سعيد شعيب

"الخناقة" على المصريين

الأربعاء، 04 نوفمبر 2009 12:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن المصريين تحولوا إلى سبوبة، يتحدث باسمهم من يشاء وقتما يشاء، هكذا فعل الحزب الوطنى فى مؤتمره الأخير، ومثله تفعل قوى المعارضة بمختلف ألوانها، دون أن يستند أى منهما إلى جماهير حقيقية، ودون أن يكون هناك مؤشرات على وجود هذه الجماهير.. ولكنهم جميعا يقولون كلاماً "ببلاش"، مجرد كلام ضخم للاستهلاك الإعلامى.

الحزب الحاكم فى مؤتمره الأخير انطلقت قياداته وأعضاؤه من أنهم حزب الأغلبية، وبالتالى فهم الأكثر تعبيرا عن المصريين بمختلف فئاتهم، بل وتحدثت قياداته هذه المرة عن العمال والفلاحين وتناثرت تصريحات كثيرة حول أنهم أصحاب الأولوية، متناسين أنه لا يوجد حزب فى الدنيا قادر على التعبير عن المصالح المتناقضة لطبقات المجتمع .. ولكنه ميراث الاتحاد الاشتراكى، الحزب الواحد الذى أراد من أسسوه أن يدمجوا فيه كل المصريين "بالعافية".

إذا تأملت قليلا، ستجد أن هذه أغلبية الوطنى مشكوك وسيظل مشكوكا فيها، ببساطة لأنه حزب السلطة الحاكمة، ومن ثم لم يتعرض لاختبار حقيقى، والاختبار الحقيقى هو ألا يكون فى السلطة ومن ثم ستكون العضوية فيه مبنية على إيمان أعضائه ببرنامجه. ولعل القارئ الكريم يتذكر عندما أسس الرئيس الراحل السادات الأحزاب، وكان من بينها حزب مصر للتعبير المباشر عن السلطة الحاكمة وقتها، ولكنه لم يعجب الرئيس، وقرر تأسيس الحزب الوطنى، وكان المشهد مخجلا، فقد هرع كل أعضاء حزب مصر إلى حزب الرئيس، ولم يبق سوى أفراد قليلين.

صحيح أن المسافة بين الحزب الوطنى وحكومته تتسع، وصحيح أنه لم يعد هناك اندماج كامل، فلم يعد حزب الحكومة، ولكنها أصبحت حكومة الحزب، وصحيح أنه يتم انتقاد الحكومة من جانب الكثير من أعضاء الحزب.. ولكن الصحيح أيضا أنه ما زال حزب السلطة بمعناها الواسع، ناهيك عن أن الانتقادات فى النهاية لها سقف لا يمكن تخطيه، فعلى سبيل المثال لن تجد من بينهم من يقرر الترشح للرئاسة فى مواجهة الرئيس مبارك أو نجله جمال، أقصد هنا الانتخابات الداخلية فى الحزب.
ومن ثم لا يمكننا الاطمئنان إلى أنه حزب الأغلبية، كما لا يمكننا الاطمئنان إلى أنه حزب ديمقراطى فى داخله .. فهذا لن يحدث أبدا إلا إذا كان هناك تداول حقيقى للسلطة، وينتقل الوطنى من خانة الحكم إلى خانة المعارضة.
وأظن أنك مثلى تتمنى أن يحدث هذا قريبا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة