هذا هو حالنا الآن، يموت مبارك أو لا يموت، ما المهم؟ هو إنسان كتب عليه الموت كما كتب على كل بنى آدم، سيموت وسيموت شفيق ومرسى وأنا وأنت وستبقى مصر وسيبقى العمل والذكرى والتاريخ الذى سيشهد لنا أو علينا.
فهل نستطيع تجاوز اللحظة والفكرة الضيقة ونتطلع إلى بناء مصر قوية فاعلة؟ أترانا تعلمنا من درس الظلم والظلام والخلاف والاختلاف وقررنا أن نعود لرشدنا؟ هل نوينا أن نعيش بكرامة ونفكر فى مستقبل هذا الوطن قبل أن نفكر بعقول ضيقة فى مصالح آنية وشخصية لكل واحد فينا؟ هل، وهل، وهل؟ كثير من الأسئلة التى لن يحسمها سوى ضمير يقظ يدرك أصحابه أنهم قد تجاوزوا حقبة مظلمة، وأنهم مطالبون بالتكيف مع وضاءة الحاضر بما يحمله من أمل فى غد مشرق.
نختلف كلنا ويصر كل منَّا على أنه الأحق والأصح، وهذا هو بداية النهاية التى يتمناها أكثر أعدائنا حقدًا، نخوِّن بعضنا بعضًا ونتهم بعضنا بعضًا ونرفض أى فكر مادمنا لسنا أصحابه، إنها مصيبة وكارثة، إن لم نتداركها فستدمرنا جميعًا وستعود بنا إلى الوراء، وستغرقنا فى ظلام الظلم إلى آخر حياتنا، وستعكس أمل الانعتاق إلى يأس الانحطاط.
هل هذا ما نريده جميعًا؟ أرجو أن يحتكم العقلاء منَّا إلى ضمائرهم، وأرجو أن ينظر الجميع إلى المصلحة الوطنية وينحوا جانبًا المكاسب الآنية التى ستقودنا حتمًا إلى التصادم وخسارة كل مكتسبات الثورة، هل ما أطلبه كثير على أبناء هذا الشعب الجميل الذى تحمل الكثير حتى إذا حانت اللحظة الفارقة تخاذل وهانت عليه تضحياته؟ لن أزيد فأنا على يقين بأن أبناء هذا الشعب العظيم قادرون على تدارك بعض الأخطاء التى حدثت، وقادرون على تصحيح مسار ثورتهم والمضى فى طريق الفلاح الذى خطته دماء الشهداء.
مبارك
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
