كشف حساب عائلات الحاكم بتونس.. أبناء إخوة بن على عملوا فى الاستيراد والمخدرات.. و"الطرابلسى" سيطرت على جميع القطاعات.. و"شيبوب" نهبت البلاد.. و"زروق" وصلت للمجد على حساب الدولة

السبت، 22 يناير 2011 12:00 م
كشف حساب عائلات الحاكم بتونس.. أبناء إخوة بن على عملوا فى الاستيراد والمخدرات.. و"الطرابلسى" سيطرت على جميع القطاعات.. و"شيبوب" نهبت البلاد.. و"زروق" وصلت للمجد على حساب الدولة زين العابدين بن على
إعداد أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكر تقرير جديد لموقع قناة "فرانس 24" أنّ التونسيين اعتادوا على سماع أسماء بعض العائلات فى تونس وربطها مباشرة بالفساد، واختلاس أموال الدولة، والاستيلاء على الأملاك العامة فى فترة حكم زين العابدين بن على، وهو ما تبين بعد رحيله، إذ ردد الشارع شعارات دلت عن امتعاضه من هذه العائلات. وقام التقرير بذكر بعض هذه العائلات وعلى رأسهم، عائلة "بن على" التى تضم الرئيس المخلوع زين العابدين، وإخوته وأبنائهم، وهم:

منصف بن على

عريف سابق فى الجيش التونسى، والأخ الأكبر للرئيس السابق، وقائد عائلة بن على قبل أن يتوفى فى ظروف غامضة فى إبريل 1996، ويقال عن منصف بن على إنه كان يوزع التراخيص التى تُعطَى بصعوبة من وزارة الداخلية، مثل تراخيص المحلات، المقاهى، المطاعم وصالات الألعاب، وذلك بقيمة 10000 دولار عن كل رخصة.

ونقل التقرير عن موقع "الشفافية – ليبيا" أنّ منصف بن على كان يمد أصدقاءه من تجار المخدرات بجوازات سفر تونسية لكن بأسماء مستعارة، فضلاً عن امتلاكه لقصر فخم فى منطقة "مرناق" ويتنقل فى سيارة مصفحة.

وأوضح التقرير أنّ عائلة بن على تمتلك بحسب الموقع نفسه، فندقين بقيمة 45 مليون دولار، كانت تملك أحدهما أخت بن على، حورية، والتى توفيت كذلك، ناقلاً عن الموقع أنّ مصادر أفادت بمعلومات عن عمل أبناء إخوة بن على فى الاستيراد والإتجار بالمخدرات والكحول.

وفى العام 2008 قدرت ثورة عائلة بن على بخمسة مليارات دولار، وبعد سقوطه أعلنت سويسرا أنها ستجمد الأموال غير الشرعية لعائلة بن على. إضافة إلى التقدم بشكوى ضد بن على فى فرنسا بتهمتى الاختلاس، وغسل الأموال العامة.

العائلة الثانية التى ذكرها التقرير هى عائلة الطرابلسى التى وصفها التقرير بأنّها أكثر جشعاً وتورطاً مع نظام الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على بإجماع المراقبين، حيث تسيطر عائلة الطرابلسى مباشرة على الحرس المقرب جداً من الرئيس المخلوع بن على.

وأشار التقرير إلى أنّ عائلة سيدة تونس الأولى السابقة اتسمت خلال السنوات الأربع الأولى التى تلت زواجها بالرئيس بن على أى عام 1992، بنوع من الرصانة والسرية، لكن شهية العائلة التى قال التقرير عنها إنها صاعدة من مستوى اجتماعى وتعليمى متواضع، بحسب نيكولا بو، أحد مؤلفى كتاب "حاكمة قرطاج" قد زادت وكبرت ابتداء من العام 1996، وهو ما دفعها إلى محاولة حصد حصة الأسد وسد الطريق أمام طموحات العائلات المقربة من بن على الأخرى كعائلة شيبوب ومبروك.

وقد تمكنت عائلة الطرابلسى من وضع يدها على جميع القطاعات؛ مثل: الإنترنت، والفنادق، والعقارات، والنقل، والاستيراد والتصدير، والاتصالات، والإعلام، والرسوم الجمركية. وحسب كتاب "حاكمة قرطاج" فقد استغلت ليلى الطرابلسى منصب زوجها، لجهاز الشرطة لتخويف وإرهاب كل من قد يشكل منافسا لعائلتها، وهم:

بلحسن الطرابلسى

شقيق ليلى الطرابلسى استولى عام 2001 على شركة طيران "قرطاج إيرلاينز"، ومنذ ذلك الحين، تبين أن عائلة الطرابلسى لا ترغب فى تقاسم الثروات مع الآخرين، ولم يعد يسلم أى قطاع أو صفقة مع المجموعات الأجنبية أو قطعة أرض إستراتيجية من شهية أفراد العائلة الواسعة.

بعد بلحسن، يأتى "منصف"، أخو ليلى الطرابلسى الثانى الذى بدأ مشواره المهنى كمصور متنقل، وقد كان لمنصف ابنان هما "معز"، و"عماد" وقد واجها مشاكل كبيرة مع القضاء الفرنسى بعد قضية ما عرف باليخوت المسروقة فى جنوب فرنسا.

وعُرِفَ عماد الطرابلسى بسطوته، وذلك لكونه الشخص الذى يفرض القانون فى تونس العاصمة بمجرد مكالمة هاتفية واحدة، حيث كان بإمكانه إسقاط خصم، أو إطلاق سراح تاجر مخدرات دون أن يتجرأ أحد على مجابهته، وقد وردت أنباء عن وفاة عماد الطرابلسى فى المستشفى العسكرى بتونس، بعد أن تعرض للطعن من قبل أحد معاونيه، فى إطار ما قيل إنها تصفية حسابات، وأشار التقرير إلى أنّ هذا بحسب الأخبار التى تُرَوَج فى تونس وفى بعض وسائل الإعلام.

ولفت التقرير إلى أنّ عائلة الطرابلسى تسببت فى حرمان عائلات وأفراد من أملاكهم كعائلة "شمان" الثرية، إذ أُجبر المقاول فؤاد الشمان على الرحيل إلى الولايات المتحدة بعد عدة مضايقات من عائلة الطرابلسى، للاستيلاء على القطاعات التى كان يعمل فيها، خاصة الملابس.

وتقدر ثروة عائلة الطرابلسى بملايين اليورو، بحسب صحيفة لوفيجارو الفرنسية، ويقال إنها تمتلك عدة أملاك فى مالطا، ودبى، والأرجنتين، إضافة إلى حسابات مصرفية وشقق فى الأحياء الباريسية الراقية وشاليه وفيلات فى مدن فرنسية.

عائلة "الماطرى"

هى عائلة صخر الماطرى، صهر بن على وزوج ابنته نسرين، اعتمد فى توسيع إمبراطوريته على مشاريع فى قطاع السيارات، والعقار، والسياحة، والمال، والإعلام، والزراعة.

وأضاف التقرير الفرنسى أنّ الوثائق المسربة عن موقع ويكيليكس مؤخرا، شبهت عائلتى الماطرى، والطرابلسى بـ"المافيا"، وقالت إنه متورط فى عدة قضايا فساد وقضايا تحويل أموال، حيث اشترى صخر الماطرى شركة "النقل" لتوزيع السيارات بثمن بخس حتى قيل إنها تقريبا "أهديت" له، واستنادا إلى خبراء، فإن القيمة الحقيقية لشركة "النقل" "تفوق بـ 300% على الأقل من قيمتها المعلنة فى الصفقة التى استفاد منها صخر الماطرى.

وبعد سقوط بن على توجه صخر الماطرى إلى فرنسا، حيث التقى بزوجته نسرين وأولادهما قبل أن يغادرا فرنسا إلى بلد أجنبى، بعد أن أبدت فرنسا عدم رغبتها فى بقاء العائلة على ترابها، بحسب الناطق باسم الحكومة فرانسوا باروان.

عائلة "شيبوب"

قال التقرير الفرنسى عن عائلة "شيبوب" إنّها من أبرز العائلات التى "نهبت" أموال تونس بحسب العديد من المصادر، وهى عائلة سليم شيبوب، زوج ابنة بن على الكبرى دورصاف.

زواج سليم شيبوب جعله يستفيد من المحسوبية، وبالتالى اقتناء قطع أراضٍ واحتكار سوق الصيدلة فى تونس والتى أخذت منه فيما بعد فى إطار المنافسة بين عائلته وعائلة الطرابلسى.

فى العام 2001 تمكن سليم شيبوب من إنشاء سوق ممتاز تحت علامة إحدى المحال التجارية الكبرى بالقرب من "سكرة" فى الضاحية الشمالية لتونس، وذلك على أرض بيعت له بثمن رمزى.

وقد بدأ سليم شيبوب حياته كلاعب كرة يد، كما ترأس نادى الترجى التونسى عام 1989، قبل أن يدفع به إلى الاستقالة عام 2004، بعد خسارته ضد النادى الرياضى الصفاقسى التونسى فى نهائى كأس تونس. ويملك شيبوب وزوجته دورصاف فندقا خاصاً فى مدينة كان الفرنسية.

وهو الآخر استفاد من وضعه كصهر للرئيس بن على إذ تلقى ترخيصاً لإنشاء شركة الطيران "نوفيلير" التى دمجت فيما بعد مع شركة "كارتاجو إيرلاينز" التابعة لبلحسن الطرابلسى الأخ الأكبر لليلى الطرابلسى.

وفى 21 أكتوبر 2010، أسس سليم شيبوب شركته العقارية "ريل ليك إستيت" برأسمال يعادل 150 ألف دينار تونسى وهو الحد الأدنى لإنشاء شركة عقار فى تونس.

وتقدر الأموال "المسروقة" – بحسب التقرير – من قبل عائلة شيبوب وشركائها، منهم الرئيس بن على بمئات الملايين من الدولارات، مودعة فى عدة مصارف أجنبية فى أوروبا، وبعض بلدان أميركا اللاتينية.

وبعد رحيل بن على عن تونس، روجت بعض وسائل الإعلام أنباء عن توقيف سليم شيبوب وبعض أقارب بن على، فى حين أعلنت قناة نسمة التونسية أنها تلقت مكالمة هاتفية من قبله، أكد فيها أنه حر وأنه متواجد فى ليبيا.

عائلة "مبروك"

عائلة مروان مبروك، زوج سيرين.. البنت الصغرى لبن على من زواجه الأول، تزوجت عام 1996 من مروان مبروك الذى كُلِفَ بمهمة الرقابة على المضامين غير المرخصة على الانترنت. كما مُنحت سيرين مهمة الإشراف على الإنترنت تحت اسم "بلانت" والتى درت عليها أرباحا طائلة، بعد أن أجبر الرئيس بن على كل المؤسسات العامة والمؤسسات الجامعية، الثانوية، والابتدائية، على الاشتراك فى الإنترنت. كما يقال إن سيرين مُنِحَت هى وزوجها مروان مبروك سكن عمل، عبارة عن فيلا فاخرة فى حى راق يسمى "بيلفيدير".

عائلة "زروق"

عائلة سليم زروق، صهر بن على وزوج ابنته غزوة من زوجته الأولى، كان فى الأصل موظفا معلوماتياً فى وزارة الداخلية.

كما هو الحال لعائلة شيبوب، اغتنت عائلة زروق بسرعة على حساب أملاك الدولة كذلك، فضلاً عن استفادتها من مرحلة حكم بن على، وخاصة فى فترة خصخصة بعض الشركات كالشركة الوطنية لتربية الدواجن التى بيعت لزروق بثمن منخفض وأعاد بيعها بثمن مرتفع جداً.

وتمثلت إحدى عملياته الناجحة بشرائه لمدة أشهر فقط، شركة عامة عرضت للخصخصة هى شركة "سيراميك تونس" بقيمة 17 مليون دولار، بعد أن ردع كل المشترين الأقوياء الذين تقدموا لشرائها عن طريق التهديد فى أبريل 1996. بعدها قام ببيع الشركة بقيمة 24 مليون دولار فى سبتمبر من العام ذاته، محققاً بذلك "ربحا ماليا بقيمة 7 ملايين دولار من المال العام.

وفى العام 2010، أطلق سليم زروق وكالة إشهار "هافاس" ومصرف استثمارات "ميديوبانكا" كما أطلق هو وزوجته غزوة شركة لصناعة البلاستيك مع مجموعة فرنسية، برأسمال يعادل مليون ونصف مليون دينار تونسى. وأشار التقرير إلى أنّ عائلة كمال لطيف، وحبيب عمار، ومحمد الجرى، تنتمى كذلك إلى لائحة "العائلات المستفيدة" فى تونس.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة