فى ندوة بمكتبة الإسكندرية...

هانى رسلان: تصريحات زيناوى تؤكد عودة مصر للساحة الأفريقية

الإثنين، 29 نوفمبر 2010 12:12 ص
هانى رسلان: تصريحات زيناوى تؤكد عودة مصر للساحة الأفريقية هانى رسلان رئيس برنامج دراسات السودان بمركز الأهرام
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظم منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "مصر وأفريقيا بين الواقع والمأمول"، تحدث فيها هانى رسلان؛ رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل التابع لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ورئيس تحرير ملف الأهرام الإستراتيجى، وأدارها الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية.

وقال رسلان، إن مصر وأفريقيا متكاملان عضويا ولا يمكن أن ينفصلا؛ حيث إن علاقتهما قَدَر ومصير وممتدة منذ القدم، لافتا إلى أن أول حضارة نشأت فى القارة والعالم كانت فى مصر، كما أنه من تلك البلد انتشرت الأديان السماوية فى أفريقيا، مضيفا أن مصر كان لها دور قيادى غير منازع فى أفريقيا عقب قيام ثورة يوليو عام 1952؛ حيث أسهمت فى دعم حركات التحرر الوطنى الأفريقية واستقلال بلدانها عن الاستعمار الأجنبى، حتى إن الكثير من بلدان القارة قطعت علاقتها بإسرائيل تضامنا مع مصر أثناء احتلال سيناء، كما أنها كانت تصوت دائما لصالح مصر فى المحافل الدولية. وفى هذا الإطار، ينبغى الإشارة إلى أن القارة تضم أكثر من 50 دولة، مما يجعلها قوة تصويتية كبيرة فى المحافل الدولية.

وأشار رسلان، إلى أن تلك العلاقات بدأت فى الانحسار عقب توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979؛ إذ اتبعت مصر مفهوم التنمية من الداخل وتسخير الدبلوماسية من أجل التنمية، مما أدى إلى تراجع الدائرة الأفريقية من اهتمامات السياسة الخارجية المصرية. ترتب على ذلك حدوث تغيرات فى القارة لم تكن مصر مساهمة فيها، وبالتالى فهى تحصد حاليا ثمار هذا الوضع السلبى.

وأوضح رسلان أن مصر بدأت تلحظ أهمية القارة الأفريقية فى تسعينات القرن الماضى حين ظهرت على السطح بقوة دعوات إصلاح الأمم المتحدة وتمثيل القارة السمراء بمقعدين دائمين فى مجلس الأمن، توقعت مصر آنذاك أنه نظرت لمكانتها ودورها التاريخى فى القارة، فإن حصولها على مقعد دائم فى مجلس الأمن مضمون، إلا أنه تبين فى مفاوضاتها مع دول القارة أنها لا تحوز التأييد الكافي، نظرا لظهور قوى أخرى على الساحة مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا.

وأكد أن الفتور الذى شاب العلاقات المصرية مع دول القارة فى الفترة من نهاية السبعينات إلى منتصف التسعينات، أثّر كذلك على علاقات العالم العربى مع تلك الدول، مما أدى إلى عودة إسرائيل بقوة إلى المسرح الأفريقى، وبدأت تظهر دعاوى تشير إلى أن أفريقيا هى دول جنوب الصحراء، بينما دول شمال أفريقيا لا تنتمى إلى القارة وأن ولاءها للعرب، وهذه نظرة تمييزية خطيرة.

وأشار إلى أن عودة الاهتمام بالدائرة الأفريقية فى السياسة الخارجية المصرية بدأت بطيئة، مضيفًا أن مصر لم تلعب دورا كبيرا فى تشكيل الاتحاد الأفريقى الذى حل محل منظمة الوحدة الأفريقية، مما ترك آثارا سلبية على المكانة المصرية فى القارة. كما أنها انضمت متأخرة إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، إلا أنها أصبحت الآن الطرف الرئيسى والأكبر فى التبادل التجارى مع الدول المنضوية فى تلك السوق.

وشدد هانى رسلان على أهمية سياسة النفس الطويل فى التعامل مع دول القارة؛ حيث إن النتائج الإيجابية تتطلب وقتا كى تظهر، منوها إلى أن مصر بدأت تسهم بقوة فى العمل الجماعى الأفريقى عبر مؤسسات الاتحاد الأفريقى، كما أنها تلعب دورا رئيسيا فى مبادرة "النيباد" التى تهدف إلى الشراكة من أجل تنمية دول القارة.

ولفت إلى أن عودة مصر إلى القارة الأفريقية تتطلب دورا مصريا فى حل النزاعات والمشاركة فى قوات حفظ السلام، والاهتمام بالعمل الجماعى القارى، والحديث فى المحافل الدولية عن هموم القارة، وتقديم المساعدات من أجل التنمية؛ والتى تتمثل فى الاستثمارات والتبادل التجارى وتوفير التدريب وتقديم المعونة الفنية.

ونوّه رسلان إلى أن أزمة مياه النيل كشفت عن الضرر فى العلاقة بين مصر ودول القارة؛ حيث فوجئت مصر بوجهات النظر المتطرفة لعدد من دول حوض النيل حيال تلك القضية، وتلكؤها فى العودة إلى المفاوضات، وتوقيع بعضها لاتفاقية عنتيبى والضغط على الدول التى لم توقع للانضمام إليها. وأكد فى هذا الإطار أن التصريحات الأخيرة لملس زيناوى؛ رئيس وزراء إثيوبيا، والتى ألمح فيها إلى احتمال نشوب حرب بين مصر وبلاده بسبب أزمة مياه النيل، تنم عن ضعف وتوتر؛ إذ إنه لم يستطع تفعيل اتفاقية عنتيبى لتقاسم مياه النيل لرفض بوروندى والكونغو التوقيع عليها، وهو ما يشير إلى أن عودة مصر إلى الاهتمام بالقارة بدأ يعوق الإرادة الإثيوبية.

وقال رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل التابع لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن طريقة تسوية أزمة مياه النيل هى التى ستحدد تعامل مصر مع بعدها الأفريقى، لافتا إلى أن مصر لديها المقومات التى تستطيع من خلالها استعادة دورها الرائد فى القارة؛ حيث إن لديها أكبر قوات مسلحة، كما أنها صاحبة أكبر تمثيل وحضور دبلوماسى فى القارة، ولديها ثانى أكبر اقتصاد، إضافة إلى قوتها الثقافية والحضارية، ورسوخ مؤسسات الدولة. وأضاف أن المسار المصرى لحل أزمة مياه النيل يتسم بالنجاح حتى اللحظة، فهى خاطبت المانحين الدوليين لعدم تمويل مشاريع يمكن أن تؤثر على حصتها من مياه النيل، والسعى لعدم توقيع دول أخرى على اتفاقية عنتيبى، وتهدئة الأزمة كى لا تتحول إلى صراع مكشوف، إضافة إلى جمع أوراق ضغط يمكن أن تدعم موقفها التفاوضى.

وأشار رسلان إلى أن هناك وجودا إسرائيليا محدودا فى إثيوبيا وأوغندا وكينيا، إلا أنه مؤثر، نظرا لأنه ينحصر فى مشروعات اقتصادية ذات عائد ربحى سريع، إضافة إلى الجانب الأمنى، منوّها إلى أنه لا يجب المبالغة فى الدور الإسرائيلى ووضع الأمور فى نصابها.

من جانبه، قال الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، إن المكتبة اهتمت منذ نشأتها بالدائرة الأفريقية؛ حيث استضافت مئات المفكرين والأدباء والعلماء والشباب الأفارقة منذ عام 2002 حتى الآن. كما أنها دشنت عام 2008 حملة لإهداء 46 جامعة أفريقية مطبوعات مكتبة الإسكندرية. واستضافت حفل جائزة مو إبراهيم للحكم الرشيد فى أفريقيا، والتى تم بث فعالياتها مباشرة لـ 30 دولة أفريقية، وحضرها نخبة من الشخصيات من دول القارة. وأضاف أن الأديب النيجيرى ويل سوينكا؛ الحائز على جائزة نوبل للآداب، كان عضوا فى مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية.

ونوّه عزب إلى أن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، سيتسلم جائزة إنجاز العمر الإفريقية 2010 فى مجال البحث العلمى، وهى أحد فروع جوائز التميز الألفية 2010، بعنوان "إعادة تشكيل إفريقيا: قيم جديدة وإستراتيجيات جديدة"، فى احتفال رسمى يقام يوم 4 ديسمبر المقبل بالمقر الرئاسى بأكرا، غانا، ويتسلم الدكتور سراج الدين الجائزة من كل من البروفيسور جون إيفانز اتا ميلز؛ رئيس جمهورية غانا، وجلالة ملك الأشانتى أتومفو أوساى توتو الثانى؛ راعى جائزة إنجاز العمر الأفريقية، والدكتور أتوكوى أوكاى، رئيس مجلس حكماء جوائز التميز الألفية لعام 2010.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة