د.فوزى حتحوت

صحافة غير مهنية تنكشف أمام مقتل فتاتين

الجمعة، 12 ديسمبر 2008 10:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لمقتل فتاتين فى مدينة الشيخ زايد رد فعل واسع داخل المجتمع المصرى، ولعل مازاد من شهرة هاتين الفتاتين أن إحداهما كانت ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، وبالرغم من بشاعة الجريمة وغموضها فى أيامها الأولى سارعت الكثير من الصحف سعيًا إلى زيادة التوزيع، إلى نشر الكثير من الأخبار والمعلومات المغلوطة عن الفتاتين بشكل يسىء إليهما ويوجه الرأى العام إلى تبنى منهج ظالم للفتاتين ويحمل الشك فى أن سلوكهما غير القويم كان له شأن فى ارتكاب الجريمة، فمابالنا أن الشك يفسر لصالح المتهم، فمن باب أولى كان أقدر ببعض الصحف أن تتبنى منهجا محايدا فى إطار الشك الذى طال الفتاتين، لأنهما أصبحتا فى ذمة الله، وغير قادرين عن الدفاع عن نفسيهما، ورحمة بأسرتيهما، ومثل هذه الأوضاع تدفعنا إلى تأكيد ضرورة أن ما نطلع عليه عبر الصحف من سرد للجرائم ليس بالضرورة هو أوراق الدعوى وملفاتها، ولذلك أصبح على القارىء دور كبير فى تفهم أن صحافة الأحداث والصحف التى تلهث وراء الربح ليس كمن يطالع أوراق الجريمة من مصدرها ويحتوى الملف الفعلى للجريمة أو للدعوى.

ولقد خسرت الصحافة بعضا من رصيدها فى هذه الجولة لدى القارىء، ولذلك تحتم أن تعود الكثير من الصحف إلى موضوعيتها ومهنيتها واحترام ميثاق الشرف الصحفى الذى نص فى ديباجته على أنه "اتساق مع مبادئ الدستور ونصوصه التى كفلت للصحافة والصحفيين أداء رسالتهم بحرية وفى استقلال، تعبيرا عن اتجاهات الرأى العام فى إطار المقومات الأساسية للمجتمع". و"ارتباطا بالأهداف والحقوق والالتزامات السامية لرسالة الصحافة، التى تضمنتها المواثيق الدولية وعلى وجه الخصوص المادة (19) من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، واعترافا بحق القارئ فى صحافة موضوعية، تعكس بأمانة وصدق نبض الواقع، وحركة الأحداث، وتعدد الآراء، وتصون حق كل مواطن فى التعقيب على ما ينشره الصحفى وعدم استغلاله فى التشهير أو الابتزاز أو الافتراء أو الإساءة الشخصية"، واستطرد الميثاق مؤكدًا فى التزامات الصحفى على "1-الالتزام فيما ينشره بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق بما يحفظ للمجتمع مثله وقيمه، وبما لا ينتهك حقا من حقوق المواطنين، أو يمس إحدى حرياته"، كما أكد الميثاق على "، "4- الالتزام بتحرى الدقة فى توثيق المعلومات، و نسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة كلما كان ذلك متاحا أو ممكنا طبقا للأصول المهنية السليمة التى تراعى حسن النية".

5- "الالتزام بعدم استخدام وسائل النشر الصحفى فى اتهام المواطنين بغير سند، أو فى استغلال حياتهم الخاصة للتشهير بهم أو تشويه سمعتهم أو لتحقيق منافع شخصية من أى نوع". وسواء ثبت من إجراءات المحاكمة أن الـ"عيساوى" هو القاتل من عدمه، فعلى الصحافة أن تتحرى الأمانة والصدق والتماس الحقائق من مصادرها وتوثيقها والعودة إلى الأصول المهنية والتقاليد المرعية فى الصحافة فى هذا الشأن، إذا أرادت الصحافة حقًا أن تكسب القارئ الذى تعبر عنه بشكل يضمن نقل المعلومات بدرجة كبيرة من الحيدة والنزاهة والاحترام له، فعلى الصحافة عبء ومسئولية كبيرة حتى تثبت دورها فى مضمار نقل الحوادث والجريمة، وأن تتحلى بالنزاهة، والحياد وليس المطلوب منها أن تسبق الأحداث وتحريات الشرطة وتحقيقات النيابة وإجراءات المحاكمة، وعلى نقابة الصحفيين دور كبير فى تفعيل ميثاق الشرف الصحفى، والعمل على عودة الانضباط الصحفى للصحافة المصرية بديلا عن أسلوب الإثارة مما يحفظ للصحافة مصداقيتها والثقة فيها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة