الخارجية تؤكد ضرورة مواصلة الدعم للصومال للخروج من أزمته

الجمعة، 01 يونيو 2012 04:50 م
الخارجية تؤكد ضرورة مواصلة الدعم للصومال للخروج من أزمته محمد كامل عمرو - وزير الخارجية
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية اليوم على ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية لمساعدة الصومال على الخروج من أزمته، لافتا إلى استعداد مصر للمشاركة فى إعادة بناء المؤسسات داخل الصومال، بما تمتلكه من خبرات وكوادر بشرية وتقنية.

وأشار عمرو فى كلمته أمام مؤتمر إسطنبول لدعم الصومال اليوم إلى أهمية توقيت هذا المؤتمر الذى يتزامن مع مرحلة محورية فى تاريخ دولة الصومال باقتراب موعد انتهاء المرحلة الانتقالية بحلول شهر أغسطس المقبل، وهو ما يستلزم من المجتمع الدولى تقديم يد العون والمساعدة للحكومة الصومالية الانتقالية، حتى تتمكن من الوفاء بجميع التزاماتها ذات الصلة، وحتى يتم الانتهاء من المرحلة الانتقالية بالنجاح الذى يتطلع إليه الشعب الصومالى.

وقال وزير الخارجية، إن الصومال شهد عدداً من المؤشرات الإيجابية خلال الأشهر الماضية، من بينها نجاح الحكومة الصومالية – بدعم وتضحيات كبيرة قدمتها قوات بعثة الاتحاد الأفريقى "الأميصوم"– فى السيطرة على العاصمة مقديشيو. إضافة إلى حدوث تقدم ملحوظ على صعيد العمليات العسكرية التى تستهدف بسط سيطرة الحكومة الصومالية على مناطق أخرى فى وسط وجنوب الصومال، وهو ما سوف يسهم فى زيادة القدرة على فرض الأمن والاستقرار فى الصومال بعد سنوات طويلة من غيابهما.

وطالب عمرو بضرورة استغلال هذه التطورات لتنشيط العملية السياسية الجارية فى الصومال بكل ما تتضمنه من مساعى لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، والمضى قدماً فى صياغة دستور جديد للبلاد يوفر إطاراً للشرعية تلتف حوله مختلف الأطياف الصومالية، فضلاً عن جهود بناء الدولة الصومالية وهياكلها، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز قدرات أجهزة الأمن والعدالة.

وأكد عمرو استعداد مصر للمشاركة فى عملية إعادة بناء المؤسسات الصومالية، وتدريب وبناء قدرات كوادرها فى مختلف المجالات، وكذلك لتوفير خبراتها القانونية لمساعدة الأخوة الصوماليين فى عملية إعداد دستور بلادهم بما يتوافق مع مبادئ القانون الحديث والشريعة الإسلامية والتقاليد المحلية دونما تعارض بينهم، وكذا لتدريب قوات الأمن والجيش وحرس السواحل الصومالية، وذلك فضلاً عن استعدادها من خلال مؤسسة "الأزهر الشريف" للقيام بدور قيادى فى نشر مبادئ الإسلام المعتدل ومكافحة التطرف والفكر المتشدد، الأمر الذى نقدر أنه أحد أهم أركان علاج المشكلة فى الصومال.

وقال وزير الخارجية، إن الدعم المصرى للصومال لم يتوقف على مدار السنوات العديدة الماضية، ورغم الظروف التى مرت بها مصر مؤخراً، قد تزايد بشكل ملموس خلال السنوات الماضية، حيث تقدم مصر سنوياً 100 منحة دراسية جامعية للطلاب الصوماليين فى مختلف التخصصات، كما تقدم 80 منحة للدراسة الدينية فى جامعة "الأزهر الشريف" والمعاهد التابعة لها، وكذلك فإنه من المقرر أن تستأنف مصر هذا الشهر الدورات التدريبية المقدمة إلى الدبلوماسيين الصوماليين، وذلك فضلاً عن عدد آخر كبير من الدورات التدريبية السنوية للكوادر الصومالية فى مجالات القضاء والزراعة والصحة والتمريض وإدارة الموارد المائية والإعلام والمجالات العسكرية والأمنية، وتواجد بعثات تعليمية وتدريبية مصرية على الأرض فى الصومال.

وأشار إلى أن تسوية القضية الصومالية سوف تظل أحد أبرز أولويات التحرك الدبلوماسى المصرى، وبالأخص مع عضوية مصر الحالية فى مجلس السلم والأمن الأفريقى، ورئاستها المرتقبة لمنظمة التعاون الإسلامى خلال العام المقبل، ودورها الريادى فى إطار جامعة الدول العربية، وذلك بالتعاون مع جميع الدول الأفريقية والعربية والإسلامية المعنية والصديقة.

وثمّن عمرو جهود وتضحيات بعثة قوات الاتحاد الأفريقى فى الصومال "الأميصوم"، ولجميع الدول الأفريقية المشاركة بقواتها فى هذه البعثة، لافتا إلى أن الدعم الدولى لـ"الأميصوم" يبقى أقل مما هو مأمول، حيث إن مصر لا تزال على قناعة بأهمية أن تنتقل البعثة وقواتها إلى العمل تحت مظلة الأمم المتحدة وذلك بما يضمن توسيع نطاق المشاركة فيها وبحيث تصبح جزءاً من آلية دولية معنية بالصومال.

وأشار عمرو إلى ضرورة ألا يغفل المؤتمر عن الموضوعات المرتبطة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الصومالى، حيث إن التقدم على الأصعدة السياسية والأمنية لا يكتسب استمرارية بدون التأييد الشعبى والمحلى الكفيل بالحفاظ عليه، وهو ما يتطلب بالضرورة تحقيق تحسن ملموس وسريع فى حياة أبناء شعب الصومال، وتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية للحياة والمعيشة اليومية للمواطن الصومالى.

وأوضح عمرو الدور العربى الإسلامى فى أزمة الجفاف التى ضربت الصومال العام الماضى، لافتا إلى تقديم مصر مساعدات إنسانية عاجلة إلى الصومال بقيمة 70 مليون جنيه مصرى تقريباً، بالإضافة إلى إيفاد قوافل طبية متعددة لإغاثة منكوبى المجاعة، سواء بمقديشيو ذاتها أو بمعسكرات اللاجئين والنازحين، مع توفير الأدوية والأمصال والخيام والمواد الغذائية للمحتاجين بهذه المعسكرات.

وجدد وزير الخارجية التزام مصر بالمساهمة فى تنفيذ المقررات التى ستصدر عن المؤتمر، وكذلك التزامها بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب الصومالى للتنمية والأمن والاستقرار.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة