أسماء صباح تكتب: وأصبح لنا دولة "فلسطينية"

بعد أن وافق المجتمع الدولى وتكرم علينا، نحن الفلسطينيين، أصبح لدينا دولة، بعد ستين عاما من القهر والظلم والقتل أدرك المجتمع الدولى أننا كنا بحاجة لدولة!! بعد ستين عاما أصبح لدينا حدود، وجنسية، وعاصمة وأرض وسماء نتحكم بها وقد نقطع الأكسجين خاصتنا عن إسرائيل، حتى لا يختلط الاثنان، من يدرى، وقد نمنعهم أيضا من السفر من خلال مجالنا الجوى. صار لنا دولة وصارت لنا مخططات إستراتيجية لمئة عام قادمة، وأصبح لنا جيش وقائد مقدام وكل الناس تعمل "قضينا على البطالة" وأصبحت رام الله من أنضف المدن فى العالم لتحصد الجوائز من كل حدب وصوب، والأروبيون يتزاحمون حول سفاراتنا فى الخارج علنا نعطيهم تأشيرات عمل أو زيارة ليتعلموا من الرقى والإنجاز والحضارة. صار لنا دولة وصار العرب يحسدوننا لأننا استطعنا استخراج كميات هائلة من بعض البترول الموجود تحت البحر الميت، وصرنا من أغنى أغنياء العرب، وصار كل الخبراء الأجانب يحلمون بالتعاقد معنا والتمتع بما لدينا.

صار لدينا دولة وليس أى دولة، دولة ديمقراطية لك أن تكتب وتنشر فى إعلامها ما تشاء لا شىء محرم غير الأمن القومى، لك حق التعبير المطلق، حق الترشح والانتخاب والكلام فى السياسة والانتقاد وشتم المسئولين ومحاسبتهم على ما لديهم من متاع ولك أن تطرح السؤال المحرم عربيا "من أين لك هذا؟" وصار لنا دولة فى الريح!!!