مناظرة حامية حول حديث البخارى عن السيدة عائشة

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008 02:05 ص
مناظرة حامية حول حديث البخارى عن السيدة عائشة البخارى .. هل معصوم من الخطأ؟!!
كتب عمرو جاد وحاتم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أذاعت قناة الصفوة التابعة لشبكة أوربت، حلقة حوارية نقاشية ساخنة من برنامجها الشهير "على الهوا"، لمناقشة مقال الباحث إسلام بحيرى، الذى نشرته اليوم السابع فى العدد التجريبى الأول للجريدة، وأثار جدلاً واسعاً، فى الأوساط الدينية والصحفية، وكانت الحلقة أشبه بالمناظرة الحامية بين بحيرى والدكتور عبد المهدى عبد القادر أستاذ علوم الحديث، الذى أصر على فكرة أن البخارى معصوم مثله مثل الأنبياء ولا يجوز أن يخطأ أو يسهو، بينما أصر بحيرى على فكرة إعمال العقل وعدم تقديس كل ما جاء فى كتب التراث. واستمرت حلقة البرنامج قرابة الساعة والنصف ساعة، تخللها مداخلات ونقاشات طويلة بين بحيرى وعبد المهدى، وأدار النقاش الإعلامى جمال عنايت.

القضية التى أثير حولها الخلاف هى مسألة زواج النبى عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة بنت أبى بكر .. ففى حين ينحاز عبد المهدى عبد القادر للرأى السائد القائل بأن السيدة عائشة كانت تبلغ عند زواجها من النبى 9 سنوات، ساق بحيرى أدلته التى تفيد أن سن السيدة عائشة وقت زواجها بالرسول كان 18 عاماً.

وبدأ د.عبد المهدى حديثه بالتأكيد على أن هناك إجماعاً من علماء الأمة على صحة حديث البخارى عن زواج النبى من السيدة عائشة وهى فى سن 9 سنوات، لأن الحديث إسناده متصل ورواته ثقات .. مما استدعى بحيرى للرد بأن البخارى بشر مثله يتذكر ويسهو، وإنه أورد أسماء أناس ماتوا من سنين فى حوادث معروفة، مثل حادثة الإفك، التى ذكر فيها أن الصحابى سعيد بن معاذ كان يجلس فى المسجد وقت وقوع الحادثة، فى حين أنه كان قد توفى قبل هذا التاريخ بعامين، كما أجمعت كتب التراث، كما أشار بحيرى على أن وجود بعض الأخطاء البشرية لا تنقص من قدر الإمام البخارى، ولا من عظمته وعظمة مجهوده فى جمع الأحاديث.

من الدلائل التى استند إليها إسلام بحيرى، هو أن حديث زواج الرسول بالسيدة عائشة أتى من جانب راوٍ واحد هو هشام بن عروة الذى يرجع نسبه إلى أبى بكر الصديق، وهو راوٍ نعتته كتب التاريخ بـ"المدلس" .. وسبق وأن شكك فيه الإمام مالك ولم يأخذ منه ولا حديث على الرغم من أنه قابله ورآه، أى أن هناك علة فى سند الحديث .. ويسترسل إسلام بحيرى فى شرح هذه النقطة، مؤكداً أن هشام بن عمر حينما قص هذا الحديث على العراقيين، فى قدمته الثالثة للعراق، قصة عن شخص عن أبيه بادئاً بـ"عن"، ولم يبدأ حديثه بـ"سمعت أبى أو أخبرنى" كبدايته فى الأحاديث التى كان يرويها للعراقيين فى قدمته الأولى والثانية، وهنا اعترض الشيخ عبد المهدى قائلاً إن التدليس ليس عيباً ولا ينقص من قيمة الحديث، إلا إذا كان فيه "عنعنة" أى قول الراوى إنه تلقى هذا الحديث عن "فلان"، وليس أن يقول أخبرنى فلان أو سمعت فلان .. وهنا قال بحيرى إن الروايات الأربع للحديث المختلف عليه جاءت بها عنعنة .. فتدخل عنايت قائلاً: إذن تحقق شرط التدخل بالدراسة من جانب الباحثين، كما فعل بحيرى.

الدليل الآخر الذى استند إليه بحيرى، هو الخط الزمنى الذى استندت إليه كتب التاريخ فى قياس عمر السيدة عائشة مقارنة بأختها أسماء، حيث أجمعت هذه الكتب على أن أسماء تكبر عائشة بـ10 سنين، وهى مولودة قبل الهجرة بـ 27 سنة، والرسول تزوج عائشة فى نهاية العام الأول من الهجرة، هو ما يؤكد أن عمرها عند الزواج 18 عاماً واستشهد بحيرى على هذه الحسابات بكتب التاريخ مثل البداية والنهاية وتاريخ الذهبى، مشيراً إلى أن البخارى فى كتابه "التاريخ الكبير" لديه أحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة، مما دفع الدكتور عبد المهدى، ليقول له إن هذا الكتاب يترجم للرواة بما فيهم من ضعف، وهو الرأى الذى وصفه بأنه سيغضب تلاميذه من دارسى الحديث.

كما استدل بحيرى أيضاً برواية عائشة حين قالت: "لقد أنزل على محمد بمكة، وإنى جارية ألعب ببناتى - أى بعرائس لى – "بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"، والمعلوم بلا خلاف أن سورة (القمر) نزلت بعد أربع سنوات من بدء الوحى بما يوازى (614م)، فلو صدقنا رواية البخارى تكون عائشة إما أنها لم تولد أو أنها رضيعة حديثة الولادة عند نزول السورة، لكن عائشة تقول (كنت جارية ألعب) أى أنها طفلة تلعب، فكيف تكون لم تولد بعد؟ وهو الأمر الذى لم يستطع الدكتور المهدى أن يرد عليه، واكتفى بالقول بأن إسلام متعصب لرأيه وكل همه الهجوم على البخارى.

بحيرى ذكر أيضاً أن الألبانى ضعّف 4 أحاديث للبخارى، مما يعنى أن البخارى ليس إلهاً منزهاً عن الخطأ، وهو الأمر الذى دفع د.المهدى" أن ينفعل قائلاً "أنا عندى آية فى القرآن تقول إن البخارى معصوم من الخطأ وهى "ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبين له الهدى وتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصليه جهنم وساءت مصيراً"، وهو الأمر الذى رد عليه بحيرى بأن هذه الآية ليست دليلاً على معصومية البخارى لأن العصمة فقط للرسول (ص).

بعد ذلك توالت المداخلات على البرنامج بعضها يشيد بوجهة نظر إسلام بحيرى وشجاعته على تقديم أفكاره على الرغم من الهجوم المتوقع عليه جراء هذه الوجهة، فيما هاجمه البعض الآخر معللاً ذلك بأن مثل هذه الأفكار تسبب بلبلة فى عقول المسلمين.


موضوعات متعلقة:

◄ موضوعات الباحث إسلام بحيرى
◄ زواج النبى من عائشة وهى بنت 9 سنين.. أكذوبة!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة