حنان حجاج

ألاعيب الديب

الجمعة، 22 يوليو 2011 03:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يفعله فريد الديب بمصر الآن؟ ومن الذى سمح له أصلا بفعل هذا؟ الديب يتعامل معنا باعتبارنا مجموعة من الأطفال يجلسون فى خيمة سيرك كبير ويخرج علينا مرتديا روب الساحر العظيم ليمارس ألاعيبه السحرية التى تتعلق بها العيون وتتوقف لها الأنفاس، بينما الساحر الوحيد على مسرح القانون فى مصر يصول ويجول بتصريحات وحوارات ومفاجآت تتراوح بين السخرية من عقولنا من نوعية أن مبارك كان مع الثورة، مرورا بأنه لا يملك من حطام الدنيا شيئا سوى معاشه الضئيل، والتلاعب بأفكارنا وأعصابنا بتصريحات طبية وتشخيصية دقيقة يطلقها بحرفية غريبة، ربما تنبأ عن كون الديب مارس يوما مهنة الطب بجوار مهنة الدفاع عن الجواسيس والقتلة، كل الشعب، بما فيهم رجال القانون والقضاء المحترمون، أصبحوا مجرد مشاهدين لا يملكون من أمرهم شيئا، بينما الديب يمارس عروضه السحرية العجيبة.

الديب بدأ مبكرا دفاعه عن موكله الرئيس المخلوع، لكنه دفاع خارج قاعة المحكمة وخارج سياق أخلاق المهنة التى تمنع بالتأكيد التضليل، بل بتحدٍ غريب لسياق آخر أكثر حضورا وأهمية، سياق الثورة والوطن الذى يعيد تطهير نفسه ويبحث فى الوقت نفسه عن حقوقه، كل هذا ينكره الديب الآن ليظل كما كان دوما خارج سياق الإجماع الوطنى، عازفا لحنه الخاص الذى يبدو وكأنه لا يبتغى منه سوى المال، بينما كل الحسابات الأخرى تبدو وقد قتلها الديب عامدا متعمدا وبدم بارد، فلا حسابات للوطن، ولا حسابات للدين، ولا حسابات لأبناء هذا الشعب الذى كان الديب يقف متحديا له بدفاعه عن جواسيس إسرائيل، هو نفسه فريد الديب الآن الذى يقف معاكسا لتيار مصرى عارم يطالب بالمحاكمة والقصاص وإعادة حق المصريين من الرئيس المخلوع.

هذه قناعاته أو قل حساباته، ولكن ليس من حقه وهو المحامى المخضرم والعقر، كما يقولون، أن يبدأ تلك المرافعة المبكرة بالتضليل المتكرر، ولا نملك رسميا أو حتى شعبيا، سوى أن يخرج بيان لاحق لتصريحاته من وزارة الصحة يؤكد كذب ادعاءاته، ودعوات حارة من قلوب المصريين عليه بأن يصاب هو بما يدعيه، وتكفى تعليقات القراء على تصريحاته، بينما المدهش حقا ووسط كل ما يفعله الديب ألا نسمع صوتا رسميا واحدا «يشخط» فيه ويقول له كفى تضليلا وتلاعبا بالرأى العام المصرى والدولى، فما يفعله فريد فيما أظن، ويفتى فى هذا أساتذة القانون، يعتبر جريمة تضليل وتلاعب بالرأى العام يمارسها الديب باستفزاز وبرود غريبين، والأدهى أنه يمارسها فى ظروف استثنائية لا مجال لأن يترك فيها هكذا، فهل يملك أحد فى هذا البلد أن يسأل الديب الصمت، أو أن يحاكم الديب على التضليل والبلبلة التى يحدثها، وأصلا هل يمكن أن يربط أحد بين ما يفعله الديب الآن وبين ما تشهده مصر من ثورة مضادة اعترف بها الجميع، وعلى رأسهم السادة قادة المجلس العسكرى أنفسهم.. إن فريد الديب الذى ما زال حتى الآن غير متأثر بالثورة، ولن يتأثر بها، هو نفسه المحامى الذى لا ولاء له سوى لموكله الذى يدفع له، ولن يتغير، بينما لم ينس رجال القانون محاميا بارعا اسمه الهلباوى الذى أصبح عدوا للشعب عندما وقف فى محاكمات دنشواى ممثلا للإنجليز، وظل طوال عمره يحاول التكفير عن خطيئته تلك، ولم يغفرها له المصريون حتى وهو يتطوع مدافعا عنهم فيما بعد مجانا، فهل يعتقد فريد الديب أن الشعب سيغفر له وقد وقف مدافعا عن جواسيس إسرائيل وعن الرجل الذى نهب وأفسد مصر 30 عاما، لو كان القانون أعجز من أن يحاكم الديب، ولا أظن ذلك، فالتاريخ والناس سيظلان يلاحقانه بلعناتهم، وهى أقوى من شائعاته وأبقى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة