"عبد الرحمن" ذو الـ10 سنوات يحارب "ورم بالمخ" بأول جهاز رنين مغناطيسى.. أم الطفل: ابنى حافظ 10 أجزاء من القرآن ونسيهم بسبب الورم.. ورئيس قسم الجراحة بـ57357: الجهاز يساعد على استئصال الورم بالكامل

تمر من أمامها تسمع دقات قلبها وهى تنبض بالقلق والخوف على طفلها الوحيد الذى ابتلاه الله بورم فى المخ، تلاحظ عينيها تتجه إلى السماء تدعو الله أن يقف بجانبه وجانبها حتى يتم شفاؤه على خير، ثم تعود نظرتها إلى باب غرفة العمليات أملا فى مشاهدة طفلها يخرج منها سالما، لا تستطيع الجلوس فهى تشعر بكل تفاصيل العملية وكأنها هى المريضة تتألم أحيانا دون أن يقوم أحد بالاقتراب منها فهى تتذكر فى تلك اللحظة ألم طفلها الصغير ذى الـ10 سنوات.

هى الأم "سهام عوض السيد عباسى" من مدينة دمنهور محافظة البحيرة، والتى لجأت إلى الله ليكون فى عونها ثم إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 لإنقاذ طفلها "عبد الرحمن ماهر عبد الله الشيخ" الطالب الأزهرى النجيب من الموت.



"ابنى كان حافظ 10 أجزاء من القرآن.. بس نسيهم بسبب الورم"، هكذا بدأت الأم "سهام" حكاية معاناة طفلها مع الورم الذى اختار مخه ليهاجمه وينسيه كل ما حفظه.



واستكملت: "بدأ عبد الرحمن نسيان القرآن الذى كان يحفظه تدريجيا فبعد أن كان الأول فى حفظ القرآن أصبح يتراجع فيه بشكل ملحوظ ولم أستطع التعرف على السبب الحقيقى إلا بعد أسبوع من تدهور حالته وشكواه المستمرة من الصداع وألم فى معدته ثم تطورت الحالة لسخونة عالية فى جسده ثم انتهت بترجيع مياه بيضاء من فهمه".



وبعد تنهيده طويلة تذكرت فيها "سهام" أطول وأصعب أسبوع فى حياتها وهى رحلة الكشف عن المرض الحقيقى الذى يعانى منه "عبد الرحمن": "ذهبت أولا إلى طبيب تخصص باطنه لم يفدنى إلا ببعض الأدوية التى لم يستجب لها جسم ابنى واستمرت حالته تتدهور أكثر، ثم ذهبت به إلى مستشفى دمنهور التعليمى وهناك نصحنى أحد الأطباء بعمل أشعة مقطعية على المخ ومن خلالها وفى نفس اليوم اكتشفنا وجود ورم على المخ ومياه زائدة.



وتابعت سهام: "كانت الصدمة كبيرة خاصة أن زوجى يعمل بالخارج ولا يوجد أحد معى، ولكن تفكيرى فى ابنى جعلنى أتجه إلى مستشفى 57357 حتى أجد من يستمع لآلامى وشكوتى ويشعر بما يدور فى قلبى من قلق وخوف، وبالفعل استقبلوا ابنى وحددنا يوم لعملية شفط المياه الزائدة أولا ثم تركيب صمام، حتى جاء موعد استئصال الورم الذى يبلغ حجمه 4 × 4 سم لنتخلص منه للأبد ونعرف هل الورم حميد أم خبيث؟".



وبعيون تملؤها الدموع: "لم يبخل المستشفى وأطباؤها بكل إمكانيتهم فى إنقاذ طفلى دون الحصول على مقابل، وقام الدكتور محمد البلتاجى رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى 57357 باستئصال الورم باستخدام جهاز حديث، لم أستفسر عنه كثيرا لأنى واثقة فيهم لأنهم يقومون بأقصى ما لديهم من جهد لإنقاذ عبد الرحمن، فهى حقا مستشفى تستحق أن يدعمها الجميع وفور خروج ابنى من محنته سيدعمها وسأعلمه أهمية دعم غيره من الأطفال المرضى سواء ماديا أو معنويا حتى نتكاتف جميعا من أجل محاربة هذا المرض الذى يغزو أجسام أطفالنا بلا رحمة.



ومن جانبه أكد الدكتور "محمد البلتاجى رئيس قسم جراحة أورام المخ والأعصاب بمستشفى 57357: "هذا الجهاز كنا نحتاج إليه منذ فترة طويلة لاختصار الخطوات الكثيرة التى كانت تجرى من قبل فى عمليات استئصال الأورام، وهذا الجهاز مفيد أكثر فى حالات أورام الأطفال لأنه يعنى ارتفاع نسبة شفائهم خاصة فى حالة اكتشاف الورم الخبيث، فهو يساعد على تقليل جرعات العلاج الكيماوى والإشعاعى التى يتعرض لها المريض بعد العملية ويكون استجابته للعلاج أفضل وأسرع، ويعد جهاز الرنين المغناطيسى داخل غرفة العمليات هو الأول فى مصر وأفريقيا، ويساعد على استئصال الورم بالكامل، حيث لم يكن بالامكان قبل استخدام هذا الجهاز سوى استئصال 80% بحد أقصى من أورام المخ خلال الجراحة.

موضوعات متعلقة..

- اليوم..أول عملية استئصال ورم من المخ بجهاز الرنين المغناطيسى بمستشفى57357

- تدريب الأطباء على جهاز الرنين المغناطيسى المتحرك بمؤتمر جراحة أورام الأطفال

- رئيس قسم الأشعة بـ57357: لدينا جهاز الرنين الأكثر دقة فى جراحات الأورام