د.فوزى حتحوت

مصر المستقبل

الإثنين، 04 أبريل 2011 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أتحدث عن مصر المستقبل لا أتحدث عن مصر من منظور الماضى، من خلال استلهام الماضى فى أعمالنا المستقبلية، ولكن سوف أتحدث عن مصر التى أتمنى أن تكون، مصر التى تحترم التعددية وتقدر المسئولية، وسيادة القانون العادل الذى لا مفر منه لكل من يحيا على أرض مصر.

إذا أردنا مصر المستقبل، علينا أن ندعم العديد من الآليات القادرة على صنع مصر المستقبل، بدءً من وضع آلية للمحاسبة والمسألة انتقالا إلى آليات الاختيار والبناء وصنع السياسات، إن المساءلة والمحاسبة على كافة مستويات الدولة سواء أكانت السلطة التنفيذية أو التشريعية أو القضائية، تضمين احترام القانون وتطبيقه، تطبيق يحسم ولا يميز ولا يتباطأ فى الإجراءات، وإذا أردنا هذا علينا أن نبدأ فى تحديد المهام ووضوحها بشكل لا يخلق اللبس عند المنفذين والمسئولين والمتعاملين، دعونا نضع أسساً مصر المستقبل التى لا تمييز فيها بين المواطنين ولا تستغل فيها الحصانات، والكل فيها خاضع للقانون، من رئيس الجمهورية إلى الوزير إلى الخفير.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا تدعيم السلطة القضائية بالمزيد من الكفاءات والمهارات من خلال آليات واضحة للاختيار تسمح باختيار الكفاءات بشكل يسمح بعدالة ناجزة وسريعة، ووضع الآليات الكفيلة للمسألة فى حالة الانحراف بالسلطة أو استغلال النفوذ بشكل يؤكد دومًا على نزاهة القضاء واستقلاله، وتأكيد سيادته ومسئوليته أيضًا فى حالة الانحراف والخطأ... فكلنا بشر وكلنا معرضون للخطأ.. ولا أحد فوق القانون.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نحدد مدد شغل المناصب الانتخابية بشكل واضح لا لبس فيه سواء داخل الأحزاب السياسية أو مؤسسات الدولة أو مؤسسات المجتمع المدنى، بشكل لا يسمح بتجاوز هذه المدد، ووضع آليات العقاب الواضحة فى حالة الإخلال بهذا التحديد.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نضع آليات واضحة لتحقيق الديمقراطية وللتداول السلطة فى مؤسسات الدولة، وأن ليس هناك من هو فوق القانون، وعقاب من لا يحترم آليات الانتقال أو العبث فى آليات الانتقال وتداول السلطة، بشكل يردع كل من يحاول العبث فيها.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نتبنى تعليم يبنى الكفاءات والمهارات العقلية والجسدية والمعنوية بشكل يحمى مصر المستقبل ويدعم تطورها، نحتاج مهارات فكرية وإبداعية وتنمية بشرية ومعلومات حقيقية يستفيد منها الطالب أو التلميذ، وتزيد من رغباتهم فى الدراسة والعلم، نحتاج مدارس بلا أسوار يذهبها الطلبة وهم فى سعادة لتوافر الأنشطة واحترام قدراتهم والعمل على تنميتها وتطويرها، نحتاج مدرسين تربويين ومهنيين ومحترفين فى مجالاتهم يبنوا عقلية التلميذ والطالب لهم أبحاثهم وكتبهم ومهاراتهم فى التنمية البشرية والتربوية.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نبنى مؤسسات صحية لها آليات تضمن احترم المريض وتضع أفضل سياسات الإدارة الصحية والعلاجية، وقادرة على عقاب المقصر داخل المؤسسة الصحية سواء فى طقم التمريض أو العلاج أو المستوى الإدارى والمالى أو المشرفين أو الدكاترة المعالجين.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نبنى دولة المؤسسات الخاضعة للمساءلة والمحاسبة وآليات الاختيار الواضحة، وليس دولة الأشخاص ودولة الخطابة والعبارات الرنانة، نريد دولة تقوم على طرق اختيار علمية واضحة وسياسات مؤسسية تخدم الدولة وليس الأشخاص أو النظام.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نحترم العلاقات بين الأزواج بعضهم ببعض والأبناء من جهة أخرى فى الأسر، ولا نصنع مناخ يضيع معه هيبة الأسرة، ويفقد أحدهم حقه أو تقوية طرف على حساب الطرف الآخر، محتاجين قوانين تحمى الأسر المصرية بشكل لا يؤدى إلى استقواء طرف على آخر بدون حق وبدون ضوابط، إن عودة الأسرة المصرية سياج قوى نستطيع أن نعبر به إلى المستقبل إذا أحسنا احترامه وتوعيته.

إذا أردنا مصر المستقبل علينا أن نحترم حقوق الإنسان الأصيلة واللصيقة بنا بشكل أساسى، وعلينا أن نوفر طرق ومواصلات تحمى سلامة الأشخاص وممتلكاتهم، ننشأ حدائق يجد فيها المواطن المصرى سبيل لتجديد حيويته، وتساعده فى تأمله وانطلاق أحلامه، وتسهم فى بناء لياقته الذهنية والصحية والنفسية، نحتاج حدائق بلا أسوار يدرك فيها المواطن حريته، نريد أرصفة بلا أسوار تحسن من نفسية وحركة الإنسان وحريته.

ما أسهلها من أمنيات، وما أسهل تحقيقها أن خلصت النوايا وخلص التخطيط الواعى لمصر المستقبل، مصر التى تفكر فى المواطن وسعادته وبناء مهاراته من أجل حياة كريمة له ولأولاده إنها مصر المستقبل.

*خبير قانونى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة