مشيرة خطاب تدعو المجتمع للقضاء على الزواج العرفى

دعت السيدة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، لحركة مجتمعية لإلغاء الزواج العرفى فى مصر لحماية الأسرة، وتأمين مستقبل أبنائها من الآثار السلبية المترتبة على هذا النوع من الزواج غير الموثق.

جاء ذلك اليوم فى لقاء جماهيرى مجتمعى عقدته الوزيرة بمركز شباب قرية بنجواى بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وذلك فى إطار الزيارات الميدانية التى تقوم بها الوزيرة بمحافظات الجمهورية بهدف نشر الوعى تجاه القضايا الاجتماعية الشائكة والملحة وفى مقدمتها القضية السكانية والأمية وختان الإناث.

وأعلنت الوزيرة عن بدء الحملة القومية لتنظيم الأسرة بالمحافظة تحت شعار "صحتك فى تنظيم أسرتك"، ولمدة أسبوع يتم خلالها إتاحة كافة وسائل تنظيم الأسرة بالمجان وتوفيرها للراغبين.

وحذرت من قيام بعض الأسر بتزويج بناتها زواجا عرفيا لحين بلوغهن السن القانونية للزواج وتسجيله بعد ذلك لما ينتج عنه من أضرار، موضحة أن النائب العام أعلن فى العام الماضى عن ضبط 9 آلاف و300 حالة زواج أطفال منها 540 حالة بالدقهلية.

وأكدت الوزيرة على عدم الاعتراف بشهادات تسنين الأطفال الصادرة من غير الإدارات الصحية.. وأشادت بما نص عليه قانون الطفل من اعتبار الحد الأدنى لسن الزواج 18 عاما لكل من (الولد والبنت)، وقالت إن الزواج المبكر وزواج الأطفال تهميش لهم، وأنه يتسبب فى صحة عليلة للأبناء، وأن كثرة الإنجاب تؤدى إلى توارث الفقر .

وتحدثت الوزيرة عن زيادة عدد المواليد فى مصر إلى 2 مليون و217 ألف مولود جديد كل عام، وقالت إن الوزارة تسعى لإقناع المواطنين بأن قلة عدد الأبناء أفضل من زيادتهم لضمان حسن تربيتهم، مطالبة كل أسرة بالاكتفاء بطفلين اثنين فقط، نظرا لمحدودية موارد مصر.

وأشادت السيدة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان بما حققته محافظة الدقهلية من معدلات عالية فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة بين محافظات مصر، حيث بلغت 64.4% بما يفوق المعدل القومى فى هذا الشأن، لافتة إلى أنه على الرغم من ذلك فإن المحافظات مازالت تعانى من مشكلة الأمية وختان الإناث الذى بلغت نسبته 48%، أى ما يقرب من نصف عدد الفتيات بالمحافظة.

ووصفت الوزيرة ختان الإناث بأنه جريمة بشعة تؤدى إلى تشويه الأعضاء التناسلية للفتاة بدون سبب، مطالبة التخلص من هذه العادة البعيدة عن الأديان السماوية الثلاث (الإسلام، والمسيحية، واليهودية).

وأشادت بجهود السيدة سوزان مبارك ورعايتها لكل ما تقوم به الوزارة من جهد، خاصة فى مجال مناهضة ختان الإناث، حيث أعلنت قبل أسبوع أسوان محافظة خالية من الختان، معربة عن أملها فى أن تنتهج محافظة الدقهلية النهج نفسه للتخلص من هذه العادة البغيضة والدين منها براء. وطالبت رجال الدين بضرورة الالتفاف حول فتوى مفتى الديار المصرية التى جرم فيها ختان الإناث، داعين الوالدين لحماية فتياتهن ضد هذا العنف غير المبرر.

وأكدت أهمية التعليم خاصة للفتيات باعتباره سلاحا لهن، موضحة استعداد الوزارة لبناء مدارس صديقة للفتيات بالمحافظة، وذلك للقضاء على الأمية والتسرب من التعليم الذى تبلغ نسبته بالمحافظة 1.6%، وأوصت السيدة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان مشيرة خطاب بضرورة الحرص على إجراء الفحص الطبى قبل الزواج لما له من فائدة فى إنجاب أطفال أصحاء، مشيرة إلى خط المشورة الأسرية بالوزارة، وهو خط مجانى يحمل رقم 16021، ويجيب من خلاله المتخصصون على كافة التساؤلات بشأن تنظيم الأسرة.

وأعلنت السيدة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان عن وجود برنامج ينفذ بالتعاون مع وزارة الداخلية لمنح شهادات الميلاد لسواقط القيد، وكذلك صرف بطاقات الرقم القومى للسيدات، منوهة إلى استعداد الوزارة لمساعدة الأسر التى لديها أطفال معاقون، أو من ليس لديها القدرة على سداد الرسوم الدراسية لأبنائها.

من جانبه أشاد اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، بدور وزارة الدولة للأسرة والسكان التى تقودها السيدة مشيرة خطاب، وتسعى إلى بناء الأسرة على أسس سليمة تحقيقا للتنمية الشاملة، موضحا حجم المسئولية أمام الأجيال القادمة فى العمل على تنظيم الأسرة، والاهتمام بالصحة العامة، ومحو الأمية، ومنع التسرب من التعليم، محذرا من الزيادة غير الطبيعية فى السكان مع قلة الموارد المتاحة.

من جانبها أعلنت الدكتوره سحر السنباطى، رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، أنه سيتم خلال شهر يوليو القادم تعيين ألف رائدة ريفية جديدة بمرتب 250 جنيها شهريا، موضحة أنه تقرر زيادة مرتب الرائدات القدامى إلى 390 جنيها فى الشهر، وأشادت بالتعاون بين وزارة الصحة ووزارة الأسرة والسكان والمجتمع المدنى للتصدى للقضية السكانية، موضحة أن قضية تنظيم الأسرة هى قضية تدافع عن الصحة والمستقبل.

وأكدت أن الزواج المبكر "قبل 18 عاما" يؤدى إلى مشاكل كثيرة للمرأة "صحية ونفسية"، وأن تنظيم الأسرة هى مسئولية الزوجين، وهذه المسئولية مبنية على القرار الواعى والمسئول من الطرفين، مؤكدة أن الجميع شركاء فى مسئولية القضية السكانية.

بدورها أكدت الدكتوره مها مصطفى مراد، مساعد وزيرة الدولة للأسرة والسكان لشئون المجلس القومى للسكان، على ثقتها بقدرة أبناء مصر على البناء والتنمية من خلال إدراك كل مواطن لحقوقه وواجباته ودوره وقيمته فى المجتمع ومساهمته فى حل مشكلات الوطن.

وعقب ذلك تحدث الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن تنظيم الأسرة من منظور الإسلام، مجيبا على كافة التساؤلات التى وجهت إليه من الحضور، ثم فتحت السيدة مشيرة خطاب باب المناقشة العامة واستمعت للتساؤلات والشكاوى التى طرحها أبناء محافظة الدقهلية فى شأن قضايا الأسرة والسكان.

شهد اللقاء رجال الدين الإسلامى والمسيحى بالمحافظة وأعضاء المجلس المحلى وممثلى المجلسين القومى للشباب والرياضة والقيادات الحزبية والشعبية بالمحافظة.