أحمد صلاح يكتب: إخوانى المسيحيين.. اطمأنوا

الأربعاء، 30 مارس 2011 12:12 ص
أحمد صلاح يكتب: إخوانى المسيحيين.. اطمأنوا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعور مؤلم جدا أن تجد نفسك فى منتهى السعادة وبجانبك من يشاركك السعادة وبداخله خوف كبير يصفق ويداه ترتجفان يزغرد وريقه ناشف يرقص وقدماه ترتعشان يدق قلبه فرحا وخوفا معا، وأنا وأنت عارفين أن إخواننا المسيحيين فرحتهم بالثورة كانت فرحة غير مكتملة ( على فكرة أنا معرفش أنت مسلم ولا مسيحى ولا غيره).

لأنك لو كنت مسيحى فأدعى أنك توافقنى ولو كنت مسلما أرجو أن توافقنى.. عانى المسيحيون من النظام السابق مثلهم مثل غيرهم من المسلمين فالفساد لا يفرق مع العلم ومع الأسف أن بعض الإصلاح يفرق!! عانينا معا الإحباط والإهانة.. التلفيق والإدانة.. التهميش والتفتيش والتزوير والتحقير والتخويف والتوقيف.. فكان الجميع ينتظر اليوم الذى يحترم فيه الإنسان وآدميته.

امتزجت مشاعر الفرحة لدى إخوانى المسيحيين بالخوف من المستقبل.. ماذا سيحدث لهم ؟ من سيحكم مصر؟ ما القوانين التى سيسنها؟ ما هو موقفه من المسيحيين ؟ ذلك الخوف المزمن الذى شارك فى خلقه من شارك سواء من النظام أو بعض المتطرفين من أصحاب الرأى ومن مشى وراءهم فى نهج استباحة دم وأملاك إخواننا المسيحيين أوعلى الأقل النظر لهم بدونية واستعلاء على أساس أنهم مواطنون "درجة تانية" !! سأفاجئك أنى كنت أحد هؤلاء ( مش إللى يقتلوا ) كنت أحد الغير محبين لإخواننا المسيحيين حتى شاءت الأقدار أن أصادق أحدهم وكان هو من الذين لا يكفون عن الحديث الإسلامى المسيحى وكم تعاركنا ( فكريا فقط ) وكم تجادلنا وتناظرنا وتداخلت معه ومع أصدقائه المسيحيين حتى أصبحوا جميعا أصدقاء لى ولم أجد فى سلوكهم معى ومع المسلمين عموما ما يقلقنى أو يضايقنى فالحق يجب أن يقال فى كل حال وبدأت أسأل نفسى لماذا كنت لا أحبهم ؟ هل هى شائعات أن الكنيسة عبارة عن مخزن أسلحة ؟! أم تخاريف أن الخطب والمواعظ فى الكنيسة تدعو لكره وحرب المسلمين ؟ أم سفاهة الادعاء أن القساوسة المصريين يرتدون اللون الأسود تعبيرا عن حزنهم على دخول الإسلام مصر وانتظارهم أن يلبسوا أبيض مثل القساوسة فى بعض البلدان الأخرى بعد رحيل الإسلام والمسلمين ؟! قتلت كل هذه المواضيع بحثا ولم أجد لها لا أساس ولا صحة.. خلى بالك دول بيمثلوا !! كلمة نصحنى بها أحد الأصدقاء ولكن الله أهدانى عقلا نقديا فعقلى لا يصدق قبل أن يفكر فهل من الممكن أن يمثلوا جميعهم على لمدة 7 سنوات ؟!!

نحن جميعا تربينا على العصبية القبلية ألا تذكرون شعار الانتخابات الأزلى انتخب فلان ابن الدائرة !! لماذا لا أنتخب الأصلح ؟ هل يمكن أن يصوت شخص لمرشح غير أخوه أو ابن عمه لأن برنامجه أصلح للمجتمع ؟!

المسيحيون أصحاب قضية وقد عانوا ويعانون.. وهم لا يبغون إلا الحياة بسلام ومحبه كما قرأت فى الكتاب المقدس فيكفيهم ما أصابهم سابقا من اعتداءات وتكفير وغيره مع أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذائهم والقرآن الكريم ذكرهم وذكر قساوستهم ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) المائدة 82 ... كثيرة هى الآيات والأحاديث التى تأمر بحسن معاملة الآخر ولا صحة أبدا لرواية تأمر بقتل أو كره أو إيذاء الآخر حاشا لله أن يأمرنا الله بذلك وتحيتنا هى السلام.

اطمأنوا إخوانى حتى بعد الخطاب الذى أزعج الجميع مسلمين ومسيحيين وحتى بعد إقحام الدين بين نعم ولا والوعود والوعيد بالجنة والنار على أبواب لجان الاستفتاء، فلا خوف أبدا من أن يحكم مصر اى متطرف حامل للسلاح طالما أن هناك انتخابات وتصويت، ملايين الأصوات التى قالت نعم لم تقلها لتحجز مكانها فى الجنة الموعودة ولكنها ربطت بين عودة الطمأنينة الاقتصادية والأمنية وبين نعم ولكل وجهة نظر نيتها الإيجابية ولكن الأمر سيكون مختلف بالطبع فى انتخابات المجلسين والرئاسة.

لطالما حلمنا بالديمقراطية وهى تحتم علينا الآن أن نحترم كل من يرشح نفسه فللكل أن يترشح وللشعب أن يختار وهنا سيتضح أن الشعب المصرى سيقرأ ويسمع ويناقش ويحلل برامج المرشحين ومن ثم سيختار ولكل صوت قيمه فى تحديد النتيجة ولا أتناسى أن هناك حشدا سيختار من يختاره الشيخ فلان وخلاص ولكن هناك من سيختار بنفسه لنفسه وهناك أيضا من يحب هذا الشيخ ولكنه سيختار من يراه أصلح وأهدأ وأبقى للوطن وهناك وهناك وهناكـ وليعلم الجميع أن الله يرى وأن هذا الصوت أمانة كبيره تحدد مصير أمه وسنسأل عليها يوم القيامة ويكفينا ما سنسأل عنه فدعونا لا نزيد الحمل حملا باختيارنا شخصا لا نرتاح ولا نثق فى نتائجه لمجرد أن الشيخ فلان قال كذا ( أليس هذا من الدين أيضا).

وأخيرا: ثقوا فى رحمة الله الذى أراد هذه الثورة وأنه سيكملها على خير إن شاء..
اطمأنوا جميعا اطمأنوا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة