مفاعل ديمونة .. شبح تشيرنوبيل فى المنطقة العربية

الأحد، 05 أكتوبر 2008 12:40 م
مفاعل ديمونة .. شبح تشيرنوبيل فى المنطقة العربية مفاعل ديمونة يمثل خطراً على الشرق الأوسط
كتبت ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفاعل ديمونة "فزاعة إسرائيل الكبرى" لجيرانها العرب، فعلى مدار 44 عاماً هى عمر المفاعل، عانت الدول العربية من مخاوف كبيرة، ليس أقلها ما ينتجه من أسلحة دمار شامل، تميل بميزان التفوق النوعى كثيراً لصالح إسرائيل وتجعل الحل العادل للاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية حلما بعيدا. فقد عاشت الدول العربية على مدى العقود الأربعة الماضية كابوس انفجار مفاعل ديمونة أو حدوث تسريبات إشعاعية خطيرة منه على غرار مفاعل تشيرنوبيل، فإلى متى يظل مفاعل ديمونة خطراً على العرب؟ وهل يمثل خطراً مباشراً على مصر تحديداً؟

لا خطر على مصر
"ديمونة لا يمثل خطراً على مصر" كما يقول اللواء طلعت أبو مسلم الخبير الاستراتيجى، الذى أوضح أن هناك فرقا بين التعامل مع المفاعل عن قرب كما فى حالة العاملين به، والتواجد على مسافات بعيدة عنه، "فالإشعاع له قدرة معينة على الاختراق ويقل إلى النصف فى حالة اختراقه لجدران المفاعل وقد ينخفض أو يتلاشى تماماً عند وصوله للحدود المصرية".

وعن تأثير المفاعل على الدول العربية الأخرى القريبة منه، يقول اللواء أبو مسلم:
بين الحين والآخر تصدر الدول العربية القريبة تقارير تطمئن بها مواطنيها من عدم وجود خطورة أو إشعاعات متسربة من المفاعل تصل إلى هذه الدولة، خاصة بعد أى خبر عن وفاة أحد العاملين بالمفاعل أو إصابته. فالأردن مثلاً والتى تبعد حدودها بحوالى 40 كيلو متراً عن المفاعل، صرحت فى يونيو الماضى أن مستوى الإشعاع فى كافة أنحاء الأردن لا يتخطى المعدلات المقبولة، وخاصة فى الأماكن القريبة من مفاعل ديمونة.

البحث عن المعلومات
اتفق اللواء طلعت أبو مسلم والدكتور محمد قدرى المستشار العسكرى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حول أن "المعلومات هى العامل الرئيسى الذى تحتاجه الدول العربية لأخذ موقف من إسرائيل بخصوص ديمونة"، حيث يرى أبو مسلم أن الدول العربية إذا أرادت التحرك فيجب أن تملك معلومات عن الحالة التى وصل لها المفاعل وكم الإشعاع الناتج عنه والتحقق من احتمالية وجود مخاطر أخرى قد تنتج عنه.

أما د.سعيد، فيرى أنه يجب أولاً معرفة حجم الإصابة التى تعرض لها العامل، وهل حدثت بالفعل بسبب انتهاء العمر الافتراضى للمفاعل أم لوجود خطأ داخلى فى إدارة المفاعل، وأضاف "ولكن بعيداً عن هذا أو ذاك، وجود المفاعل فى هذه المنطقة يمثل خطراً علينا جميعاً وحتى خطراً على إسرائيل ذاتها".

يؤكد اللواء أبو مسلم، أن الحصول على المعلومات اللازمة فى هذا الأمر قد يكون أمراً صعباً، خاصة وأن البرنامج النووى الإسرائيلى يعد سراً من الأسرار القومية، وإسرائيل كانت دائماً تنكر خطورة المفاعل، لكن الدكتور قدرى يرى أن وجود الأمر على صفحات الجرائد وفى وسائل الإعلام كافة وطرحه فى مجلس الأمن سيجبر إسرائيل على التعليق على حالة المفاعل، وطرح سيناريوهات لتنفيذ مطالب الدول العربية بضرورة الحصول على معلومات حول المفاعل، الأول يقضى أن ترفع جامعة الدول العربية الأمر للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى بدورها تقدمه لمجلس الأمن، والثانى يكون بشكل فردى حيث تقدم مصر طلباً للحكومة الإسرائيلية عن طريق سفيرها فى مصر، تسأل فيه عن الحالة الفنية لمفاعل ديمونة، وهو ما ستسعد به الحكومة الإسرائيلية كثيراً أو بشكل ثنائى بالتعاون مع الأردن، أو بشكل ثلاثى بالتنسيق ما بين مصر والأردن وموريتانيا التى تملك علاقات سياسية جيدة مع إسرائيل.

من ناحية ثانية يرى د.سعيد أن استصدار أى قرارات ملزمة من مجلس الأمن لإسرائيل بخصوص برنامجها النووى، يعد أمراً صعباً بسبب وجود الفيتو الأمريكى، ولكن اللواء أبو مسلم يرى أن الدول العربية لديها إمكانيات للضغط لتحقيق أهدافها مثل الضغط على الولايات المتحدة من حيث التسهيلات العسكرية التى تقدمها لها الدول العربية واستخدام سلاح الصادرات النفطية العربية، إذا كنا مستعدين كدول لاستخدامه, كما أن العلاقات مع الصين وروسيا من الممكن أن تكون أحد عناصر الضغط.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة