أكاديميون يحذرون من تحديات تواجه اللغة العربية بأراضى 48

الجمعة، 14 ديسمبر 2012 11:13 م
أكاديميون يحذرون من تحديات تواجه اللغة العربية بأراضى 48 مدارس داخل إسرائيل ـ أرشيفية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عدد من الأكاديميين أن هناك تحديات كبيرة تهدد مكانة ومستقبل اللغة العربية بمنطقة عرب 48 بسبب هيمنة اللغة العبرية، وسيطرة جهاز التعليم العنصرى بإسرائيل وخلو المناهج من الجماليات العربية.

قال أستاذ العربية فاروق مواسى للجزيرة نت أن أرض 48 يوجد بها لهجة تعرف بالعربية "المتهودة" أو "المعبرنة" على غرار تهديدات الإنجليزية والفرنسية لها فى عدة دول عربية، وفى أراضى 48 تواجه لغة الضاد تحديات صعبة وخاصة تتمثل بهيمنة اللغة العبرية، كما تتجلى فى انتشار لغة محكية مشوّهة فى مكاتب الأطباء والمحامين وسائر المهنيين.

وانتابت مواسى مشاعر الغيرة الموجعة إزاء هذه الحالة، لكنه لم يكتف بالاحتجاج إذ يقوم منذ سنوات بنشر مقالات بشأن أهمية احترام اللغة الأم وقدرتها على التعبير.

ولم تقتصر التهديدات على اللغة العربية فقط حسبما أكد مواسى بل طالت الأدب العربى أيضا داخل أراضى 48، ومبعثها السياسات الإسرائيلية الخبيثة الرامية للمساس بالثقافة والهوية العربية لدى فلسطينيى الداخل ضمن محاولات وأدوات استعمارية لتطويعهم والسيطرة عليهم سياسيا، كما تؤكد أبحاث إسرائيلية.

للتدليل على ذلك يشير مواسى إلى استبعاد محمود درويش وسميح القاسم وغسان كنفانى وتوفيق زياد وفدوى طوقان وغيرهم من الأدباء الفلسطينيين والعرب الوطنيين، من مناهج تدريس الأدب العربى، وفى المقابل تزدحم مناهج التدريس بنصوص أدبية مستواها الجمالى متدنى وتخلو من التربية للقيم والمثل.

الباحث فى اللسانيات محمد أمارة قال للجزيرة نت أن اللغة العربية تواجه تحديات داخلية وخارجية أهمها جهاز التعليم العنصرى فى إسرائيل، وعدم تبنى بيئة تعليمية غنية بالعربية، وهيمنة العبرية، مؤكدا أنه رغم جلاء الاستعمار لكن مخلّفاته اللغوية والثقافية ما زالت حاضرة، محذرا من مؤثرات اللغات الأخرى وكذلك العولمة.

ويرى أن الاستعمار الأوروبى لجأ لسياسة "فرق تسد" لتيسير تحقيق مراميه فى الوطن العربى وما تزال آثارها بادية حتى اليوم.

وأضاف أمارة أن الاستعمار أتبع نظرية "فرق تسد" وطبقها على اللغة العربية أيضا من خلال الترويج للإنجليزية والفرنسية على حساب لغة الضاد، محذرا من التأثير السلبى لاعتمادها اللغات الأجنبية لغة للتدريس فى الجامعات العربية، على بناء مجتمع المعرفة العربى وعلى وحدة الفكر بين المثقفين العرب.

واتفق معه فى الرأى خبراء لغويين يعتبرون أن الإقبال على المسميات الأجنبية تنم عن رغبة تماهى المقهور مع الآخر (القاهر والمتقدِّم)، وبذلك يتوافق أمارة مع تحذيرات أبحاث البروفسور ياسر سليمان من مخاطر ما يسميه "التبرّج اللغوى" لدى العرب.

وحذرت الباحثة المحاضرة باللغة العربية كوثر جابر من المخاطر التى تحيط بلغة الضاد وخاصة الموجودة فى أراضى 48 نتيجة عدة تهديدات بعضها من مخلفات الاستعمار.

وتتفق كوثر على خطورة عدم كفاية مناهج تدريس العربية وانكفاء العربية الفصحى فى مدارس أراضى 48 التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، مبدية قلقها مما يشوب تدريس العربية خاصة من طرائق تدريس عقيمة وخاوية، إضافة إلى القصور فى أداء المعلّم، والتراخى فى مجمل العمليّة التربويّة، وهى أيضا لا تغفل العوامل الذاتية وعلى رأسها هيمنة العامية المحكية على الفصحى.

من جهة أخرى تقول الباحثة إن الإعلام العربى بشكل عام هو جزء من المشكلة لا الحل، فالفضائيات والإذاعات تخلق منظومات لغوية شديدة التباين ما بين الفصحى واللغة الوسطى واللهجات المحكية على تنوّعها.

وتؤمن كوثر بحيوية إصلاح المؤسسات الصحفية العربية من هذه الناحية وتوظيفها أداة لحماية لغة الضاد، وكى يستمد العرب جذور الانتماء الوطنى من لغتهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة