أحمد سيد قطب يكتب: لماذا هذا التعميم يا أستاذ فهيم؟

الجمعة، 29 أبريل 2011 01:39 ص
أحمد سيد قطب يكتب: لماذا هذا التعميم يا أستاذ فهيم؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت مقالاً فى جريدة اليوم السابع بعنوان "معلمون لا يعرفون شرف الكلمة" للكاتب محمد فهيم وتعجبت مما قرأت، لأن فيه ظلم بين لفئة كتب الله عليها العزة إلى يوم الدين بذكرها فى كتابه المجيد وكتبت عليها الدولة الذلة إلى الممات بقوانينها المسلوقة والخالية من رائحة الزفر.

فتكلم الكاتب عن سلبيات كثيرة موجودة فى المدارس ولا ينكرها أحد، لكن هل كان المعلم سببها؟

تكلم الكاتب عن القمامة الموجودة فى المدارس وتكلم عن الحوائط المشقوقة وغير المدهونة وتكلم عن قذارة الفصول وتكلم عن المقاعد المكسورة وكلها أشياء ليس للمعلم دخل فيها بل هى مسئولية أساسية من مسئوليات أى دولة محترمة تستثمر فى أبنائها
كما تكلم عن المعلم المدخن والمتأخر عن الحصة والمعلم سليط اللسان والمعلم صاحب البوتيك (وهو ما يذكرنى بنواب القروض ونواب الكيف وخلافه من التصنيفات الشهيرة) ودعنى أزيدك من الشعر بيتين هل تعلم أن فى إحدى المدارس يقوم المعلمون يوم الخميس بعمل جمعية لشراء شريط فياجرا ويلعبون مباراة كرة قدم فيما بينهم والفريق الفائز يحصل على شريط الفياجرا تحت شعار (قرص لكل معلم) ولكن هل يمكن التعميم على كل المعلمين بأنهم مدخنون ومهملون وسليطو اللسان وماديون وفياجريون؟ بالطبع لا لأن الحكم المطلق هو حكم ظالم.

لكن ما الذى أدى إلى ظهور هذا التصنيف للمعلمين لنبدأ بالمدخن الذى يعتقد بأن التدخين وسيلة للتنفيس عن الكبت الذى يعيشه والظروف الغير الملائمة وكثرة التفكير فى الراتب الذى يأتى مرة واحدة فى الشهر ويتم صرفه أيضا مرة واحدة فى الشهر وليس مهما باقى أيام الشهر.

أما المعلم المتأخر فهو قد تأخر أما بسبب بعد المسافة بين محل عمله ومحل سكنه (البعض يركب ثلاثة مواصلات يوميا للوصول إلى مدرسته) أو بسبب التعب من العمل طوال اليوم المنقضى وليس هناك فارق إذا كان العمل فى الدروس الخصوصية أو البوتيك.

أما المعلم سليط اللسان فهو نتاج ثقافة الصوت العالى التى ظهرت فى المجتمع المصرى وثقافة ( ناس ما بتجيش إلا بالعين الحمرا) ووداعا للنقاش المتحضر بصوت هادئ، وكل هذه الضغوط تؤدى فى النهاية إلى مهرجان (قرص لكل معلم).

واصل الحكاية أنك تبدأ دراستك الجامعية وتفاجأ بأن النجاح يكون بشراء الكتاب وعمل البحث حتى لو كان البحث مكتوب به ريان يا فجل (وطبعاً ليس كل أساتذة الجامعة يتعاملون بنفس الطريقة) فتسقط أول مظاهر الإعجاب والاقتناع بمهنة التدريس.

ثم تتخرج وتبدأ فى العمل وعندما تتأخر تفاجأ بأن مدير المدرسة قام بالتوقيع بالنيابة عنك فى دفتر الحضور والانصراف (قال يعنى كده بيساعد وأنت صعبان عليه) وإذا تأخرت فى الحصة الأخيرة والتى غالباً لا تم تدريسها فى مدارس كثيرة فى مصر تجد العامل يرسل لك ابنه يقول لك ( أبويا بيقولك لما تخلص اقفل المدرسة والسلسة اهى).

ثم تتزوج وتجد بأن الراتب لا يكفى لنهاية الشهر فتبدأ إما بالدروس الخصوصية أو تفتح بوتيك وهنا يبدأ عفريت الرشوة فى الظهور لكى تراضى المدير والمشرف (الموجه) وأحيانا العامل
وأثناء كل مراحل تطور حياة المدرس هناك شبح الدونية التى يحس بها بسبب أفلام ومسرحيات لنجوم اشتهروا وحصدوا الملايين فقط بسبب السخرية من المدرس فى إحدى مسرحياتهم والتى كانت سببا فى تدمير قيم وأخلاقيات كثيرة لأجيال أكثر.

وكل ما يحدث هو بسبب الإهمال فى هذه الفئة وتعمد إذلالهم مرة بامتحانات للكادر ومرة بإقرار حق ولى الأمر فى مقاضاة معلم بدلاً من التحقيق معه تحقيق إدارى فقط حتى وصلنا لاعتداء الطلاب على المعلمين بالسب والضرب والأسلحة البيضاء.

وأخيرا يأتى الكاتب فى نهاية المقال ليتهم جميع المعلمين بأنهم أهملوا واجبهم واتجهوا نحو التهديد والوعيد من أجل رفع الرواتب وهم ليسوا فى حاجه إليها ونسى أن ليس كل معلمى مصر هم تلك الفئة التى لديها مجموعات دروس خصوصية من من الصباح الى المساء وأيضا ليس كل معلمى مصر هم من تراهم فى العاصمة أصحاب مراكز الدروس الخصوصية يا سيدى مصر بها 27 محافظة وآلاف القرى والعزب والنجوع وليست كلها قاهرة المعز.

ويا سيدنا لقد قامت الثورة ووعد وزراء كثيرون برفع رواتب موظفى وزاراتهم أما السيد وزير التربية والتعليم فكل ما فعله هو رفع رواتب وحوافز موظفى ديوان عام الوزارة وموظفى مراكز التدريب وهم أصلا ليسوا فى حاجه لهذه الزيادات لأنهم ذهبوا هناك بسبب الرواتب الفايف ستارز ونسى أن الوزارة يتبعها حوالى مليون معلم لو قرروا الإضراب عن المراقبة والتصحيح فى امتحانات الثانوية العامة لقتله أولياء الأمور.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة