المكان..
مقهى المحروسة أو أولاد سوهاج بمنطقة الطوابق بفيصل الهرم.
الزمان..
نحن الآن فى القهوة والساعة الثانية صباحا بعد انتهاء مباراة الزمالك والأهلى. يقوم بالخدمة خمسة أفراد، واحد للشيشة وواحد للمشاريب، وواحد للسوق "أى المحلات المجاورة"، وواحد على "النصبة" يصنع المشاريب، والأخير لمحاسبة الزبائن.. أحاديث معظم الزبائن الذين يلعبون الدومينو والطاولة تدور عن مباراة الزمالك والأهلى، ولكن كانت تتناثر بين المقاعد رائحة الكلام عن المصاريف وعن زنقة الشهر، بينما لم تكن للسياسة أى نصيب من الحديث الدائر.
مجموعة شباب يجلسون يلعبون الكوتشينة.
شاب يقول لزملائه: "شفتم هولمان؟ والله مدرب جامد.. قدر يتعادل مع الأهلى، وهو ما عندوش حد بيلعب أصلا! كل اللعيبة الكويسة راحوا بره".
ويرد عليه آخر: "على فكرة، والله الأهلى سايب الماتش للزمالك".
وجاءت صيحة الاحتجاج من شخص آخر على القهوة: "يا عم روح.. هو أنتم كنتم عارفين تلعبوا؟ الظاهر إن أجوجو وجمال حمزة كانوا تقال عليكم. شفت جمال عمل فى جيلبرتو إيه؟ ولا أجوجو كان عامل إيه فى الدفاع..
قاطعه: "يا عم أنت بتتكلم إزاى؟ والله فلافيو مسح بيكم الأرض، وأبو تريكة ثبت عبد الواحد السيد فى الهدف التانى، والله العظيم هدف عالمى".
فى جانب آخر من المقهى، رجلان وقوران يتكلمان عن الصيام ويلعبان الدومينو: "الصيام السنة دى صعب قوى وحر موت!".
الثانى: "آه خالص، أنا باعطش خالص فى رمضان".
الأول: "أنا ليا أربعة أيام مش بروح الشغل.. أنا يا بنى بأنام بعد الفجر، وأقوم أصحى على العصر".
الثانى: "واخد أجازة ولا إيه؟". الثانى: "لا والله أبدا.. زمايلى بيمضوا لى.. ربنا يخليهم، واخدينها بالتناوب".
عودة إلى أحداث المباراة المثيرة. مجموعة من الشباب يتحدثون عن فرصة الزمالك فى الصعود إلى الدور التالى: "الزمالك كده طلع، أحسن".
الثانى: "لا يا عم ما طلعش".
الأول: "والله، طلع أنت بتتكلم إزاى؟". لا يا عم خالد، بيبو قال فى التحليل إن الزمالك ممكن يصعد لو كسب ديناموز هناك، بس بشرط الأهلى يكسب أسيك فى القاهرة، وكده الزمالك يصعد "ثالث".. كده كده الأهلى حيكسب أسيك. لكن الزمالك عمره ما حيكسب ديناموز هناك. شفته لما لعب مع أسيك بره اتهزم إزاى؟
الثانى: "أنتم ليه مش بتشجعوا الزمالك لما يلعب بره؟ أنا شخصيا بأشجع الأهلى لما يلعب بره. المفروض الأهلى، لو كويس، كان ساب الماتش للزمالك".
الأول: "يا عم أنت بتقول إيه، دول ما يتسبش لهم ماتش، والله لو بيلعب الزمالك وإسرائيل حاشجع إسرائيل".
بينما تعصب الثانى وتخاذل فى نفس الوقت قائلا: "نقطنا بسكاتك يا عم، هم كده جماهير الأهلى، والله مش حأتكلم فى الماتش تانى". وخرج ليدفع الحساب.
بينما الأول ينادى عليه: "يا عم أنت زعلت؟"
فيرد عليه قائلا: "يا عم أروح أتسحر أحسن!".
بينما كان أغلب الكلام يدور عن الأهلى والزمالك، إلا أن رجلين كانا يتحدثان عن هم آخر، وهو هم بداية السنة الدراسية ومصاريف العيد...
الأول: "رحت النهاردة جبت هدوم لبنتى والولد، خاوتنى ليهم أسبوع عايزين هدوم المدرسة".
الثانى: "ودفعت كام؟"
الأول: "والله 400 جنيه ولسه حأكمل، مش عارف والله نعيش إزاى؟".
الثانى: "أنا جبت لآية وهند ومحمد هدوم الأسبوع اللى فات، والله دفعت 700 جنيه. لأ وكمان مش عاجبهم!"
الأول: "هو محمد دخل المدرسة السنة دى؟ بسم الله ما شاء الله.."
الثانى: "ده داخل تانية ابتدائى، واسم الله عليه شاطر وطلع الأول السنة اللى فاتت على المدرسة".
الأول: "ربنا يخليه ليك يارب.. يلا قوم بينا الساعة 3 علشان نتسحر."
يتحدثون عن مصاريف رمضان والمدارس والأهلى والزمالك..
الناس فى مقهى المحروسة
السبت، 20 سبتمبر 2008 01:03 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة