محمد منير يكتب: الجماعة وخبث "لشبعة بعد الجوعة".. الآلة الإعلامية للإخوان تتحدث عن همجية النظم السابقة فى التعامل مع المعارضين.. ويمارسون نفس السلوك .. جميعاً كنا جوعى.. جوعنا للحرية وجوعهم للاستبداد

الإثنين، 04 فبراير 2013 11:30 م
محمد منير يكتب: الجماعة وخبث "لشبعة بعد الجوعة".. الآلة الإعلامية للإخوان تتحدث عن همجية النظم السابقة فى التعامل مع المعارضين.. ويمارسون نفس السلوك .. جميعاً كنا جوعى.. جوعنا للحرية وجوعهم للاستبداد محمد منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«شبعة بعد جوعة» مثل يتصور الغالبية أنه يطلق على الفقير الذى أصابه الغنى.. ولكن الحقيقة أن كثيرين من الفقراء كان الفقر وكانت المعاناة بالنسبة لهم حوافز للتفوق.. أما هؤلاء المقصودون بالمثل فهم الذين تأثروا سلباً بالفقر ويحملون قيما متدهورة بهدف تحقيق نهوض لا متكافئ على حساب الآخر.. ماعلينا نعود لموضوعنا.

كما يدعى الإخوان فقد عانوا من الاضطهاد طوال سنوات حكم النظم السابقة.. وهى نفس معاناة كل الاتجاهات الأخرى، بل ربما كانت معاناة الاتجهات الأخرى أكثر، والحقيقة أن الإخوان كانت معاناتهم طوال فترات النظم السابقة محصورة داخل سقف حدده الإخوان ليحكم العلاقة بين جماعتهم والنظام الحاكم، وهو سقف يرتبط بمصالح الجماعة أكثر مما يرتبط بمصالح الوطن.. ولذلك عندما تسبب الخواء وتسببت الميوعة السياسية فى صعود الجماعة للحكم فجأة، كان سلوكهم امتدادا لسلوك النظام الذى كانوا يتصارعون معه تحت سقف منخفض.

الآلة الإعلامية للإخوان تتحدث عن همجية النظم السابقة فى التعامل مع المعارضين، ويمارسون نفس السلوك حتى قبل وصول مرسى للحكم، ذهبت ميليشياتهم إلى مجلس الشعب منذ أكثر من عام، واعتدت على المتظاهرين بحجة حماية شرعية المجلس العسكرى، الذى تآمروا عليه بعد ذلك، وشكلوا مع جماعات متأسلمة فرقاً لبث الرعب فى قلوب المعارضين والاعتداء عليهم فحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى، واعتدوا بالضرب على رموز للمعارضين لهم، وعندما تولى مرسى الإخوانى الحكم أخذوا يبررون للعنف تجاه المتظاهرين الذين دفعهم الفشل الاقتصادى للنظام، معدوم المشروع، ودفعهم الفقر والجوع إلى التظاهر والاحتجاج.
هى نفس المبررات التى كان يسوقها النظام السابق، ومنها «حماية البلد من التخريب.. ووجود مؤامرات خارجية.. والأخلاق وهيبة الرئيس.. إلخ».

أحد المؤلفة قلوبهم ساق تبريرا للمشهد البشع والذى ظهر فيه مواطن مجرد من الملابس بشكل كامل وجنود الأمن يضربونه بالأحذية ويسحلونه.. قال المؤلف قلبه: هذا أقل شىء يمكن أن يحدث فى مواجهة الخلل الأمنى الذى يسببه المتظاهرون وإلقاء الزجاجات الحارقة على قصر الرئاسة «مع ملاحظة أن كل الشواهد تؤكد أن المتظاهرين لم يلقوا أى زجاجات حارقة على القصر الرئاسى».. ونسى المؤلف قلبه أن عبد الناصر وهو يقود أكبر مشروع قومى وتنموى شهدته البلاد حاول الإخوان إعاقته بشكل حقيقى وفعلى وكان ما قاموا به سببا فى وضعهم فى السجون، وآنذاك مارس عليهم بعض رجال النظام التعذيب، ورغم تورط الإخوان وتآمرهم بشكل حقيقى على الوطن، فإن الجميع أدان تعذيبهم فى السجون وبصرف النظر عن المبرر والسبب، ولكن الإخوان مارسوا الدعاية حول هذا الحدث ليعلوا بمصالح الجماعة على حساب مصالح الوطن وهو عكس سلوك الجماعات الوطنية الاشتراكية التى مورس عليها نفس التعذيب فى نفس الفترة، وفصلت المجموعات الاشتراكية الوطنية بين إدانة سلوك رجال نظام وموقفهم من النظام ذاته فيما يخص سياسته التنموية وموقفه العدائى من الاستعمار العالمى فساندوه ملقين آلامهم وراء ظهورهم.. أما الإخوان فقد كانوا على استعداد ليتحالفوا حتى مع أعداء الوطن لتحقيق مصالح الجماعة.. وهذا هو الفرق بين من كانت غايته الوطن ومن كانت غايته الجماعة.

لذلك فإن تفسير سحل مواطن بإلقاء الزجاجات الحارقة على الاتحادية هو تبرير ساذج ومغرض، وإلا فمن الأولى أن نطبقه على ما حدث للجماعة فى السجون بسبب جرائم أتوا بها بالفعل وتآمروا على الوطن بحق. يتحدث بعض الإخوانية والمؤلفة قلوبهم بحديث مفاده أن الرجل لم يأخذ وقته بعد.. وهو حديث به أيضاً سذاجة مغرضة وربما جاهلة.. فالرجل منذ قدومه للحكم لم يقم بأى إشارة لمشروع تنموى أو اقتصادى للنهوض بالوطن فى مقابل إشارات وقرارات كثيرة خاصة بتمكين عناصر الجماعة من كل مفاصل الوطن وإقصاء المعارضين وتشويههم وإشارات أخرى أخطر لوضع مصر فى مصاف الدول التابعة لدول أخرى وتقديم الاقتصاد الريعى «المعتمد على تأجير حق الانتفاع بالموارد الطبيعية للبلاد لدول أخرى» على الاقتصاد القائم على الإنتاج والنهوض الصناعى، وهو ما يفسر عدم اتجاه النظام لإعادة فتح أى مصنع من المصانع التى أغلقها فساد النظام السابق.

وأيضاً فى الممارسات اليومية لحل مشكلات المواطنين، قدمت حكومة الجماعة مصالح الجماعة على مصالح المواطنين واستغلت معاناتهم للدعاية للجماعة.. فحدث أن قامت الجماعة بعمل قوافل طبية رافعة شعارها على اليفط، مستخدمة أدوية وزارة الصحة التى لا يجوز بيعها، وأصبح مردود الأدوية المجانى يعود دعائياً على الجماعة.

الإخوان يصرخون فى مواجهة معارضيهم «الناس عايزة تاكل وأنتم تتظاهرون» ونسوا أن المتظاهرين والمعارضين هم الجوعى الذين دفعهم الجوع وفقدان الأمل فى المستقبل إلى الخروج لمعارضتهم.

الوطن يغرق والجماعة تعلو هذا هدفهم.. أما الحقيقة والواقع: الوطن لم يغرق قط ولن يغرق أبداً.. والجماعة إلى زوال.

ربما اشتركنا جميعا فى الجوع فى فترة النظام السابق ولكن جوعنا غير جوعهم، كنا جوعى للحرية والديمقراطية وكانوا جوعى للسلطة والاستبداد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة