ياسر فرج زيادة يكتب: هيا بنا نعلن الحرب

السبت، 22 يناير 2011 07:59 ص
ياسر فرج زيادة يكتب: هيا بنا نعلن الحرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطورات الأحداث من حولنا تسير بنا إلى اتجاه لا نريده، ولا سبيل لوقف هذا الأمر إلا بإعلان الحرب عليها، فالواقع المرير يؤشر إلى أننا بصدد الوقوع فى الهاوية لا محالة إن تركنا الأحداث تحركها العواصف كما تشاء.

بالرغم من وجود أشياء كثيرة جميلة فى حياتنا المعاصرة إلا أن واقع الأمر يشير إلى أننا نعيش فى العصر الحجرى بالمقارنة مع الدول المتقدمة، إننا دولة تصدع رؤوس العالم كل يوم وتذكره بأننا أصحاب حضارة 7 آلاف عام وأننا أحفاد الفراعنة الذين تسيدوا العالم وأننا أحفاد المسلمين الذين علموا العالم الحضارة وأننا كنا فى الماضى كذا وكذا..الخ، وفى ذات الوقت نسينا بناء مصر الحديثة التى يتمناها محبوها، مصر الآن قبيحة المنظر فى جُلّ أماكنها؛ شوارع ضيقة، سيارات تغلق الشوارع، أبنية عشوائية، تجد الجمال فقط فى مدن الأثرياء أما باقى الشعب فهم خدم وحشم بالنسبة لبعض الفاسدين لا يحق لهم المطالبة بأكثر مما هم فيه الذى هو كثير أصلا فى نظر هؤلاء المفسدين فى الأرض.
تركنا الفاسدين والقطط السمان يتحكمون فى مصائرنا ومصائر أبنائنا من بعدنا، فهل مصر الآن هى مصر التى نريدها؟!!! لا والله هذه مصر التى يريدها أعداءها، يريدوها غارقة فى مشكلات لا يصح أن تكون فى مصر الألفية الثالثة.

قالوا لنا إن سبب تأخر مصر وتخلفها كثرة الحروب وأن الحروب تأكل وتأكل وتأكل الموارد، وأكدوا أيضا أن حرب 1973 آخر الحروب وبالفعل حدث ذلك ولكننا لم نتقدم مثلما وعدوا. ياسادة مصر، هل يصح أن تسعى الدول للوصول إلى المريخ ونحن نئِّن من سوء حال شبكات المياه وتلوثها، والصرف الصحى، والطرق، والمواصلات، بخلاف مناطق كثيرة لم يصل إليها بعض مما سبق؟!!!!.

لنعلن الحرب على مصر الألفية الثالثة التى أقصى أمانى شعبها الحصول على حد أدنى عادل للأجور، وحراكها السياسى فى اعتصامات واحتجاجات تطالب بدخول توفر حياة كريمة، فى الوقت الذى فيه غيرنا يبحث عن الرفاهية ويغير حكوماته بسبب أنها لم تحقق لهم الرفاهية المطلوبة أو لم تحافظ لهم على مستويات معيشة هى مرتفعة أصلاً.

لنعلن الحرب على الفاسدين، فالضمائر ماتت، والفساد تأصل فى قلوبٍ تعفّنت فى صدور أصحابها، أصبح همُّ الفاسدين كيفية جمع المال بكل الطرق، والابتكار فى نهب المال العام وإهداره، تارة تحت شعار التطوير وأخرى الإحلال والتجديد، وليذهب المصريون إلى الجحيم. والذى يحدث هو تطوير الشكل دون الجوهر، فعلى سبيل المثال تطوير المدارس والمحطات والطرق تجده عبارة عن لون جديد وبلاط ورخام..الخ، كل هذا من أجل المنظرة.

حتى مشاريع تطوير المدن، تجد الاهتمام منصبا فقط على الشوارع الرئيسية، وإهدار جُلّ الميزانية عليها، ولم لا وهى التى تمر منها مواكب المسئولين وأصحاب الحظوة، أما الشوارع الجانبية تظل مكسرة ومهدمة وملوثة لا يطولها التطوير، وإن طالها فشتان الفارق بينها وبين الرئيسية، قمة الإهمال، صح ولا غلط؟!!!. طنطا على سبيل المثال، لا تجد التطوير إلا فى شارع الجلاء والنحاس من رصف وإنارة ونظافة وخلافة وحتى هذا ليس بالدرجة المحترمة، وترى كافة الشوارع الجانبية حالها يُرثى لها بالرغم من أنها متصلة بهذين الشارعين، ولكن مسئولى الأحياء ومسئولى المحافظة والمحافظ فى ثبات عميق لا يرون غير القشور.
لنعلن الحرب على مصر المظاهر، التى تتمسك بالقشور وتبتعد عن الجوهر، تجد مسئولا لا ضمير له ولا أخلاق يرفض براءة اختراع من الممكن أن نتميز بها عن العالم وتحل لنا مشكلة تحت عقم الإجراءات والروتين العفن، والغريب فى الأمر يا إخوانى أننا نتباهى كل يوم أن لنا الكثير والكثير من العلماء ممن أثروا التقدم فى الخارج، ولا نفعل شيئا تجاه من كانوا سببا فى هجرتهم أصلاً، حاجة تفرح فعلاً!!!!!.

لنعلن الحرب على المسئولين الذين يصدعون رأسنا ليلاً ونهاراً عن التنمية والنمو والأحلام فى غد أفضل وبأرقام هم وحدهم يصدقونها، أسألهم واحدا واحدا، هل ركبوا يوما ما وسيلة مواصلات عامة، ووقفوا فى انتظارها مع المواطنين العاديين؟ هل وقفوا يوما فى طابور العيش؟ هل حملت زوجاتهم جراكن الماء وقطعن المسافات للحصول على قطرة مياه ليست نظيفة فى الأصل؟ هل عانوا يوما من مشكلة صرف صحى أو انقطاع كهرباء؟ هل وقفوا يوما فى إشارة مرور طويلة انتظارا لمرور مسئول على رأسه ريشة ومن بلد آخر غير هذا البلد؟ هل جاء عليهم يوما وانشغلوا بمصاريف الشهر المنزلية وهل ستكفى أم لا؟ هل رَكِبَهُم الهم يوما بكيفية الحصول على كيلوا لحمة لأولادهم؟ هل عانوا يوما مرارة دخول أقسام الشرطة وإهانة أمين شرطة لهم؟ هل أصابتهم الحسرة بسبب عدم اشتغال أبنائهم؟ هل سافر أيا منهم ليلاً فى طريق مهدّم ومظلم؟ هل وهل وهل ؟!.

بالطبع مسئولونا لا يستطيعون الإجابة على هذه الأسئلة؛ لأنهم لم يعايشوا تلك المشكلات أصلا ولن يعايشوها ماداموا يحصلون على آلاف مؤلفة من الجنيهات شهريا من مرتبات وبدلات وعلاوات وبنود تزكم الأنوف مثل بدلات اللجان والاجتماعات والغذاء والسفر..الخ، بالرغم من أن هذا الأمر من صميم عملهم، ولكنهم يتقاضون عليها دخولاً تضاف لمرتباتهم، وهنا الميزانية مفتوحة ولا قصور فيها، وفى ذات الوقت يضنون على الموظفين المعتصمين بالأيام فى العراء بقليل يسير من الجنيهات لا تسد الرمق، ويقولون إن الميزانية مكتظة ولا تتحمل هذا العبء. الميزانية مكتظة للغلابة، ومفتوحة لل........؟!!!!

يا سادة، هذه مصر بلدنا أرضنا، فهل من نظرة حنونة لها ولحالها الذى يُرثى له.

يا سادة، مصر التى نريدها ويردها محبوها ليست تلك التى يتحكم فيها كارهوها. هذا الشعب العظيم وهذه البلد الأعظم يحتاجون قلب يحكمهم وليس عقل يتحكم فيهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة