أشرف نبوى يكتب: غزل الصائمين

الأربعاء، 24 أغسطس 2011 12:25 م
أشرف نبوى يكتب: غزل الصائمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وهل للصائمين غزل أيها الشيخ؟ نعم للصائمين أنواع وأنواع من الغزل فهم يتغزلون فى رمضان ويعيشون أصفى أوقات الحب فى لياليه التى تفيض بالرحمة والمغفرة، ويسألون مولاهم أن يعتق رقابهم من النار.

غزل الصائمين سمو بالنفس عن الدنيا، رقة بالنهار وتعبد بالليل، صفاء أرواح تحلق فى ظل رحمات تتنزل فى أيام وليال الشهر الفضيل، شحنات ربانية من العزيز الغفار يمتن بها على عباده الصالحين، وشلالات من الرحمة تتنزل فتغسل قلوبهم وأنفسهم من أدران المعصية، وتضعهم على أعتاب أبواب التوبة والصراط المستقيم، يدرك الأتقياء قدر تلك الأيام ويعيشون روعة لياليها، يغازلون النهار بالصوم والإنفاق ويغازلون الليل بالصلاة والأذكار وتلاوة القرآن، فهنيئا لهم بهذا الحب الذى يرفعهم عند ربهم درجات.

تغازلهم المعاصى فيعرضون عنها، وتغازلهم الشهوات فيميلون مبتعدين، وهم على صومهم محافظون وثابتون يعلمون أن لا رقيب عليهم إلا الله، ولا مقدر لتقواهم سواه جل فى علاه، فهم يخشون الواحد الأحد الحى القيوم فى سرهم وجهرهم، يخشون ناره وعذابه ويغازلون رحمته وجناته، يسألونه أن يعاملهم بالرحمة ويشملهم بالمغفرة، لا أن يعاملهم بعدله وقسطاسه، فهم يدركون تقصيرهم ويأملون أن يتغمدهم برحمته ويشملهم بعفوه.

وللصائمين حياة يحيونها بنفس روح المحبة والرقى الذى يؤهلهم له الصوم، فهم يمارسون الغزل العفيف كطقس يومى مع شركاء حياتهم فى سبيل دوام المودة وتفشى الرحمة فى حياتهم وحياة من حولهم، فهم يعيشون العبادة بكل تفاصيلها الدقيقة، ويمارسون الغزل بأرقى وأنقى صوره، ديدنهم فى كل هذا التمسك بالشريعة الغراء واتباع سنة نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذى كان خلقه القرآن، كان يقوم ليله ويصوم نهاره ويخرج للجهاد صائما، وكان كالريح المرسلة فى رمضان من كثرة بذلة وإنفاقه، ومع كل هذا كان رفيقا مع أهل بيته فيقبلهم ويغازلهم فى نهار رمضان، فهل بعد كل ما سبق ننكر أن للصائمين غزل؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة