سليمان الحكيم

شكراً لإسرائيل..!

الخميس، 24 فبراير 2011 07:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه هى الثورة العربية الكبرى.. ليست ثورة الشريف حسين التى كانت ضد الاستعمار التركى، وقام بها لحساب الاستعمار الأوروبى.. لنستبدل بها استعمارا باستعمار.. بل هى ثورة لاستبدال الاستبداد بالحرية والدكتاتورية بالديمقراطية، والظلم بالعدل، والتبعية بالاستقلال، هى ثورة الشعوب بلا قادة.. وليست ثورة قادة بلا شعوب.

هكذا توالت الثورات العربية من بلد إلى بلد، ومن شعب إلى شعب، تسلمت فيها مصر راية الغضب من تونس، وتسلمت ليبيا الراية من مصر، وتسلمت اليمن الراية من ليبيا، لتنتقل منها إلى البحرين ومن البحرين إلى بلاد أخرى يسقط فيها الشعب حكامه تحت الأقدام الزاحفة فى طريق النور والحق.

لم تكن ثورات الجوعى من طلاب الرغيف، كما لم تكن ثورة العاطلين من راغبى العمل، ولا هى ثورة الفقراء من طالبى الثروة.. ولكنها ثورة المظلومين من ظالميهم، والمضطهدين من مضطهديهم، والمخنوقين من خانقيهم.

ما كان صوت يعلو على صوت المعركة، فخفتت أصوات المظلومين المقهورين ليرتفع صوت المدافع المصوبة إلى الأعداء من الإسرائيليين.

فتحملنا القهر لننتصر، والجوع لنبنى، والظلم لنتقدم.. نسينا أن المقهورين لا ينتصرون، وتجاهلنا أن الجوعى يبنون، والمظلومين لا يتقدمون.

كلما كانت إسرائيل تعربد وتتعالى وتتغطرس كان حكامنا يزدادون انبطاحا ويتقهقرون منكمشين، وكنا نحن شعوبهم المقهورة نغلى ونفور ونغضب، حتى صار غضبنا أكثر من برودهم وحماسنا أبعد من انكماشهم وهمتنا أعلى من تخاذلهم.

أدركنا أنه لا فائدة من سكوتنا عليهم، ولا عائد لنا من تخاذلنا معهم، فقد كانوا هم العقبة دوننا وهى وهم العائق بيننا وبينها.

كثير علينا أن نتحمل كل هذا العبء، صلف إسرائيل وصلفهم، وعربدة العدو وعربدتهم، وتعنتها وتعنتهم، فكان علينا أن نتخلص من نصف الحمولة لكى نتفرغ للتخلص من نصفها الآخر.

كانت إسرائيل قوية بديمقراطيتها، فقررنا أن نجرب تعاطى حبوب القوة بالديمقراطية، وأن نشرب من معين الحرية وننهل من كئوس العزة والكرامة.

لم تكن إسرائيل قوية إلا بضعفنا، ولا هى متفوقة إلا بتخلفنا، ولا تتقدم إلا بانسحابنا، انسحبنا فتقدمت وضعفنا فقويت وتخلفنا فتفوقت. كانت تعيش واحة للديمقراطية، وكنا نعيش فى صحارى الاستبداد والعنت.

واليوم تقدمنا لنقاسمها العيش على نفس الأرض التى كانت لها وحدها.. نزيحها منها لأننا الأولى بها والأجدر لها.

حين كان حكامنا يستبدون ويتعنتون إنما كانوا يمدون إسرائيل بشريان الحياة، مبررين وجودها، الذى تستمده من ضعفهم واستبدادهم وتخلفهم.

ليست الحرب مدفعا فى مقابل مدفع، ولا هى بندقية فى مواجهة بندقية، بل هى عقل يواجه عقلا، ومجتمع يجابه مجتمعا، وشعب فى مقابل شعب، فهل للضعيف أن يواجه قويا؟!

إن الطريق إلى القدس يمر عبر طرابلس والقاهرة مرورا بصنعاء ودمشق والمنامة وبغداد.. الطريق إلى تل أبيب هو طريق الحرية والكرامة، فهو أقصر الطرق إلى فلسطين وأكثرها أمانا. إن اليد المرتعشة لا تقوى على حمل السلاح، والعقل المسلوب لا يقدر على التفكير فى الغد، والوجدان المزعزع لا يصمد فى مواجهة الخطر، إنه احتلال بالوكالة، واستعمار بالإنابة.

كان حكامنا هم الطليعة لمستعمرينا، والمقدمة لجيوشهم المحتلة وقصورهم هى مراكز القيادة، وحراسهم هم حماة القهر والاستبداد.

بالثورة سحبنا مبرر الوجود لإسرائيل، وبها ألغينا التصريح لها باحتلالنا أرضا وإرادة.. كنا ندعو الله أن يولى أمورنا خيارنا ولا يوليها شرارنا، وكانت إسرائيل تدعوه بالعكس، وكنا ندعو الله أن يولى علينا من يخافه ويرحمنا، فجاءنا من لا يخافه ولا يرحمنا، وكأن الله يقول لنا لا تخافوا ممن لا يخافنى، ولا ترحموا من لا يرحمكم، حتى أستجيب لكم، ففعلنا، واستجاب.

لقد علمنا هؤلاء الحكام كيف ننهزم ونتخلف، ولكن إسرائيل علمتنا كيف ننتصر ونتقدم.. شكرا لإسرائيل.. وسحقا لهؤلاء!!!!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة