أحمد عطوان

أرواحنا فاضت فى الميادين والملاعب.. ماذا بعد؟

الخميس، 02 فبراير 2012 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاضت دموعى ولم أتمالك نفسى والزميل الصحفى محمد فرج، مراسلنا فى بورسعيد، ينتحب صوته باكيًا وهو يخبرنى بتصاعد أعداد الوفيات تباعا فى مذبحة الاستاد ويحكى عن المنظر المرعب لعشرات الجثث ومئات المصابين والدماء، التى تلطخ كل جوانب المستطيل الأخضر.

إن قلوبنا تحترق حسرة وتقطر دما على تلك الكارثة الإنسانية البشعة والمنذرة بعواقب وخيمة على الرياضة المصرية، وسوف تنسحب على كل المسارات الحالية بغبارها ورذاذها.

وأستميح الجميع عذرًا أن نقف لله وقفة صادقة ثم نقول الحقيقة عارية من أجل مصر المكلومة، وكفانا مداهنة فلابد أن أتساءل ماذا بعد أن سالت دماؤنا وفاضت أرواحنا فى ظل الهرج والمرج الحاصل بكافة المجالات والقطاعات وطالت الكافة فى الشوارع والميادين والملاعب؟

هل آن لنا أن نصادق أنفسنا بأن هناك فوضى عارمة فى المصطلحات وتكريس لتصرفات غير قانونية، وفرض شرعية علينا جميعًا بالصوت العالى، ولىِّ الذراع، وأن البلطجة صارت هى الحل وقطع الطرق هو السبيل والاعتداء على المسئولين هو البطولة، والتخوين هو الأصل، والتهويل والتهوين سيد الموقف.

لماذا ندوس القانون ونبصق عليه ونحقره كل لحظة ونقف مكتوفى الأيدى باسم الثورة والثوار؟

ولماذا نعطل المصالح ونوقف عجلة الإنتاج بزعم المطالب المشروعة؟ وكيف صمتنا جميعا على الفوضى الأخلاقية والسياسية والقانونية باسم رفض الواقع من أجل التغيير؟ وكيف هانت علينا مصر نمزق رموزها ونطعن تاريخها ونلوث أنقى وأطهر ثورة معاصرة عرفها العالم لإرضاء حفنة من الشباب فرضوا أنفسهم أوصياء علينا وملاكاً لإرادتنا ومتحدثين باسمنا؟

نعم للتظاهرات والاعتصامات ومواصلة واستكمال أهداف الثورة باحترام الشرعية والدستور، وألف نعم لتخليد الشهداء ورعاية المصابين، ومليار نعم لاجتثاث جذور الفساد ومعاقبة المفسدين ومحاكمة المجرمين.

ولكن ارحمونا من المتاجرين بالثورة والمزايدين علينا بوطنيتهم، الذين احتلوا شاشات الفضائيات يشعلون فتيل الإثارة والتهييج كلما هدأت الأمور، يوزعون الاتهامات هنا وهناك، والطاعنين فى شرعية مجلس الشعب ومجلس الوزراء والمجلس العسكرى، والزاعمين بإخلاصهم وحدهم وتخوين ما دونهم من القوى السياسية والأحزاب الرسمية، والمنادين بإقصاء الآخر ورميه بكل باطل لمجرد الاختلاف معهم.

تعالوا نعيد الهيبة لمؤسسات الدولة وفى مقدمتها مجلس الشعب والمؤسسة الأمنية، ونحترم الإرادة الشعبية، ونثمن دور كافة القوى السياسية، ونفرق بين البلطجى والثورى، ونفصل بين المخرب والوطنى، ونواجه المجرمين ونكشف المخادعين، ونتصدى لسارقى الفرحة وراكبى الثورة، ونؤازر القانون ونساند رجاله فى مواجهة الفلول ومحركى الثورة المضادة.

إن دماء المصريين التى سالت باستاد بورسعيد موصولة بالدماء الطاهرة فى ميدان التحرير وميادين مصر وتحرضنا جميعا لنصطف صفا واحدا بروح 25 يناير الحقيقية، ونتلاحم لحماية بلدنا، ونتوافق ونتوحد لإنقاذ ثورتنا، ونتكاتف لإرساء منظومة الأخلاق واحترام المؤسسات، وننهض جميعا لبناء هذا البلد الأمين.








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

سماح صلاح الدين

مش عارفة

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماء

يا ريت حد يسمعلك

فات الاوان يا ترى ولا ايه؟؟؟ الله المستعان

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

هل من مجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو أحمد

شوفوا غيره

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحمن الريس

كلمتين وبس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة