د.مصطفى الفقى يكتب: تركيا تمارس دورا ملتويا فى مواجهة الموجة الإرهابية فى المنطقة.. أنقرة تلعب على جميع الحبال من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب.. ومطامع الأتراك فى شمال العراق لا تخفى على أحد

تمارس «تركيا أردوغان» دورًا خبيثًا وملتويًا فى مواجهة الموجة الإرهابية فى المنطقة، وذلك لتحقيق أقصى قدرٍ من المكاسب الإقليمية دون اعتبارٍ بالمدلول الإنسانى لمكافحة الإرهاب، فالهدف التركى هو أن تحصل «أنقرة» من خلال ما يسمى «بالحرب على الإرهاب» على القدر الأكبر من المكاسب الأرضية، ولذلك فهى تتفاوض مع «واشنطن» بطرق ملتوية وتضع شروطًا صعبة حتى تحقق فى ظروفٍ استثنائية، ما لم تتمكن من تحقيقه فى الظروف الطبيعية، ولديها أطماعٌ تاريخية فى «شمال العراق» إذ إنهم يعتبرون «الموصل» امتدادًا عثمانيًا للدولة التركية جرى تركه للعراق الموحد، أما وقد أصبح «العراق» منقسمًا على نفسه، فإنه يحق «لتركيا» أن تنتزع منه ما تتوهم أنه حق لها!
كما تريد الحكومة التركية أيضًا أن يكون من أهداف التحالف المباشرة إسقاط نظام «بشار الأسد» فى «دمشق» وإيجاد منطقةٍ منزوعة السلاح تصل إلى ثلاثين كيلو متر داخل الحدود السورية مع «تركيا»، وذلك للقضاء نهائيًا على نشاط «حزب العمال الكردستانى» الذى كان يستخدم المنطقة الحدودية فى مهاجمة الدولة التركية، ولقد جرى مؤخرًا اكتشاف «مخازن للأسلحة» داخل الأراضى التركية، وثبت أنها مستودعات للعتاد والذخيرة يملكها تنظيم «داعش» لذلك فإن أصابع الاتهام ما زالت تشير إلى صلاتٍ غامضة بين قيادات «داعش» والاستخبارات التركية، خصوصًا أن «أنقرة» قد أغمضت عينيها على ما يبدو أمام عبور عناصر «داعش» للأراضى التركية، وهى التى فتحت «الباب الأوروبى» لهذه الحركة الإرهابية التى تهدد سلامة واستقرار عدد من دول المنطقة فى مقدمتها «سوريا» و«العراق»، ولا شك أن «أردوغان» شخصيًا يربط بين ما يجرى حاليًا وما جرى من قبل لحركة «الإخوان المسلمين» فى «مصر» وفقًا لمخطط يلتزم به.