الصحف العالمية: سيطرة "داعش" على الموصل تثير تساؤلات حول تدخل الغرب مجددا فى العراق.. التطورات تهدد إنجاز أوباما بالقضاء على قيادة القاعدة وتنذر بجر البلاد لحرب واسعة

الأربعاء، 11 يونيو 2014 02:45 م
الصحف العالمية: سيطرة "داعش" على الموصل تثير تساؤلات حول تدخل الغرب مجددا فى العراق.. التطورات تهدد إنجاز أوباما بالقضاء على قيادة القاعدة وتنذر بجر البلاد لحرب واسعة جانب من أحدث العراق
كتبت ريم عبد الحميد و إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت الصحف الأمريكية والبريطانية الصادرة اليوم بالتطورات على الساحة العراقية وسيطرة تنظم الدولة الإسلامية فى العراق والشام على مدينة الموصل، ثانى أكبر المدن العراقية. فوصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية استيلاء المتشددين الإسلاميين على مدينة الموصل بأنه هزيمة كبيرة للحكومة العراقية التى فرت قواتها من المدينة، وتخلوا عن أسلحتم وخلعوا زيهم العسكرى، وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الغرب سيتدخل من جديد فى العراق.

وقال الكاتب باتريك كوكبرون، إن انتصار تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" من المرجح أن يحدث تحولا فى سياسات الشرق الأوسط مع إدراك القوى الخارجية أن جماعة إرهابية على غرار القاعدة قد سيطرت على جزء كبير من شمال العراق وشمال سوريا.

ونقلت الصحيفة عن محاضر جماعة ينتمى لعائلة معروفة جدا بالموصل قوله "إن المدينة قد سقطت تماما فى يد الإرهابيين. فالجميع يهربون، وأنه يحزم أمتعته أيضا وإن كان لا يعرف إلى أين يذهب".

وفى شوارع العاصمة العراقية بغداد، حيث أغلب السكان من الشيعة، هناك حالة من الذعر المتنامى والخوف من أن يسيطر داعش على مدينة تكريت، التى يقتربون منها بالفعل، ويتحركون بعدها على بغداد.

وأشارت الصحيفة أيضا على أن ما يقرب من نصف مليون عراقى اضطروا للفرار من الموصل بعد سيطرة داعش عليها. وقالت إن من يتوجهون إلى منطقة كردستان قيل لهم إنه يجب أن يكون لديهم أقارب فى المنطقة بالفعل.

من جانبه، قال الكاتب الأمريكى ديفيد إجناتيوس فى مقاله اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" إن استيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل، ينذر بأن المتطرفين الذين ينتهجون العنف يصعدون مجددا فى الشرق الأوسط، وقد أصبح الوقت مناسبا ليوضح أوباما المزيد بشأن خططه لمحاربة هذه الفوضى دون أن يرتكب نفس أخطاء الماضى.

وقال إجناتيوس "إن أوباما فى حاجة إلى تنبيه أمريكا بشأن التهديد الإرهابى الجديد".. فقبل 19 شهرا، أعيد انتخابه رئيسا على أساس أن سياساته أدت إلى القضاء على العناصر الأكثر خطورة للقاعدة، إلا أن التنظيم قد تحول وهناك معارك دموية جديدة قادمة.

وكان موضوع حملة أوباما الانتخابية أن أسوأ تهديد إرهابى قد تم القضاء عليه، وكان حاضرا بقوة فى المناظرة الثالثة بينه وبين منافسه الجمهورى فى انتخابات عام 2012 ميت رومنى. وكان سند أوباما أنه القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة قد تم تدميرها.

لكن ها هى القاعدة تعود، وهذا ليس ذنب أوباما، فهناك الكثير من العوامل شديدة التعقيد التى أدت إلى ذلك، لكنها تفسر أسباب غضب الجمهوريين من حادث القنصلية الأمريكية فى بنغازى. فهم يقولون إن هذا الحادث كان إشارة تحذير مبكرة على الفوضى المتصاعدة والتطرف فى الشرق الأوسط، وان أوباما قلل من أهمية هذه المشكلة.

وصحيح أن غضب الجمهوريين ليس فى محله، ويتخيلون مؤامرات غير موجودة ويشوهون سمعة الموظفين الأمريكيين. إلا أن جزءا من انتقادهم للتعامل مع حادث بنغازى حقيقى، فالتطرف قد عاد، وكانت بنغازى تمهيدا له.

ويمضى اجناتيوس قائلا إن أوباما خلال خطابه فى ويست بويت الشهر الماضى قام ببداية جيدة فى تحديد إستراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب حيث قال إن التهديد الأساسى لم يعد يأت من قلب القيادة المركزية للقاعدة، ولكن من الجماعات والمتطرفين التابعين لها. واقترح أوباما فكرة إنشاء صندوق شراكات مكافحة الإرهاب بقيمة تصل على خمسة مليارات دولار يسمح لأمريكا بتدريب وبناء كفاءات وتسهيلات للدول الشريكة التى تحارب الإرهاب. ويرى الكاتب أن تلك فكرة جيدة لكن التقدم فيها بطىء للغاية.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية علقت بدورها على تلك التطورات، وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن مسلحين يتدفقون عبر امتداد الحدود مع سوريا استطاعوا السيطرة على مدينة الموصل، ثانى أكبر مدينة عراقية، فى أكثر عملية مذهلة النجاح فى عمليات التمرد التى تتسع سريعا وتهدد بجر المنطقة إلى الحرب. وأضافت أن التصعيد فى التمرد داخل العراق من المرجح أن يضيف المشكلات على صعيد السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، التى واجهت انتقادات حادة لمبادلتها خمسة عناصر طالبانية بالرقيب بوى بيرجدال، ويحتاج الآن للإجابة على أسئلة حول وفاة خمسة أمريكيين بنيران صديقة فى أفغانستان، مساء الاثنين.

وحذر المنتقدون منذ فترة طويلة أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، دون ترك قوة رمزية، من شأنه أن يحيى التمرد مرة أخرى. ومن جانب آخر فإن الدور الواضح لجماعة داعش، فى الهجمات داخل العراق هذا الأسبوع، دفع البعض، ومن بينهم السفير السابق لدى سوريا روبرت فورد، بالمطالبة بتسليح جماعات أكثر اعتدالا فى الصراع السورى.

وتظهر الفوضى فى مدينة الموصل كيف أن العنف فى العراق يرتبط على نحو متزايد بالحرب الأهلية فى سوريا، إذ يعمل المتطرفون الآن على كلا الجانبين من الحدود التى يسهل اختراقها. وأكد مسئولون محليون أن العديد من المقاتلين هم جهاديون جاءوا عبر الحدود التى ينعدم فيها القانون بين العراق وسوريا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة