أن أفعل؟ ولكن كل ما أعرفه أنى أحبه فعلا بالرغم من كل هذا، هل لك أن تقولى لى أنت ماذا أفعل؟

و إليك أقول:

أولا: حبيبتى.. تقولى إنك أحببتيه من حوالى 6 سنوات, أى عندما كان عمرك 14 سنة فقط, أى فى عز سن المراهقة, ألم تلتفتى إلى هذا من قبل؟ لن أقول أنك لم تحبه فعلا, فأنا أعرف أنك تصدقين بأن هذا هو الحب الحقيقى, شأنك شأننا جميعا عندما كنا فى سنك, لم يكن أحد ليستطيع أن يقنعنا أبدا بأن ما نشعره ما هو إلا (فورة) مشاعر, وطاقة حب تفجرت فى قلوبنا فجأة, مما يجعلنا نبحث عن أقرب أو أول شخص يقابلنا حتى نفرغ فيه كل هذه المشاعر.
ثانيا : كونك من أسرة مصرية مغتربة, بما يفرضه هذا الوضع من بعض العزلة والانغلاق عن الأهل والأصدقاء والاجتماعيات بصفة عامة, كل هذا ضيق من فرص تعرفك على الجنس الآخر, وجعلك تندفعين وتوجهين كل أحاسيسك البريئة القوية تلك نحو قريبك هذا الذى يكبرك بقرابة الجيل, والذى لم تره فى حياتك سوى 3 مرات.. هل تعتقدى أنه لو كانت أمامك فرص أخرى مختلفة كنتى ستختارين نفس الاختيار؟ لا أعتقد.

ثالثا: فرضنا أنك أنت الصح وأنى أنا المخطئة, وأن هذه العلاقة هى حب ناضج وحقيقى وغير مراهق فعلا, وأن هذا الشخص كان سيكون هو اختيارك مهما كانت الاختيارات والفرص أمامك, وأنه هو أيضا أحبك بصدق, وأنه لا تأثير لفارق السن بينكما مطلقا.. إذا كان هذا هو الحال مالذى يمنع شخصا ناضجا, يبلغ من العمر 34 عاما, يعمل ومستقل بحياته من أن يأخذ خطوة إيجابية, جادة ومحترمة, ويرتبط بك بشكل رسمى ومعلن, بدلا من مكالمات آخر الليل هذه, ورسائل الفيس بوك السرية تلك, والتى تندمون بشأنها من حين لآخر؟ أليس هذا الشخص هو نفسه الرجل الذى خطب من قبل, ثم تزوج الآن؟, لماذا لم يفعل نفس الشىء معك؟ ستقولين لى أنه كان يخاف رد فعل الأهل؟, الحجة التى بطلت بإخبارك أهلك بالأمر كله, أم ستقولين لى أنه تركك خوفا على مستقبلك ولكى تكملى تعليمك؟, وهنا يطرح السؤال نفسه.. من قال إنه عليكى الاختيار بين ارتباطك وبين إكمال تعليمك؟ لماذا لا ترتبطى وتكملى تعليمك فى نفس الوقت بمساعدة ذلك الذى يقول أنه يحبك!

حبيبتى ربما كلامى سيضايقك, لكن كلامك كله مؤشرات على ضعف شخصية هذا الإنسان, وإن أردتى الأدلة، سأخبرك:

1) أنه بقى بدون ارتباط حتى هذه السن, وعندما فكر فى الارتباط خطب من هى لا تعجبه ولا يحبها, ربما لأن أهله نصحوه بها وفقط.
2) ثم وبعد أن وجد من يريدها قلبه، هذا إذا فرضنا صدق هذا فعلا تجديه مترددا, خائفا, متراجعا, بدلا من أن يصبح قويا شجاعا, يواجه معك الأهل والمشاكل, بدلا من أن يصدرها لك, ويكتفى هو بترديد أن هذه العلاقة بلا مستقبل.
3) حتى وبعد أن وافق أهلك أنت – والذين من المفترض أنهم هم العقبة الرئيسية_ إذا به ينقلب رأسا على عقب بعد أن اعترضت أخته هو.. كيف لشخص فى مثل سنه أن يتأثر برأى كائن من كان حتى وإن كانت أخته بهذه القوة؟, أين عقله؟, أين قلبه؟, أين هو؟.
4) وليته اكتفى بهذا, إلا أنه أعاد خطأه الأول بكل حذافيره, فإذا به يسمح لأهله بأن يختاروا له, ويخطبوا له, ويأخذ هو إجازته فقط كى ينفذ ما رسمه له الآخرون.
5) والأدهى من كل هذا أنه عاد للتواصل معك, حتى وإن كان هذا تحت ضغط منك أنت وليس من جهته, كيف يقبل على نفسه، وعلى زوجته وعليكِ هذا الوضع؟ أهذا هو الحب؟ خدعك من أفهمك هذا يا حبيبتى, فهذا الشخص حتى وإن كنت واثقة من حبه لك, فلك أن تثقى أيضا أنه ليس بالقوة المطلوبة ليكون رجلك المنشود.

تسأليننى ماذا تفعلين؟ ابتعدى بكل قوة طبعا, فبقاؤك معه بعد كل هذا تعلق بـ(الحبال الدايبة) كما نقول نحن المصريون, فماذا تنتظرين منه بعد كل هذا؟ هل تخططى لأن تكونى زوجة ثانية مثلا؟ وحتى وإن كنتى تفعلين هل تعتقدين أنه قادر على أن يتزوجك وهو متزوج الآن؟ الشىء الذى لم يستطع فعله من قبل وهو أعزب؟ أم أنك سترضين بدور حبيبته السرية هذا ما بقى لك من عمر.

حبيبتى اسمعى منى.. أنت فى أولى سنوات شبابك, والمستقبل أمامك كبير وعريض, لا تدفنى نفسك بالحياة فى علاقة بلا أى معنى كهذه, وإلا لن تفيقى إلا بعد فوات الأوان على ضياع كل شىء.. عمرك, مشاعرك, حياتك, ومستقبلك.. فكرى بعقلك ولو لمرة, وأنا متاكدة أنك يوما ما ستضحكى على ما تفعليه الآن, بعد أن تكبرى وتنضجى وتصنعى لنفسك مستقبل, وتجدى من يحبك ويستحقك فعلا.

للتواصل مع د. هبة و"افتح قلبك"..
h.yasien@youm7.com









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة