أيمن خيرى محمود عبد الوهاب يكتب:فروق التوقيت

الأحد، 27 ديسمبر 2009 10:31 ص
أيمن خيرى محمود عبد الوهاب يكتب:فروق التوقيت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرجت يومها متأخر من البيت لعلمى ويقينى أن الطريق مزدحم، قلت لنفسى تأخير بتأخير، نظرت فى ساعتى كانت الساعة الثانية والنصف ظهراً، وكانت الشمس حارقة بطبيعتها فى هذا الوقت. أخرجت من جيبى الاشتراك الجديد لسه عاملة مفيش من يومين أخرجت التذكرة ووضعتها بالماكينة، وإذا بجرس إنذار، خير، أتى لى الفارع الطول مقتضب الوجه وأخرج من جيبه مفتاحا أو ما شابه، وأخرج تذكرتى من الماكينة، وقال التذكرة باظت عدى ورا أى حد.. نظرت له ولسان حالى يقول بسهولة كده.. ودى أغيرها منين يا أستاذ.. نظر لى وقال.. عرابى.. توجهت إلى الرصيف، وبعد فترة نظرت أمامى وإذا بفارس أحلام الغلابة وصل بعد ميعاده بـ 10 دقائق فقط، ده على اعتبار أن له مواعيد أصلاً.

صعدت بقوة الدفع إلى وسط المترو، كتف يمين مع كتف شمال أصبح الوضع تمام الواحد محتاج إيه غير كده وقفة مرتاحة أو نصف مرتاحة إلى أن يصل إلى محطته وكانت حالتى كالآتى اليد اليمنى قابضة على عمود واليسرى لا أجدها، ورأسى على كتف اللى جانبى أما قدمى، فاليسرى على الأرض واليمنى أعتقد على شىء طرى.. جزمة أو شبشب حريمى. مرت المحطة الأولى وأريد أن أتأكد من الميعاد.. الساعة كام.. نظرت فى يد أحد القابضين معى على العمود فإذا بالساعة الثالثة.. كيف ؟؟ ده أنا لسه راكب!! نظرت فى يد سيدة جالسة أمامى فإذا بها الثالثة إلى عشر دقائق.. قلت كده ممكن.. التالتة تابتة.. سألت أحدهم ممن يستمتع بالقراءة أثناء الزحام مشهراً جريدته بشكل يوحى لك أنه جالس على الأريكة ويحتسى شاى العصارى، الساعة كام لو سمحت .. نظر لى بابتسامة وقال الساعة يا سيدى تلاتة وعشر.. نظرت له بدهشة وقلت له مش ممكن ده الأستاذ اللى جانبى ساعته تلاتة والأستاذة اللى جانبك ساعتها تلاتة إلا عشرة إزاى.. سادت حالة من الاضطراب من صوتى وحركة الأيدى المتجهة إلى الوجوه للتحقق من الساعة ولم يكسر هذه الحالة إلا صوت شيخ عجوز ارتفع بصوته قائلاً أنت يا بنى ياللى بتسأل عن الساعة عامل هوجة ليه الساعة دلوقت اتنين ونصف..

نظرت بدهشة ممزوجة بتعجب وصحت قائلاً.. حلوتك يا حاج ماهى ناقصة.. انتهى الأمر بنزولى فى المحطة فاقداً الزمن.. هى الساعة كام دلوقت... أنا خايف.. نظرت فى ساعة المحطة دى بقى ساعة مفيهاش كلام.. فإذا بالفاجعة الساعة تلاتة ونصف.. نظرت فى الأرض فاقداً الثقة فيمن حولى وأردد فى تسبيح الساعة كام.. الساعة كام.. الساعة كام وإذا بآذان العصر يؤذن.. الحمد لله.. الحل اسأل أى حد العصر على كام.. يا شيخ السلام عليكم.. وعليكم السلام.. هو العصر على كام.. نظر لى وقال يا بنى ما هو بيأذن.. معلش يا شيخ عايز أضبط الساعة.. قال العصر فى القاهرة على الساعة 3.09 دقائق.. الحمد لله شعرت بالدماء تعود لعروقى أخيراً تم توحيد الوقت وعرفت الساعة كام.. نظرت إلى ساعتى وتذكرت خبر قد قرأته فى إحدى الصحف مفاده أن إحدى الدول الأوروبية اكتشفت أن عام 2008 سوف يتم إضافة ثانية واحدة له ليستقيم مع التوقيت الكونى.. عجباً لهؤلاء القوم يتعاملون مع الزمن كما لو كان شىء هام.. ونحن نختلف فى تحديد ساعة زمنية واحدة وفروق التوقيت فى دائرة لا يزيد أفرادها عن خمسة أشخاص تصل إلى 30 دقيقة مش ثانية واحدة.. عالم فاضية .!!!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة