ساينس مونيتور: سوريا تسير على خُطى مصر فى منع النقاب

ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن سوريا سارت على المسلك نفسه الذى انتهجته مصر عندما قررت منع ارتداء الطالبات والمدرسات للنقاب فى الجامعات، بعد أن أصبح أكثر رواجا فى الآونة الأخيرة، وذهبت إلى أن توقيت هذا القرار، الذى أعقب حملة ضارية ضد النقاب فى جميع أنحاء أوروبا، ما هو إلا محاولة للحفاظ على دور سوريا التقليدى كأحد أهم مراكز العلمانية فى الشرق الأوسط.

"سوريا تتسم بالعناد عندما يتعلق الأمر بعلمانيتها" حسبما يقول، جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط فى جامعة أوكلاهوما، وأضاف "إذا كان الجيل المقبل سيتربى على اعتناق القيم الإسلامية المتشددة، والتى يرمز إليه النقاب، فإن المشروع الذى تحاول سوريا تفعيله والمتعلق بخلق المناخ المناسب لتعايش الدين مع العلمانية، سيتم تقويضه".

وأصدرت وزارة التعليم العالى السورية قرارا يوم الأحد المنصرم، بمنع غطاء الوجه فى الجامعات العامة والخاصة، وكانت وزارة التعليم أقالت الشهر الماضى، مئات من مدرسات المرحلة الإعدادية والثانوية اللائى يرتدين النقاب.

ورأت ساينس مونيتور أن العلمانية تحتل مكانة هامة بالنسبة لدمشق، لأن الرئيس ينحدر من طائفة "العلوية" الأقلية، ورغم تعايش الكثير من الطوائف سواء الإسلامية أو المسيحية، إلا أن الأغلبية هناك سنية، فضلا عن أن النظام يتعامل مع "النهج الإسلامى" بشىء من الحساسية، ودللت على ذلك، بإخماد الرئيس حافظ الأسد لانتفاضة إسلامية وقعت منذ ثلاثة عقود فى مدينة حماة، عن طريق تطويق القوات السورية للمدينة وقصفها بالمدفعية واجتياحها عسكريا، مما أسفر عن مقتل الآلاف.

وتسير الآن دمشق فى نفس المضمار الذى سارت فيه القاهرة فى السنوات الأخيرة، ولكنه لم يكن باليسير، وأثار موجة عارمة من الانتقادات.

وقالت الصحيفة إن النقاب بات أكثر شيوعا فى المجتمعات الشرق أوسطية، خاصة فى الدول العلمانية، ويرى البعض أنه نتاج موجة المحافظة الدينية التى راجت فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ونقلها العمال المهاجرون إلى دولهم.

ولكن تأثير الخليج كان أوضح فى مصر، إذ تزايد أعداد النسوة التى ترتدى النقاب خلال العقد الأخير بشكل ملحوظ، فضلا عن أن مصر أقل علمانية من سوريا، ولكن النظام يقمع الحركات الإسلامية، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين.