عماد طوبار يكتب:هل نحن نريد فعلا أن تتقدم مصر؟

هل نريد فعلا أن تتقدم مصر؟ سؤال بسيط ولا شك أن إجابة الجميع بأعلى صوت ستكون نعم، ولكن السؤال الثانى كيف تتقدم مصر؟ يجد إجابات متناقضة من الجميع وربما تكون جميعها غير متوافقة على الإطلاق، فمنهم من يقول نرجع إلى الدين ونعمل بما أمر الله به وننتهى عما نهانا عنه، وبذلك نتقدم وببساطة نرد نحن لم نترك الدين حتى نعود إليه ولكن الدين- أى دين- هو وسيلة للإنسان أن يصل إلى الله، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد للإنسان الاختيار وجعل طاعته اختبارا ولم يوكل فئة ولا طائفة بتيسير الناس قسرا إلى طريق الله وجعل بابه مفتوحا، وكتابه مشروحا موضحا لكن ذى عقل وقلب سليمين، ولذلك أجد من يلبسون ثوب الدين ويتباهون به علينا ويقولون لنا نحن سنطبق شرع الله وسنحمى الشريعة ونطبق مبادئ الدين، فنقول لكل لهم نحن نحترم رأيكم ولكن لا نوافقكم طريقة الخطاب ولا نقتنع بوسائلكم فى التطبيق، فنحن فى عالم جديد حديث يتطلب من هم على قدر التعامل، ومن على قدر مستوى تفكير من يخاطبونهم و الأهم من ذلك من هم العلم والدين على مسافة مساوية.

ومنا من يقول اتركوا الدين ونحوه جانبا ودعونا نمشى على خطا العلم ونقتنع بكل ما هو موجود ملموس ونترك كل غير مدرك من الغيبيات فلا شأن لنا بها ولهم، فى ذلك أسانيد عديدة لا نتفق مع معظمها لأن تفريغ الإنسان من أى محتوى وخلفيه دينية هو التخلف بذاته، وهو العودة بنا القرون الوسطى وعصور الظلمات قبل ظهور سيدنا موسى والمسيح عليهما السلام.

الحل هنا فى الوسطية والاعتدال والتمركز حول مكارم الأخلاق التى هى من أصول ومبادئ كل الديانات بل ومن ليس لهم دين أصلا!! لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء تنتمى مصر، بل هى وسطية بوضوح ولذلك نجح الإخوان باكتساح لأنهم فهموا هذا الكلام، بل وكانوا أكثر حنكة من منافسيهم.

إن قوة مصر فى تنوعها وتعدد مصادر الثقافة والفكر فيها وسمتها الحرية والمساواة والقدرة على استيعاب الآخر وتذكروا كيف أذابت مصر كل المستعمرين وبقيت هى دائما مصر. أما متى تتقدم مصر؟ فذلك موضوع آخر يحتاج إلى طرح مختلف نستكمله فى مقال آخر إن شاء الله تعالى.