حمدى نصر يكتب.. المدافع تتحول من الملتحين إلى الدين

الخميس، 12 يناير 2012 11:27 م
حمدى نصر يكتب.. المدافع تتحول من الملتحين إلى الدين اجتماع للنظام السابق برئاسة مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتبهوا.. الحرب القادمة قريبة لا محالة، والجديد فيها أنها ستُحوّلُ مدافعها من صدور الملتحين الذين هم رمز الدين، إلى صدر الدين نفسه. ففى حر النظام السابق (لأنه لم يكن له ظل حتى نقول فى ظل النظام السابق، كان التنقيب يتم تحت الجلد وجفون العيون، بحثاً عن الملتحين فى أى وقت وحين خاصة فى عز الفجر، بينما اللصوص والمزورين والنصابين وأكلة حقوق الناس ولحوم البشر فى بيوتهم آمنين. والحرب على الملتحين كان الهدف منها زعزعة الثقة فيهم وتشويه صورتهم والدس فى الأخبار عنهم والتلميحات الخبيثة، واستغلال أى هفوة إن حدثت من أى منهم،- ومن منا من هو معصوم من الخطأ؟ - لتضخيمها وبناء الافتراءات والأكاذيب عليها. وإطلاق العنان لمن يحبون التجريح والنقد بكل شراسة وحقد، مادام مقابل نقد.!!
وبأعلى صوتى أقول: "انتبهواِ أيها السادة من أولى الأمر ويا من ستتولون زمام الأمر، وللقراء الأعزاء وكل من يهمه أمر مصر وشريعتنا الغراء السمحاء.
والأمثلة على تشويه صورة الملتحين متعددة تفوق الحصر،. وكبار السن أمثالى لابد أنهم يتذكرون سلسلة حلقات الكاريكاتير اليومية وبمساحات كبيرة غير اعتيادية التى كانت بمباركة السلطة تتهكم على، وتسخر من عالم دين جليل لأنه قال رأياً يتعلق بمباراة فى كرة القدم لم يعجب "الكاريكاتيرست". أيضاً، وفى عز حرب الخليج الثانية والصحافة. العربية بشكل عام غافلة ومشغولة بتصدير الرعب والترويع واليأس للناس أكثر من الإعلام الأمريكى نفسه، بنشرها على صدور صفحاتها الأولى صوراً كبيرة لحاملات الطائرات والمدمرات والبوارج والغواصات، وطائرات الأواكس التى تصور النملة فى جحرها وهى تضع بيضها، والجنود الأمريكان وهم فى قمة الزهو والانتشاء وكأنهم قد حققوا النصر المبين على العرب الأعداء، وفى انتظار صافرة النهاية للمباراة غير المتكافئة. كل ذلك بحجة تقديم خدمة إعلامية متميزة للقراء عن الحرب، وتفاصيلها. وهى فى الواقع تبث الرعب فى قلوبهم واليأس فى قرارة نفوسهم. لقد فوجئت وسط هذا الزخم الرهيب وهذا الجو الكئيب بخبر صغير على عمود محشوراً يتضمن فتوى دينية لعالم جليل يقول فيها إجابة على سؤال:" الكعب العالى حرام"، هذا السؤال كان وقتها مستهلكاً وتمت الإجابة عليه عدة مرات، لكن لماذا أثير مرة أخرى فى ذلك التوقيت بالذات؟!!. أما فى تلك اللحظة فأنا متأكد أن القارئ البسيط ألقى بالصحيفة بكل عنف وبكل ضيق متمنيا لو أن الأرض تنشق وتبتلعها هى وهو والشيخ صاحب الفتوى، قائلا بغيظ مكتوم: هو دا وقته يا عم الشيخ؟!". ظاهرياً له حق !، لكن عالم الدين مؤتمن، ولابد أن يجيب رغم أنفه على أى سؤال يوجه له طالما مسموح له بالفتوى، فهو يحفظ فى صدره كلمات الله تبارك وتعالى التى تقول: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِن َالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْد ِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ." (159) البقرة. والعالم الجليل يكتنز فى ذاكرته أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَتَمَ عِلْمًاً مِمَّا يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ فِى أَمْرِ النَّاسِ أَمْرِ الدِّينِ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ النَّارِ(سنن ابن ماجه). فلابد أن يجيب دون أن يلقى بالاً للظروف والملابسات والمناخ والتضاريس والضباب حتى الذى قد يحيط بالسؤال نفسه!!.. وشياطين الإنس لم يتركوا شيئا لشياطين الجن، فقد "قطعوا عيشهم"! وجلبوا عليهم غضب أبوهم إبليس عليهم جميعاً لعنه الله والملائكة والناس أجمعين، طبعا القصد من ذلك زرع الغيظ والسخط فى الصدور على هذا العالم المشهور، ومباشرة يتداعى إلى ذهن البسطاء: "إذا كان هذا العالم ترك الدنيا مقلوبة حوله ليقول هذا الكلام وفى هذا التوقيت فعلى علماء الدين السلام". وعلى الفور يفقد الثقة فى الكل.. وتوابع فقدان الثقة معروفة طبعا للكل.
وكلنا بالتأكيد نتذكر ما قام به ويقوم به إعلامنا غير الموقر، فمنظر المأذون فى الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وهو يرتدى زى الأزهر "الجبة والقفطان"والذى لابد أن يكون مسخة ومسخرة شكلاً وكلاماً ومضموناً حتى ينتزع الضحك من الناس، ولابد أنكم تتذكرون مقدمة المسرحية الكوميدية التى قيل عنها:" إنها أفسدت جيلاً بأكمله"، فقد بدأت بمجموعة من الراقصين وبينهم رجل يرتدى الجبة والقفطان، ولا أدرى ما الذى جاء به ليكون مسخة ولعبة يتلاعب بها الراقصون، ثم اختفى .ولم يظهر فى المسرحية مرة أخرى. فلماذا ظهر فى المرة الأولى؟، إنها حلقة من مسلسل تشويه صورة "الجبة والقفطان"، وأذكركم بمنظر الرجل الملتحى الذى ظهل فى بداية فيلم سينمائى وهو يستعد للقيام بعملية أطلقوا عليها إنها جهادية للوصول فيما بعد إلى الغرض، وفى الطريق للعملية ،هرب من كمين شرطة، والتجأ ليحتمى عند أسرة، وفجاة وجدنا ابنة الأسرة بالمايوه فى غرفة النوم التى ينام فيها هذا الملتحى تؤدى بعض حركات الأروبيك، ثم يركز لنا المهرج( أقصد المخرج) على عينى الملتح وهما تكادا تقفزان من مآقيهما وهو يحملق فى البنت شبه العارية بنظرة فيها كل المعانى المشينة والمسيئة، ولهذا جمعه المخرج المغرض مع البنت فى غرفة النوم رغم اتساع الفيلا التى كان يمكن أن تتنطط فيها فى أى مكان آخر كما تشاء، ، لكن، المخرج عايز كده!!، فلابد من استغلال الموقف لضرب الملتحين الذى يخرجون حسب سير الفيلم- ليقدموا حياتهم من أجل الدين ويحاربوا الكفرة والملحدين، ثم يطالعنا الفيلم بذلك المشهد المشين ليشوه صورتهم أجمعين.
أعتذر عن هذه الإطالة لكنى أردت توضيح أن حكومة النظام السابق هى التى مدت فتيل الحرب لتشعل نارها فى أى وقت لتشغل الناس بها عن ممارساتها.. فبعد أن قام أحد الفنانين بدوره كاملاً ومكملاً فى تشويه صورة الملتحين أرادوا أن يستغلوا شعبيته فى زرع الحقد فى نفوس الناس البسطاء بوضعهم المصفحات على باب العمارة التى يسكن فيها هذا النجم ليحرسوه من غدر الملتحين، وفى طريقه للمسرح دراجات نارية أمامه ومصفحة خلفه، ومن رأى هذا المنظر لابد أن يتداعى إلى ذهنه "مسكين الفنان فلان"، كل ذنبه انه بيضحكنا.. والله حرام عليهم:" طبعا يقصد الملتحين.
إن الحرب كانت شرسة على أصحاب اللحى. والآن وقد اقترب التيار الدينى من تسلم زمام الأمور، فإننى أتوقع أن تكون الحرب القادمة أكثر شراسة، وهدفها بمباركة خارجية ليس أصحاب اللحى الذين أثبتوا شعبيتهم وثقة الناس فيهم رغم المحاولات المستميتة لتشويههم، ستكوت الحرب المقبلة من خلالهم أيضاً على الدين نفسه، فلا أستبعد أبداً أن تظهر "تسليما"مصرية على غرار الكاتبة "تسليما نسرين الأفغانية". التى ارتدت وألحدت، وجعلوا منها قضية، فى ظاهرها دفاعاً عنها وحقيقتها ضرب الدين الإسلامى بفتح المجال أمامها فى الندوات والمحاضرات والمؤتمرات العالمية لتشرح قضيتها من وجهة نظرها بعد إثارتها لسخط المسلمين لتاليفها قصة مسيئة للإسلام.مدعية أن الإسلام يحارب أرباب الفكر، والرأي. وطالبت العالم بحمايتها من غدر الغدارين من المسلمين. أما تسليما المصرية التى يمكننى الإدعاء بأنها موجودة فعلاً وستظهر، لأنها بين فينة وأخرى " تقب" على السطح متكئة على خشبة مسوسة من خشبات القنوات الآسنة الآثمة إعلامياً، لتقول تراهاتها، لكنها بوصول الإسلاميين إلى الحكم ستصبح قضية هدفها ضرب الإسلام كما فعلت سابقتها سيئة الذكر تسليما.، وقد يظهر لنا شيطان مصرى براوية شيطانية جديدة مثل رواية آيات شيطانية لشيطانها سلمان رشدى الإيراني. وكل الهدف من هذا إطلاع العالم على كيفية تعامل الحكم الإسلامى مع مناهضيه، والقصد طعن الدين وليس حكم الإسلاميين فقط.
وأخيراً أنبه التيار الدينى والأخوة المسيحيين أن لعبة الأيام المقبلة ستكون الفتنة الطائفية لتشويه صورة مصر وتمزيق الوحدة الوطنية. رغم قناعة المصريين أن الدين للديان ومصر وطن الجميع، وهذا الوتر الحساس سيطرق عليه بعض المدعين لأن ما سيقومون به ليس عزفاً وإنما نشازاً، وأرى أن نشرك فى الرد عليهم الأخوة المسيحيين لأنهم من أبناء مصر المخلصين والأقدر والأجدر والأفحم رداً على هؤلاء المدعين.

وتبقى نقطة أخيرة أقولها لبعض من فازوا فى الانتخابات الأخيرة من التيار الإسلامى دون ذكر أسماء، فهم بحسن نية أسرعوا لتطمين من خافوا على مستقبلهم سواء من الوسط الفنى أوالرياضى وغيرهم من العاملين، فبمجرد أن أطلقت إحدى الحادبات على رياضة السباحة المصرية عدة طلقات أعلنت بها قلقها على مستقبل السباحة (سباحة السيدات طبعا) بوصول الإسلاميين للحكم، و"الطلقة اللى ما بتصبش بتدوش"، ومن الواضح أنها دوشت هؤلاء حسنى النية فسارعوا بإجراء اللقاءات التطمينية، فهذا فى رأيى رد فعل متسرع جدا لأن إثبات حسن النية يأتى بالممارسة الفعلية العملية وليس باللقاءات التطمينية، والخبراء فى علم السياسة يطلقون على ذلك التصرف وصفاً لا أريد أن أذكره، لأن الهدف من المقال إسداء النصيحة. والسلام على من اتبع الهدى.











مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

للبيت رب يحميه ولندع القافلة تسير

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي نصر

إلى الدكتور طارق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة