سحر فوزى تكتب: بكاء على الهواء

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014 10:01 م
سحر فوزى تكتب: بكاء على الهواء ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتصال تليفونى من إحدى المشاهدات لداعية إسلامية تستفتيها فى أمرها، كانت تقص عليها حكايتها باكية بطريقة هستيرية على الهواء مباشرة، هدأت الداعية من روعها حتى بدأت تحكى مأساتها:
تزوجت من ثلاثين عامًا ولى أربعة أبناء تخرجوا جميعًا فى الجامعة وتزوجوا وأصبحت جدة، كنت أعيش فى أمان الله، لم يكن لى أى مطالب فى الحياة سوى رضا ربى ودوام نعمته على وعلى أسرتى، وبدأت مأساتى عندما مرض زوجى مرضًا شديدًا، كنت أبكى من أجله وأبتهل إلى الله أن يعافيه من أجلى، فليس لى فى الدنيا سواه، جفف دموعى قائلا: أنا لا أستحق هذه الدموع، فلقد قابلت وفاءك وإخلاصك وتضحياتك وصبرك معى طوال سنوات عمرنا بالزواج العرفى منذ ستة أعوام من أرملة صديقى، التى فتحتى لها بيتك وساعدتيها فى التغلب على أحزانها، وقربتى بأخلاقك الكريمة ودماثة خلقك دون قصد بينى وبينها، أرجو منك المغفرة، لأنها عندما علمت بنبأ مرضى طلبت الطلاق، بحجة أنها لا تريد أن تعيش باقى حياتها مع رجل عاجز مريض، والآن ليس لى سواك يا شريكة عمرى، فانظرى ماذا تأمرين؟

أجهشت فى البكاء، كانت تصرخ على الملأ ليسمعها العالم بأسره، وتئن من ظلم زوجها الذى تذكر الآن الشركة التى كانت بينهما منذ ثلاثين عامًا، والعهد الذى نقضه من أجل امرأة خائنة صادقتها وفتحت لها بيتها لتسلبها أعز ما تملك فى هذه الحياة، والتى حرمتها الأمان وراحة البال والصبر بعد أن أمدتها بهم فى يوم من الأيام، كانت تصرخ وتقول من يعطينى القوة التى تعيننى على خدمة هذا الخائن العجوز المتصابى؟ هل أفضح أمره أمام أبنائه كى ألتمس العذر منهم فى عدم خدمتى لهذا الملعون؟ أم ألقى به فى إحدى دور المسنين ليلقى جزاءه ويتذوق مرارة الجحود ونكران الجميل؟ تبكى قائلة: الانتقام يسيطر على عقلى وكل تصرفاتى وأخشى أن يدمر غضبى أسرتى بأكملها فيضيع أبنائى ومعهم أسرهم، وهل أنا مطالبة بأن أكمل مشوارى مع هذا الرجل؟

سكتت الداعية دقائق، ارتسمت خلالها على وجهها علامات الاشمئزاز والذهول، ثم نطقت قائلة: الغدر له جزاؤه، والكذب له جزاؤه، والخيانة لها جزاؤها، والانتقام له جزاؤه، و العفو له جزاؤه، وعليك يا أختى الاختيار.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة