باحث: مصر لم تعرف مناصب رسمية للإفتاء قبل العصر المملوكى

الأحد، 17 فبراير 2013 09:21 ص
باحث: مصر لم تعرف مناصب رسمية للإفتاء قبل العصر المملوكى الشيخ شوقى إبراهيم عبد الكريم المفتى الجديد
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسجل باحث مصرى أن الإفتاء فى البلاد كان يقوم به متطوع ولم تعرف مصر مناصب رسمية للإفتاء منذ دخول الإسلام إلى بدايات العصر المملوكى الذى يمتد من عام 1250 إلى 1517 ميلادية.

ويقول عماد أحمد هلال إن "أول وظيفة رسمية للإفتاء فى مصر وهى وظيفة مفتى دار العدل الشافعى" ظهرت فى القرن الرابع عشر الميلادى ثم تولى المنصب رجال ينتمون إلى مذاهب أخرى.

ويضيف فى دراسة نشرت فى العدد الأخير من مجلة (ذاكرة مصر) أن منصب المفتى فى دار العدل استمر حتى نهاية القرن الخامس عشر ولكنه تعرض للإهمال "تدريجيا ثم بطل تماما فى أواخر العصر المملوكى" وعاد الإفتاء تطوعيا وحين غزا العثمانيون مصر عام 1517 لم يهتموا بتعيين مفت للبلاد ولكن العلماء المصريين قاموا بذلك على سبيل فرض الكفاية.

و(ذاكرة مصر) مجلة فصلية تصدرها مكتبة الإسكندرية منذ أربع سنوات وتعنى بتوثيق جوانب مجهولة من التاريخ المصرى. ويضم العدد الأخير دراسات مصورة عن نادى الاتحاد السكندرى وضاحية الرمل وكلاهما فى مدينة الإسكندرية الساحلية إضافة إلى موضوعات أخرى عن الموالد الشعبية ومدينة بور فؤاد فى شمال قناة السويس.

ويتزامن العدد الجديد مع اختيار هيئة كبار العلماء بالأزهر يوم 11 فبراير شباط الجارى رئيس قسم الفقه العام بكلية الشريعة والقانون فرع جامعة الأزهر بمدينة طنطا بدلتا النيل الشيخ شوقى إبراهيم عبد الكريم علام مفتيا جديدا لمصر.

وتصدر دار الإفتاء التى يرأسها المفتى فتاوى فى مختلف المسائل الدينية والاجتماعية والثقافية التى تعرض عليها كما يستشار المفتى فى أحكام الإعدام التى تصدرها محاكم الجنايات لكن نادرا ما جاء رأى المفتين السابقين مخالفا للأحكام التى استشيروا فيها وترفض المحاكم مشورتهم إن جاءت مخالفة لأحكامها.

ويقول هلال إن مصر بعد خضوعها للعثمانيين لم تعرف منصب المفتى رسميا وكان عدد من الفقهاء البارزين يقومون بهذا الدور فى الوقت نفسه حتى عام 1596 حيث كان يتولى هذ الأمر الإمام شمس الدين الرملى وحاولت الدولة العثمانية "إيجاد مناصب رسمية للفتوى يتم تعيين شاغليها من اسطنبول" وكان الشيخ الرملى فيما يبدو يعرقل تلك المحاولات.

ويسجل أن عام 1603 شهد تعيين الشيخ محمد شمس الدين البكرى الشهير بابن عبد الوارث مفتيا لمصر وكان "الأول والأخير من المفتين المالكية" نسبة إلى الإمام مالك ثانى أئمة السنة الأربعة.

ويقول إن الدولة سعت "للسيطرة على الإفتاء" بتعيين مفت ينتمى للمذهب الشافعى عام 1598 وحمل لقب (مفتى السلطنة الشريفة بالديار المصرية) وهو أبو السرور البكرى وتوارثت أسرته هذا المنصب حتى عام 1676 وهو العام الذى توفى فيه الشيخ محمد بن زين العابدين البكرى وهو آخر من حمل لقب (مفتى السلطنة الشريفة بمصر).

ويضيف أن منصب المفتى فى ذلك الوقت لم يكن له دور فى الحياة القضائية أو الفقهية بل كان "نوعا من الوجاهة الاجتماعية التى اكتسبتها أسرة البكرى" ثم اختفى المنصب مرة أخرى وعاد تطوعيا غير رسمى حتى خصص محمد بك أبو الدهب مناصب رسمية للإفتاء فى القرن الثامن عشر بإنشاء مدرسة خصص فيها أماكن لجلوس ثلاثة مفتين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة