أشــــــرف العشماوى يكتب: حجرة رئيس الوزراء

الأربعاء، 20 أبريل 2011 01:49 م
أشــــــرف العشماوى يكتب: حجرة رئيس الوزراء أشــــــرف العشماوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالب شباب الثورة رئيس الوزراء بوضع آلية للتواصل مع الحكومة، ولأن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار..الخ، فقد استجاب الدكتور عصام شرف وخصص لهم حجرة برئاسة مجلس الوزراء، بهدف مشاركتهم فى صنع القرار .

هى خطوة أحسب أنها حملت قدرًا من المبالغة، وغلبها بعض الحماس، وبعيدًا عن حسن النوايا فإن صنع القرار لا يبدأ بالكامل فى أغلب الأحيان من مجلس الوزراء، وإنما ينتهى هناك، والفارق كبير، ومع الظروف التى تمر بها البلاد وتلاحق الأحداث وسرعة إصدار القرارات فى أحيان كثيرة، يبدو لى أن المشاركة الشبابية فى صنع القرار كان يتعين أن تبدأ من القاعدة لا من القمة، فصنع القرار يكون من دواوين الوزرات وإدارات الهيئات العامة، وصنع القرار يحتاج الى رؤية وخبرة وإلى تجربة أيضًا ولا مانع من الخطأ حتى نتعلم الصواب، والخبرات لن تتأتى من مراجعة أوراق فى حجرة بمجلس الوزراء، وإنما تتراكم يومًا بعد يوم من خلال التفاعل مع تجارب مختلفة، والاستماع إلى وجهات نظر متعددة، ثم دراسة الوضع عن قرب والتعرف إلى المشكلة على طبيعتها، لا على ما آلت إليه فى شكل تقارير حكومية، ربما ما زالت متأثرة بالبيروقراطية المتفشية فى إدارات عمومية كثيرة، وهى تبطن أكثر مما تظهر بالنسبة لحقيقة الوضع، والذى بات هنا أشبه بمن يستطلع الأمر من مبنى عال على ما يحدث فى شارع جانبى فلن يحصل على صورة كاملة للمشهد ليقف على حقيقته، وبالتالى لن يصفه كاملاً مهما تدلى بجسده من النافذة، فضلا عن مخاطر السقوط، والأدق والأصح أن ينزل إلى الطريق ليرى ويسمع، ثم يصعد المبنى طابقًا بعد الآخر ليرى الصورة من مسقط رأسى، فيقف على كل ملامحها وتفاصيلها، حتى يلم بها ويحفظها عن ظهر قلب، فيستطيع أن يُقيمها ومن ثم يشارك فى اتخاذ القرار الصحيح بشأنها.

إذا كنا نريد للشباب مشاركة حقيقية إيجابية، فلتكن مشاركتهم من الهيئات العامة والوزارات، من مواقع العمل من الإدارات الفنية المختلفة يتحملون فيها المسئولية، ويواجهون المشاكل على حقيقتها، ويشاركون كمساعدين للوزراء أو نواباً لرؤساء الهيئات، فمن يرى ليس كمن يسمع، ولنبدأ بالقطاعات الحيوية التى تحتاج حماسهم، وتستوعب طاقاتهم، وقتها سيشعرون أنهم يشاركون فى القرار ويصنعونه، ولنجعل من هم أكثر منهم خبرة وأكبر سناً يراجعونه فنكون منطقيين فى ردود أفعالنا بعد الثورة، وصادقين بشأن حماسنا لمشاركة إيجابية للشباب فى صنع القرار فى نفس الوقت.

أما أن يتكدس الشباب فى حجرة برئاسة الوزراء لتتشكل منهم لجنة استشارية، لتشارك بصفة دائمة فى كافة القرارات التى تتخذها الحكومة مع مناشدتهم التعاون مع كبار السن – وأنا هنا أنقل حرفياً عن جريدة الأهرام - فإننى أرى إنه أمر قد يقضى على رؤيتهم ويضيق من أفقهم، ويحتاج إلى آلية أكثر تفصيلا للاستفادة منهم، كما وأنه لا يتفق مع المنطق الطبيعى للأمور، من عدم توافر خبرات الاستشارة والمراجعة لمن يبدأ الطريق، وهو ما يعكس من وجهة نظرى، رغبتى فى مشاركة أكثر اتساعاً للشباب من حدود حجرة يجتمعون فيها.

أما تلك الحجرة فشيوخنا الـأجلاء وكبار السن الذين أشار اليهم رئيس الوزراء فى تصريحه هم أولى بها، يخلدون فيها الى الراحة والهدوء والسكينة، إذ ربما نحتاج لخبراتهم المتراكمة على مدار نصف قرن، أو يزيد من العمل السياسى، عند إصدار القرار فى حكومة شباب 2011 !! والله من وراء القصد .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة