"الفيل الأزرق".. الطبيب حينما يكون مهيأً للعدوى من المريض

الإثنين، 10 ديسمبر 2012 02:04 م
"الفيل الأزرق".. الطبيب حينما يكون مهيأً للعدوى من المريض غلاف الرواية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى روايتيه الأولى "فيرتيجو" والثانية "تراب الماس" اتخذ الكاتب الشاب "أحمد مراد" من عالم الجريمة خلفية تكشف بأسلوب مشوق كواليس المجتمع والفساد المستشرى وسط طبقاته، إلا أنه فى روايته الثالثة «الفيل الأزرق» اتخذ من عالم الجريمة أيضًا طريقًا ليتعمق فى أعمق وأغرب خبايا النفس البشرية من خلال المرضى النفسيين فى مستشفى العباسية.

يعتمد "أحمد مراد" بأسلوبه الروائى على حس التشويق والسرد بلغة لا تدفع القارئ إلى الملل، أو الانفلات من خيوط الحكاية التى ينسجها الراوى حوله، فيجعله طرفًا ملزمًا بالسير معه داخل بناء درامى سينمائى خاص، لا يتذكر أن شاهده، أو قرأ مثله من قبله، فينجذب معه فى الدخول مع «أحمد مراد» إلى عالم متشابك يحيك معالمه وأسراره بتعمق فى دهاليز المرضى النفسيين، من خلال الدكتور «يحيى»، الذى يعود إلى العمل فى مستشفى العباسية بعد مرور خمس سنوات على وفاة زوجته وابنته فى حادث سيارة كان يقودها هو، فدفعه الحادث للانعزال عن الحياة، وعدم الاهتمام بإتمام رسالته الأكاديمية، وقضى ذلك الزمن فى إدمان الخمر والمخدرات، حتى يعود إلى عمله بالمستشفى بعد تسلمه خطاب منها، ليجد فى انتظاره مفاجأة حينما يتم نقله للعمل فى قسم "8 غرب"، وهو القسم الذى يقرر مصير مرتكبى الجرائم، وهناك يقابل صديقه القديم ورفيق دربه الدكتور "شريف الكريدى"، الذى قتل زوجته، بأن ألقاها من الطابق الثلاثين، فيهتم بحالته، وملابسات الجريمة، التى تدفعه لعوالم غرائبية، وتقلب حياته رأسًا على عقب، محاولاً إثبات ازدواج شخصية "شريف" حال قيامه بارتكاب الجريمة، ولكنها حالة ازدواج غريبة جدًا، حينما يتوصل إلى أن من قام بفعل القتل هو شيطان، احتل جسد صديقه، بعدما قامت زوجته بعمل وشم خاص من أجل تحسين العلاقة الجنسية بينها وبين "شريف"، ويكتشف ذلك حينما يصل للمرأة التى تمتلك محلاً للتاتو والوشم فى منقطة مصر الجديدة، ويعرف منها فيما بعد أن هذا الوشم كان فخًا ليتلبس جسد «شريف» جنى، اسمه "نايل" يشم الطلم ولو من على بعد ألف ميل، يحضر ويغيب الرجل، ويتكلم بصوته، ويحل إحليله محله، ويضاجع زوجته بعنفٍ بدلاً منه طوال الوقت، وهو ما يكتشفه "يحيى" بالفعل من خلال الصور المتعددة على هاتف «شريف» للأوضاع الكثيرة له وهو مع زوجته قبل أن يقتلها.

ويعرف «يحيى» من خلال المرأة التى تقوم بدّق «الطلسم» أن كل هذا أمر عادى، يحدث بين زوجات تأتى لطلب تحسين العلاقة بينها وبين زوجها، وأنها تقوم بعد أسبوع من بدق الوشم بوضع السم فى الطعام للكلب الذى حبسته عندها فى حمام المحل، بعد أنه أطعمته «العزيمة» أو «العمل» لينتهى كل شىء بذلك، إلا أن المفاجأة فى حالة «شريف» هى أن الكلب مات بعد ساعتين من إطعامه «العزيمة»، فظنت المرأة أن «العزيمة» اتحلت، ولكنها بعد يومين وجدت الكلب واقفًا لها أمام باب المحل، وظل على هذه الحالة لعدة فترات، حتى وجدت أن حجمه وهيئه أشرس من الكلب الذى مات، فظنت أن الجنى عشق زوجة «شريف» ولهذا أراد لـ«العزيمة» أن تستمر وألا يبطل مفعولها، وهو الكلب الذى رآه "يحييى" أكثر من مرة.

والغريب أيضًا أن "يحيى سيجد نفس الوشم على فخذ عشيقته «مايا» فى المرة الأولى التى ستعرفه فيها على «الفيل الأزرق»، الذى سيعرف ماهيته، من خلال شبكة الإنترنت، وهو مادة طبيعية تستخرج من النباتات على نطاق واسع، والثدييات بشكل أقل، وتفرز بشراهة فى جسد الإنسان لحظة موته، لتهيئ العقل "عنوة" على الانتقال من العالم الواقعى الملموس إلى العالم الغيبى المبهم بعد الموت، عالم البرزخ، فيستطيع العقل استيعاب ما هو مقدم عليه، وتبين أن انبعاث كميات هائلة من الــ«DMT» من الغدة الصنوبرية فى تجويف المخ أثناء فترات الغيبوبة قد يكون سببًا فى الشعور بتجربة الاقتراب من الموت والتحليق خارج الجسد، ويتم تعاطى الــ"DMT" بين المدمنين على هيئة أقراص أو عن طريق الشم أو التدخين، فيوفر للمتعاطى تذكرة مجانية للعالم الآخر ..تذكرة ذهاب وعودة.

وبعد استيقاظه من أثر القرص الأول سيكتشف مقتل عشيقته «مايا» بالقرب من منزله، وعندما يسأله الناس عنها ينكر معرفته بها، فيتعامل مع غيابها بشىء من الدهشة، فينكر معرفته بأخبارها حينما تسأله صديقاتها عنها، ومن خلال قرص "الفيل الأزرق" يخوض "يحيى" رحلة طويلة فى محاولة منه للوصول إلى حقيقته بعدما يمر بنفس المراحل والعوارض التى مر بها مريضه "شريف" دون أن يدرى.

"أحمد مراد"، كاتب مصرى من مواليد القاهرة 1978، تخرج فى مدرسة "ليسيه الحرية" قبل أن يلتحق بالمعهد العالى للسينما قسم التصوير السينمائى، تخرج عام 2001 ونالت أفلام تخرجه "الهائمون – الثلاث ورقات – وفى اليوم السابع" جوائز للأفلام القصيرة فى مهرجانات بإنجلترا وفرنسا وأوكرانيا، بدأ كتابة روايته الأولى "فيرتيجو" فى شتاء عام 2007، ونشرت فى العام نفسه قبل أن تترجم للإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتم تحويلها لمسلسل تليفزيونى فى رمضان 2012، ثم أصدر روايته الثانية "تراب الماس" فى فبراير عام 2010 لتحتل قائمة أكثر الكتب مبيعًا قبل أن تترجم إلى اللغة الإيطالية.








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

لية حرقت القصة؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد هاني

كده حرقت الرواية

امسح البوست عشان اللي لسه مقرهاش

عدد الردود 0

بواسطة:

اماني

حقيقة ام خيال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة