(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الحيلة

الأربعاء، 03 ديسمبر 2014 01:15 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الحيلة الدكتورة هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ك ) إلى افتح قلبك تقول:
أنا شابه عمرى 26 سنة اتخطبت منذ حوالى سنة تقريبا خطيبى يعمل بالخارج منذ 9 سنوات, وهو الأخ الأكبر والذكر الوحيد فى أسرته, و بحكم تربيته الريفية فهو ( الحيلة ) بالنسبة لأبوه وأمه وأخواته البنات, يعتمدون عليه ويأخذون رأيه فى كل شىء, كل الأشياء المهمة تؤجل لحين نزوله فى إجازة, كل المشتريات هو من يقوم بها و دفع ثمنها, كل المشاوير والسفريات بل والفسح أيضا تترك له ليقوم بها حين وجوده فى مصر, بالطبع هو من جهز أخواته البنات, وساهم فى بناء بيت العائلة الذى يسكنون فيه جميعهم فى البلد, كل هذا أعرفه لكن لم أكن أشعر بحجمه إلا بعد ( كتب الكتاب).

لزوجى شقة منفصلة فى المدينة, غير شقة بيت العائلة فى القرية, الذى من المفترض أن يكون منزل الزوجية قريبا, لأنه تم تشطيبه, ولأنه سيكون الأقرب إلى أهله عندما ننزل إجازات, فنحن سنسافر بعد أقل من شهر من زواجنا بإذن الله, لنعود إلى مصر بعد سنة فى إجازة زوجى السنوية.

المشكلة أنى ومنذ بداية الخطوبة أشعر بأن حماتى تعاملنى بشكل غريب, تتظاهر أمام ابنها والجميع بفرحتها بى, لكن بينى و بينها أو فى التليفون أجدها تتعامل معى وكأنها تغار منى, وبطريقة تظهر أنها متضايقة من ارتباط ابنها بى.. دائما تحاول التأكيد على أن ابنها هو أهم شىء فى حياتها, وأنهم _ أسرته_ أيضا أهم شىء فى حياته, وعلىّ دائما أن أفهم ذلك وألا أحاول أن أضع نفسى فى مقارنة بهم, والجديد بعد كتب الكتاب أنها أصبحت تفتعل مواقف وحوارات لتظهرنى مخطئة أو مقصرة أمام خطيبى, لتظهر هى دائما الأفضل والأطيب والأكثر مراعاة له وخوفا عليه.

يوما بعد يوم أشعر بخوف وقلق من شدة تعلق أهل خطيبى به, وتحدثت معه فى ذلك, فوجدته متفهما للأمر وكأنه يعرف مسبقا ما كنت سأقوله, ودائما ما يحاول تهدئتى بأننا سنكونا بعيدين أغلب الوقت, وأن سفرنا سيحد من هذه المخاوف كثيرا.

بدأت أفكر جديا فى أن أطلب أن نعيش فى شقة زوجى البعيدة عن البلد, بحيث يكون هناك بعض الاستقلال عن أهل زوجى, ولكى يكون لنا مساحة فى التصرف بحرية بعيدا عنهم, هذه كانت فكرة أمى فى الأساس ولكنى وجدتها فكرة جيدة لتفادى المشاكل فى المستقبل, ولكنى لم أجد لها ترحيبا عند خطيبى, وأنا الآن لا أعرف هل أصر على هذه الفكرة أم لا؟,خاصة أن موعد زفافى قد اقترب... ممكن تفيدينى؟.
وإليكى أقول:
قبل أن أرد عليكى بخصوص الشقة أريدك فقط أن تضعى نفسك مكان أهل خطيبك, تخيلى أنك أنت أمه, ابنك هو العضو الفاعل فى كل شىء فى حياتك, هو من يساعد ماديا, يبنى لك بيتك, و يجهز معك بناتك, و يوفر لك طلباتك و مشترياتك... و على جانب آخر هو من يقضى لك مشاويرك وحاجاتك , ويحل لك مشاكلك, بل هو الذى يقوم بالترفيه عنك, ونقلك من مكان لمكان ومن نزهة إلى أخرى... وفجأة تظهر فى حياته أخرى, حتى إن كانت زوجته, حتى ولو كانت هذه هى سنة الحياة, لكنك بالتأكيد كنت ستخافين, ستشعرين بالخطر, ستقلقين من أن تأتى هى لتقفل عليكى (حنفية الخير) أليس كذلك؟

عزيزتى... موقف حماتك منك ليس موقفا شخصيا إطلاقا, لأنها ستأخذ نفس الموقف من أى إنسانة مكانك, لهذا أرجوكى لا تتحديها وتدافعى عن نفسك وتحاولى إثبات خطئها وكأن الأمر موجه لشخصك, وكأنك مضطره لإثبات حسن نيتك, تفهمى رد فعلها, وافهمى ما وراءه من خوف وقلق طبيعيين إلى حد ما, وعلى فكرة خطيبك نفسه يعرف كل هذا ويتفهمه, ويعرف أنك لست مخطئة أو مقصرة كما تحاول أمه أن توضح, ويعرف أيضا أن أمه ليست محقة فيما تفعل أو تقول, ولكنه يعذرها و يقرأ ما بين السطور جيدا, لهذا فهو يحاول تلطيف الموقف , ولم يحاول لومك أو تأكيد أى مما تقوله أمه, وهذا موقف يحسب له, فهو شخص ناضج وواع, ولا يتأثر بكلام الآخرين، حتى لو كان كلام أمه.

رأى والدتك فى أن تعيشى فى مكان منفصل عن أهل زوجك رأى صحيح, لأن مشاكل الالتصاق بالأهل بعد الزواج كثيرة, بالذات فى المجتمعات الريفية التى لا تقبل بانفصال الأولاد بأسرهم الصغيرة, و يعتبرون أن فى ذلك تخلٍ وبعدا عنهم وجفاء لهم, خاصة إن كان هناك مؤشرات واضحة كما فى حالتك.. والواقع يقول هذا, ويبرهن عليه يوما بعد يوم بالتجارب والقصص المختلفة, لكن وضع كهذا سيؤكد مخاوف أهل زوجك منك, و يزيد من عدائهم نحوك, لأنك بهذا تأخذين ابنهم منهم فعلا, فهو معك وحدك أغلب العام بحكم سفركما, حتى فى إجازته السنوية سيصبح أيضا معك وحدك... و هذا بالضبط ما يخشونه و يعملون له ألف حساب, لهذا لم يحبذ خطيبك هذه الفكرة, وأعتقد أنه سيقاومها ويعرقلها بشكل مباشر وغير مباشر.

كما أن هذا الوضع قد يمنعه أو يقلل من قدرته على قضاء حاجاتهم عند وجوده فى إجازته السنوية, وهو ما قد يعتبره تقصيرا فى بره وواجبه نحوهم, و هذا سبب آخر سيجعله يرفض و يقاوم.

لهذا أقول لك إن استقلالك فى الشقة البعيدة عن أهل زوجك هو حل مثالى لك...لا أنكر, لكنه لن يكون مثاليا أو حتى محتملا بالنسبة للأطراف الأخرى, و هى زوجك وأهله, لهذا لا تتوقعى حدوث ذلك, ولا تضعيه عقبة لإتمام الزواج إذا كنت تريدين خطيبك هذا, لأنه من الممكن جدا أن يكون هذا الشرط كالعقدة فى المنشار بالنسبة للجميع.

كلمة أخيرة...اذا كنت تريدين العيش فى سلام قدر المستطاع مع أهل زوجك هؤلاء _ و هو أمر ليس بالسهل لتكونى على علم من البداية_ فاعرفى كيف تحتويهم, وتتوددى إليهم, وتشعريهم بأنك أصبحت منهم لا عليهم, لأنهم لن يتوقفوا أبدا _ و بالذات أمه_ عن التربص بك طالما شعروا أنك خصم ومنافس لهم فى ابنهم.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك:
Dr.Heba Yassin











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة