بعد ترقية أحمد حسن إلى رتبة عميد لاعبى العالم..

جمال العاصى يكتب.. هل تعيد أقدام لاعبى مصر والجزائر الحب الضائع بين الحكومتين والشعبين معاً

الخميس، 28 يناير 2010 06:40 م
جمال العاصى يكتب.. هل تعيد أقدام لاعبى مصر والجزائر الحب الضائع بين الحكومتين والشعبين معاً هل تعيد مباراة مصر والجزائر الحب الضائع بين الحكومتين؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهى المصادفة وحدها أم لعبة الأقدار التى أرادت أن يلتقى المنتخب الوطنى المصرى ونظيره الجزائرى فى أقل من شهرين فقط، عقب الأزمة الكروية الكبرى، والتى راحت ضحيتها مفاهيم القومية العربية فضلاً عن الصدام السياسى بين الحكومتين واللغط وحالة "القرف" المتبادلة بين الشعبين المصرى والجزائرى.

ولكنها أنجولا، أو قل كأس الأمم الأفريقية، جاءت لتحيى المقابلة مرة أخرى، إما إلى الصدام الذى تكون عواقبه بلا رجعة على جميع الأصعدة، أو ربما العودة إلى الحنين العربى والأحضان الدافئة للأمة العربية، التى كانت بالأمس القريب الأمل الذى نتلذذ به وسط الأجواء العالمية الملتهبة بالسخونة والحروب والعداءات التى لا نهاية لها.

أولاً: أتذكر تصريحات حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى عندما قال لى شخصياً إنه سوف ينسحب فوراً إذا ما لعبت الأقدار والتقى أمام الجزائر فى أنجولا، وأكد وقتها شحاتة أنه أبلغ الرئيس مبارك بذلك خلال الإفطار الرئاسى الكبير الذى احتضن اللاعبين والجهاز الفنى واتحاد الكرة عقب العودة بالهزيمة المريرة من أم درمان، وربما كان الإفطار تخفيفاً للآلام وشفاء للجروح الدامية والنفوس التى شعرت بالهزيمة عقب حالة الترويع غير المبرر الذى لاقاه لاعبونا وجماهيرنا فى السودان.

نعم كان الرئيس مبارك حريصاً على أن يخفف ويحتفل بأبنائه على طاولة الإفطار الرئاسى المصرى، وحتى عندما همس شحاتة فى أذن الرئيس شاكياً مما قد يحدث فى أنجولا وضرورة حماية اللاعبين هناك وفكرة الانسحاب، قال شحاتة إن الرئيس لم يعلق، بل اكتفى بهز رأسه قليلاً .. وتبسم بثقة بالغة وانصرف بعدها شحاتة وأعوانه من الجهاز الفنى واللاعبين، ولكن هل سينسحب شحاتة حقاً أم أنها ثورة غضب عقب أزمة عدم الوصول لكأس العالم بجنوب أفريقيا.. أم حالة ارتباك مزاجى وشعور بالضعف وقلة الحيلة لم يجد شحاتة حلاً أو تفسيراً لفك ألغازها سوى فكرة الانسحاب.

أزعم أن هذا لم يحدث ولن يقدم عليه شحاتة الآن عقب الفوز الذى حققه منتخبنا على الكاميرون بثلاثية مقابل هدف واحد.. ويكفينا أننا حولنا الهزيمة إلى انتصار كبير، فبعد أن أحرز إيمانا مهاجم الكاميرون هدفه الغريب من ضربة ركنية دخلت من فوق رأس العميد الجديد للكرة المصرية، والذى ظل يندب حظوظه كثيراً عقب الهدف لشعوره بأن المباراة رقم 170 التى نصبته وتوجته عميداً لكرة العالم جاءت فألاً غير طيب عليه، إلا أن الدقيقة 38 من الشوط الأول أيضاً أعادت إليه ثقته وتعظيم منصبه العالمى الجديد، عندما أحرز هدف التعادل بقذيفة طويلة المدى.. وأرى أن شحاتة وحالات شد الأزر التى تأتى إليه عبر المحمول سوى كان رئاسياً أو حكومياً من الدينامو حسن صقر رئيس المجلس الأعلى للرياضة، ستجعل شحاتة يعود إلى صوابه ويواصل مواجهة المضطر رابح سعدان المدير الفنى للمنتخب الجزائرى صاحب الانتصار الأقوى والمدوى ضد كوت ديفوار ..

أعتقد أنها جاءت صادمة لجماهير الكرة المصرية التى بات أغلبها ينتظر التشفى والشماتة، ولا أنكر أننى كنت أجلس وسط مجموعة لا تقل عن 15 صديقاً مختلفى المهن والوظائف والأمزجة السياسية، إلا أن الأغلبية راهنت على قوة كوت ديفوار مقابل أقلية كان تمنى نفسها بفوز الجزائر، ولا أنكر أيضاً أننى كنت من أشد الذين ينتظرون فوز الجزائر أو قل أتمناه ربما لأن المواجهة المصرية ـ الجزائرية باتت مهمة، فإذا فزنا ستخرج الجماهير المصرية من كبوتها وأزمتها وشعورها بالمهانة وقلة الحيلة والضعف، وكلها صفات غير حميدة ليست من طبائع الشخصية المصرية بشكل عام، وإذا لا قدر الله لم يحالفنا التوفيق فعلينا أن نعلن أننا نحتاج إلى أجيال جديدة فى كرة القدم ونسرع أن نعيد أفكار عمنا حرب الدهشورى رئيس اتحاد الكرة الأسبق بضرورة العودة إلى دورى القطاعات والبحث فى المحروسة فى كل أرجائها عن لاعبين وناشئين يتم إعادة صياغتهم من جديد ..

ولكن فاتنى أن أتذكر المكالمة التليفونية التى دارت بينى وبين زاهر رئيس اتحاد الكرة، وذلك عقب فوز الجزائر على كوت ديفوار مباشرة وقلت له عليكم جميعا أن تحرصوا على التفكير فى ملاقاة الجزائر، وعليكم أيضاً أن تجعلوا تركيزهم فى مباراة الكاميرون لأننى أعرف أن هناك صدمة لدى الجميع بفوز الجزائر غير المتوقع، وبالفعل قال زاهر: نعم نحن فى أزمة بالغة وهناك تشتت فى رؤوس اللاعبين وباتوا يفكرون فى الثأر من مباراة الجزائر، وسوف أجلس معهم لتحديد هدفهم الأول وهو الانتصار على الكاميرون.. ولكن جاءت المكالمة الثانية عقب الفوز والانتصار بالثلاثة ضد الكاميرون، ووجدت رئيس اتحاد الكرة وكأن هموم الدنيا كلها جاءته مرة واحدة، ويبدو فى كلماته أن المواجهة المصرية ـ الجزائرية ستكون صعبة..

أعرف أن زاهر يشعر بأحاسيس لاعبيه جيداً لأنه لا يفارقهم ولا يغيبون عن عينيه طوال فترة البطولة، وذلك منذ كأس الأمم الأفريقية 2006.. ولكن هناك ثأرا لزاهر نفسه أمام روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى وثأرا آخر لنفسه فى الذين حرموه من أن يتوج تاريخه ويصل إلى كأس العالم ليحقق ما لم يحققه أحد من قبله، ولذا فكانت كلماتى واضحة عندما قلت إذا فكر لاعبونا فى الانتقام فلن يفوزوا بالمباراة، لأن الانتقام دوماً يولد عشوائيات فى التعامل مع المنافس وتجعلنا فى توهة لا نعرف فيها ماذا نريد من المباراة بالضبط .

ولذا فقلت عليكم أن تهدئوا روح الثأر داخل نفوس اللاعبين، أو عليكم أن تعلوا فكرة الفوز والانتصار من أجل الحفاظ على أننا مازلنا الملوك المتوجة على العرش الأفريقى، وقلت أيضاً أعرف أن المنتخب الجزائرى يعيش نشوة غير مسبوقة فى تاريخه ربما لوصوله إلى الدور قبل النهائى لأول مرة منذ 20 عاماً لكأس الأمم الأفريقية غير التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.. ولكننا نملك الخبرات العالية ويأتى أحمد حسن العميد الرسمى المعتمد للكرة العالمية ومعه الحضرى السد العالى وحارس بوابة أفريقيا ولكن علينا غلق والقضاء على الكرات المرفوعة الساقطة وسط ثالوث خط الدفاع ، والتى حقق منها الجزائريون الفوز علينا فى أم درمان وفازوا بها على كوت ديفوار فى دور الثمانية..

وأيضاً نطالب لاعبينا بأن يهزموا التوتر والخوف والتراجع النفسى وينسوا نكسة أم درمان سريعاً ولا يفكروا إلا فى الفوز لمصالحة الشعب المصرى، لنفك سريعاً شفرة الشماتة المتبادلة بين الجمهورين، لأن هذا الفوز ربما يعيد التوازن السياسى بين الحكومتين المصرية والجزائرية وربما أيضاً نخرس حروب الغوغائيين ضد القومية العربية التى ظلمناها فى صراع كرة القدم.. وربما تعيد أقدام لاعبى مصر والجزائر المزاج السياسى العام بين 120 مليون عربى يعيشون فى مصر والجزائر .. وربما أيضاً تعيد السلوكيات فى هذه المباراة الحب الضائع بين الجماهير المصرية وتعيد التوازن النفسى للجماهير الجزائرية .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة