أولمرت يراها خائنة ومنافقة..

ليفنى.. عميلة الموساد المرشحة لرئاسة الوزراء

السبت، 02 أغسطس 2008 10:32 م
ليفنى.. عميلة الموساد المرشحة لرئاسة الوزراء تسيبى ليفنى المرشحة الأولى لرئاسة وزراء إسرائيل
كتب حاتم عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء إعلان إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل ورئيس حزب "كاديما" الحاكم فى إسرائيل عن عدم مشاركته فى الانتخابات المبكرة للحزب، المقرر انعقادها فى سبتمبر القادم، بمثابة إعلان رسمى من أولمرت بأنه سيترك منصبه بالحكومة بعد أقل من شهرين، وبأنه لم يترشح من خلال حزبه لولاية أخرى، رغم أن ولايته بالحكومة من المفترض أن تنتهى فى نوفمبر 2010. ولكن بسبب اتهامات الرشوة والتزوير الموجهة ضده، والتى يتم التحقيق فيها حتى الآن، لم يستطع أولمرت أن يضع نفسه فى موقف حرج بترشحه لرئاسة الحزب أو الحكومة مرة أخرى، لأن فشله فى الفوز بهما معروف مسبقاً له.

خائنة ومنافقة
قبل أن يقوم أولمرت الأسبوع الماضى بإعلان رحيله من رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب، شهدت إسرائيل منافسة شديدة على رئاسة حزب "كاديما" الوسطى، الذى يمثل البوابة الرئيسية للترشيح والوصول لرئاسة الوزراء فى إسرائيل، وكان على رأس هولاء المتنافسين تسيفى ليفنى وزيرة الخارجية، وإيهود باراك وزير الدفاع ، وآفى ديختر مدير جهاز الأمن الداخلى" الشين بيت"، وشاؤول موفاز رئيس أركان الجيش السابق ووزير النقل الحالى، ووزير الداخلية مائير شيتريت، وجميعهم أعضاء بالحكومة الحالية وأيضاً أعضاء بارزون فى حزب "كاديما".

ومن خلال هذه المنافسة، أكدت جميع استطلاعات الرأى فى إسرائيل أن وزيرة خارجية إسرائيل تسيفى ليفنى هى المرشحة الأولى للفوز برئاسة حزب "كاديما"، الذى من خلاله سترشح نفسها لمنصب رئيس الوزراء. وأوضحت استطلاعات الرأى أن معظم الإسرائيليين يرون أنها جديرة بمنصب رئيسة وزراء إسرائيل لما تتمتع به من شعبية، وأيضاً بسبب وضعها السياسى القوى فى الحزب وفى الحكومة، بجانب تمتعها بالصبغة الدبلوماسية.

غير أن نتيجة الاستطلاعات هذه جاءت مخالفة تماماً لرأى أولمرت فى ليفنى، بعد عزمها خوض انتخابات حزب "كاديما"، وبعد تأييدها لاستقالته بعد فشله فى حرب لبنان الثانية 2006، حيث قال أولمرت للصحفيين إنه "يخشى على مستقبل إسرائيل إذا وصلت ليفنى للسلطة، لأنها خائنة ومنافقة، وغير قادرة على اتخاذ قرارات، لأنها تتأثر بسهولة وتفقد السيطرة على نفسها وتصاب بالرعشة لأقل سبب، وذلك لأنها لا تملك الثقة بنفسها"، مع العلم بأن رأى أولمرت سبق إعلان ليفنى مساء الثلاثاء بالتليفزيون الإسرائيلى اعتزامها الترشح رسمياً لرئاسة الوزراء لاستعادة ثقة الرأى العام، مشيرة إلى سلسلة فضائح الفساد التى تورط فيها أولمرت (أول مدنى فى رئاسة وزراء إسرائيل) التى كشفت استطلاعات الرأى عنه أن 69% من الإسرائيليين يؤيدون استقالته لافتقاده المكانة الأخلاقية.

ليفنى..علاقات متوترة مع العرب
رغم كونها وزيرة تمثل الدبلوماسية، إلا أن وزيرة خارجية إسرائيل تسيفى ليفنى لا تنسى أبداً أنها إسرائيلية، وأنها تنفذ سياسة دولة عدوانية فى المقام الأول، لهذا عرف عنها مواقفها المتوترة والمتعنتة تجاه الدول العربية، وكانت مصر فى مقدمة الدول التى توترت علاقتها مع إسرائيل بسبب وزيرة خارجيتها، وذلك بعد تطاولها على مصر بسبب قضية تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عن طريق رفح، مما جعل مجلس الشعب المصرى يناقش منع دخول ليفنى إلى مصر، وبالفعل قدم د. أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب اقتراحاً للجنة العلاقات الخارجية يقضى بمنعها من دخول مصر بسب تطاولها على مصر وعلى قيادتها السياسية وفى مقدمتهم وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط، التى وصفته ليفنى بأنه "شخصية متطرفة"، ولكن مصر احتوت الأزمة التى اختلقتها ليفنى وقررت تجاهل وإسقاط الأمر.

وبالنسبة لموقفها من الفلسطنيين، عرفت ليفنى بكراهيتها الشديدة لحكومة حماس المقالة التى اختارها الفلسطنيين بأنفسهم، وتبين هذا من خلال التصريحات التى كانت تعلنها، ومنها " لا مستقبل للشعب الفلسطينى فى ظل حكومة حماس"، و"أن إسرائيل ستستمر فى حملتها الوحشية على الفلسطنيين". وذلك بسبب المقاومة الفلسطينية التى تمثلت فى حركة حماس وجناحها العسكرى ـ كتائب عز الدين القسام، وهى المقاومة التى نفذت عمليات إطلاق الصواريخ ضد الإسرائيليين، وعملية خطف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى غزة فى 2006، والتى أكدت ليفنى عدة مرات فى مناسبات مختلفة "أن قطاع غزة لن ينعم بحياة طبيعية أبداً طالما جلعاد شاليط لا يزال مختطفا لدى حماس".

وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى، طالبت ليفنى عدة مرات بحل حزب الله ووصفته بأنه" منظمة إرهابية"، وذلك لتمكنه من تحرير الجولان وتحرير الأسرى اللبنانيين بعد اختطاف جنود إسرائيليين، كما اتهمت ليفنى وإيهود باراك وزير الدفاع، سوريا بتهريب الأسلحة لحزب الله، كما اتفق كل منهما على أن إيران تهدف من خلال برنامجها النووى إلى تصنيع أسلحة نووية لتهديد إسرائيل، مطالبين الدول الغربية، وفى مقدمتها أمريكا، بفرض عقوبات رادعة على إيران.

وحتى عرب إسرائيل شهدت علاقاتهم مع ليفنى توترا شديدا، بعدما أعلنت أن وجودهم بداخل إسرائيل معتمد فى المقام الأول على تأييدهم لها، وأيضا معتمد على قبولهم بالدولة اليهودية بكل ما تعنيه، مؤكدة أن "من لم يقم بتأييد وقبول إسرائيل منهم.. يجب أن يرحل منها".

ليفنى .. وتصفية القادة الفلسطينيين
كان إعلان ليفنى أنها عميلة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" شىء غير مؤكد حتى أيام قليلة ماضية، لأن هذه المعلومة اعتمدت على ما كشفته صحيفة " Sunday Times" البريطانية فى موضوعها التى أكدت فيه أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى كانت فى مطلع الثمانينيات عميلة للموساد فى أوروبا، وبالتحديد فى باريس عاصمة فرنسا، وكانت ليفنى هى المسئولة الأولى عن تصفية واغتيال القادة الفلسطينيين فى عواصم أوروبا.

وأكدت صحيفة "الصنداى تايمز"، وفقاً لما ذكره أصدقاء سابقون لليفنى، أنها التحقت بالموساد بعد أن تركت الخدمة العسكرية وهى برتبة ملازم أول، وعملت بالموساد لعدة سنوات، وكانت من أنشط عملائه، فى الوقت الذى تم فيه اغتيال مأمون مريش أحد كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية فى اليونان فى عام 1983.

وقال أحد أقارب ليفنى إن "عملها لم يكن مكتبياً، لأنها كانت امرأة ماهرة بدرجة ذكاء 150 درجة، وكانت مندمجة جيداً فى العواصم الأوروبية وتعمل مع عملاء رجال، ومعظمهم من رجال كوماندوز سابقين"، وبعد حادث الاغتيال فى اليونان عادت ليفنى لإسرائيل واستكملت دراستها القانونية لتصبح محامية، وبعد 25 عاماً وزيرة للخارجية.

وفى الأسبوع الماضى، فجرت ليفنى مفاجأة من العيار الثقيل، من خلال اعترافها بأنها كانت ضابطة سابقة بالموساد، وخدمت به لمدة 4 سنوات، من عام 1980 إلى 1984، وأنها تركت العمل به عندما تزوجت لأنها لم تستطع أن تتعايش مع نمط الحياة الصعبة فى الموساد، وكان هدف إعلان ليفنى بأنها عملية للموساد فى هذا التوقيت، رسم صورة للإسرائيليين بأنها كانت بطلة قومية قدمت خدمات عديدة لإسرائيل، وهذا لكى لا يتردد الإسرائيليون فى تأييدها فى انتخابات رئاسة وزراء إسرائيل.

ليفنى .. وعلاقة شذوذ مع رايس
كان الأمر بمثابة فضيحة فى الأوساط الإسرائيلية والدولية، عندما قامت ليمور ليفنات وزيرة التعليم الإسرائيلية السابقة وعضوة الكنيست الحالية عن حزب الليكود، بتفجير مفاجأة فى أواخر العام الماضى خلال اجتماع ضم قيادات حزب الليكود, حين أكدت لهم أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفى ليفنى على علاقة مثلية مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، وأكدت مصادر إعلامية بعد إعلان هذا الأمر، أن رايس منعت من ترشيح نفسها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية بسبب كونها شاذة، على الرغم من كونها أقوى المرشحين للفوز بالانتخابات الأمريكية.

وجاءت أقوال ليفنات متماشية مع نشرته الصحف الأمريكية عن شذوذ رايس غير المعلن، وأن رايس اشترت لصديقتها شقة لتواصل إقامة علاقة جنسية معها فيها، وأنها لم تعاشر رجلاً من قبل.

وأثار الاهتمام بالميول الجنسية لرايس المقال الذى نشر فى أسبوعية ""National Enquirer والذى نقل كاتبه عن أحد الأشخاص قوله إن رايس كانت سحاقية عندما عملت فى جامعة ستانفورد فى التسعينيات، كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رايس كانت تعيش فى كاليفورنيا مع شريكة تسمى "رندى بين"، وتم توثيق ذلك بواسطة بعض الأفلام.

ليفنى .. سيرة ذاتية
ولدت تسيفى إيتان ليفنى فى تل أبيب فى الثامن من يوليو عام 1958، ووالدها هو إيتان ليفنى رئيس عمليات منظمة "الأرجون" الإسرائيلية، وهى منظمة يهودية سرية متطرفة نفذت عمليات إرهابية ضد البريطانيين والفلسطينيين قبل إنشاء دولة إسرائيل فى عام 1948، وذلك لإخراجهم من إسرائيل، وتم اعتقاله وحكم عليه بالسجن 15 سنة لمهاجمته قاعدة عسكرية، لكنه تمكن من الهروب من السجن بعد ذلك.

وشكلت هذه المنظمة فيما بعد نواة نشأة حزب الليكود، وكانت والدتها سارة ناشطة أيضا فى هذه المنظمة المتطرفة التى ترأسها فى الثلاثينيات رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، وهكذا تنتمى ليفنى لعائلة قومية متشددة عرفت بتأييدها للانسحاب من بعض الأراضى المحتلة، كسبيل عملى للحفاظ على الأغلبية اليهودية بإسرائيل ولعدم التوصل إلى اتفاق سلام.

تخرجت ليفنى فى كلية الحقوق بعد انتهاء فترة عملها بالموساد، وأصبحت بعد ذلك عضوا بارزا فى حزب الليكود، ثم انتخبت من خلاله لعضوية الكنيست فى عام1999 بلجنة الدستور والقانون والقضاء. فى 2001 عُيّنت ليفنى وزيرة للتعاون الإقليمى ثم وزيرة للزراعة، ثم استأنفت عملها الحزبى لتكون من الأعضاء المؤسسين لحزب "كاديما" الذى أسسه رئيس الوزراء السابق آرئيل شارون بعد انشقاقه عن حزب الليكود فى عام 2005، لتتولى ليفنى بعد ذلك وزارة البناء والإسكان ثم وزارة العدل فى حكومة رئيس الوزراء آرئيل شارون، ثم لتتولى أرفع الوزارات مقاما فى إسرائيل من خلال عملها كوزيرة للخارجية فى حكومة أولمرت، وهى ثانى امرأة تتولى وزارة الخارجية فى تاريخ إسرائيل بعد رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير، التى تولت رئاسة الوزراء بداية من عام 1969 حتى عام 1974 .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة