اختطاف سائحى الوادى الجديد ليس الأول

عصابات الأفارقة تعربد فى جنوب مصر .. الثغرة الجديدة

الإثنين، 22 سبتمبر 2008 09:43 م
عصابات الأفارقة تعربد فى جنوب مصر .. الثغرة الجديدة عشرات الأفارقة يسكنون جبال أسوان وأقسام الشرطة تكتظ بهم
بقلم جمال الشناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيا كانت نتيجة المفاوضات التى تجريها أجهزة الأمن المصرية بالتعاون مع سفارات ألمانيا وإيطاليا بالقاهرة والخرطوم والعاصمة التشادية نجامينا لاسترداد السائحين والمصريين الذين تعرضوا للاختطاف، ستظل القضية الأساسية متعلقة بالفوضى التى تعم الحدود الجنوبية، فهناك من الشرق جبل علبة، حيث مسار تهريب البشر من إريتريا والسودان متخذين خط سير إلى أقصى الحدود الشرقية بحثا عن فرصة للهروب إلى إسرائيل عبر سيناء آلاف الأميال يقطعها المتسللون عبر مصر إلى سيناء، وسبق للسلطات المصرية أن كشفت عن خطوط سير المهربين بل وقعت اشتباكات بين سلطات الأمن وعصابات التهريب وسقط خلالها قتلى وجرحى.

فى جنوب أسوان عانت البلاد كثيرا من عصابات التهريب عبر دروب جبلية وعرة، أشهرها درب الأربعين الذى نقل أسلحة ومخدرات إلى مصر طيلة السنوات الماضية، واستخدمت هذا المسار الوعر الكثير من العناصر الإرهابية، وقيل إن صفقات الأسلحة الصينية فى الصعيد تدخل البلاد عبر هذا الوادى الذى غاب عن الاهتمام الأمنى منذ نهاية المواجهة الحاسمة لجماعات الإرهاب فى التسعينيات.

أيضا الحدود الجنوبية الغربية وخصوصا وادى الجلف الكبير الذى يمثل نقطة التقاء بين الحدود المصرية السودانية والتشادية.. وهذه المنطقة التى تبلغ مساحتها 54 ألف و532 كيلو مترا مربعا.. تحولت إلى منطقة جذب للسياح الألمان والإيطاليين منذ إعلام وزارة البيئة المنطقة محمية طبيعية.. وبات الدخول إليها يحتاج إلى تصاريح من عدة جهات..الجلف الكبير بوديانه والحياة البرية فيه بات ساحرا.. وتؤكد الأرقام الرسمية أن الإقبال يتزايد على المنطقة.

وحسب السجلات الأمنية فقد سجلت حوادث مشابهة لحادث الاختطاف الذى وقع.. ويفرض المتمردون من دارفور وعصابات من شمال السودان سيطرتهم على المنطقة كثيرا ما اجتازوا الحدود إلى حيث السياح والشركات العاملة فى هذه المنطقة.

وشهد العام 2008 حالة اجتياز مسلح للحدود المصرية من جانب تلك العصابات.. وهاجموا إحدى رحلات السفارى فى تلك المنطقة وحسب مصدر أمنى.. أكد لليوم السابع أن الهجوم الذى وقع فى وقت سابق من هذا العام.. أسفر عن سرقة سيارتى لاند كروزر إضافة إلى أمتعه السياح.. وهواتفهم المحمولة.. ونقودهم.. وهربوا إلى داخل الحدود السودانية.. وتركوا السياح والسائق المصرى فى الصحراء حتى استطاعوا الوصول إلى إحدى الخيام التى يقيم بها السياح وتم إبلاغ الشرطة والسلطات.. وكثيرا ما تحدث حالات عبور فى تلك المنطقة من عصابات وأبناء القبائل من شمال السودان وربما متمردى دارفور.. خاصة إن الحادث السابق كان الجناة يرتدون ملابس عسكرية.

أيا كانت نتيجة المفاوضات.. فإن حوادث الاقتحام للحدود الجنوبية من المناطق الثلاث تتم بشكل منظم.. سواء من الإريتريين والسودانيين.. وأن حالة من التهاون الأمنى مع المتسللين ربما يرجع السبب إلى عدم رغبة السلطات الأمنية فى هذه المنطقة فى إثارة مشاكل مع دول الجوار الأفريقى.

وحسب مصادر أمنية فإن آلاف من المتسللين يعبرون الحدود بشكل يومى وأن جبال جنوب أسوان باتت تمتلئ بالعشرات منهم ينتظرون اللحظة المناسبة للدخول إلى أسوان.. حيث محطة القطار الذى يقلهم إلى القاهرة.. وأن فريق منهم يستخدم الطريق الساحلى المتجهة إلى الغردقة.. وأن رجال الأمن يواجهون مشاكل فى التعامل مع الأعداد الكبيرة للمتسللين وأن نشاط عصابات أصبحت منظمة.. وتقيم علاقات مع نظيرتها على الطرف الآخر من الحدود.. ولم تعد محاولات فردية للباحثين عن فرصة عمل أو الحالمين بترانزيت للسفر إلى أوروبا أو حتى إسرائيل عبر مصر.

ارتفاع أعداد المقبوض عليهم فى أسوان والغردقة يؤكد إلى انتشار الحلم بين الأفارقة من جنوب خط الحدود فى السفر إلى مصر.. وهو ما يفسر سر ارتفاع عدد محاولات التسلل لأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل وإلا من أين جاءت كل هذه الحشود العابرة للحدود.. والتى تكتظ بها غرف الحجز فى أقسام الشرطة بأسوان والبحر الأحمر.

الظروف الصعبة التى يعيشها رجل الأمن فى الدروب والجبال الجنوبية يحتاج منا إلى إعادة النظر فى وسائل التأمين حتى لا يعانى جنوب مصر مما يعانيه الجنوب الأوروبى.. مع الفارق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة