سعيد شعيب

لا بيرحموا ولا بيسيبوا رحمة ربنا تنزل

الجمعة، 06 نوفمبر 2009 11:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا ينطبق تماماً على النواب الثمانية من المستقلين والمعارضة، الذين ثاروا ضد وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادى، لأنها رعت سفر 500 مصرية للعمل خادمات فى مدارس الكويت، وهاجموا معها الحكومة والمحتكرين الذين تسببوا فى إفقار المصريين.

ما هى حيثياتهم؟
الكلام الإنشائى العام، الذى لا يفيد ولكنه يضر، من نوع مراعاة شعور المصريين، ومسئولية مصر ورسالتها ودورها والإساءة لسمعة مصر وعار على كل مصرى.. إلخ.

الحقيقة أنها حيثيات عامة وليس لها "راس من رجلين"، حيثيات لأناس لم يقرصهم الجوع، وربما قرصهم ونسوا، وغير منتبهين إلى أن أكبر إهانة فى الدنيا هى أن تجوع أنت وأولادك، فهذا هو العار الحقيقى، فيمكن احتمال أى شىء آخر. ناهيك عن أن النواب، مع كامل الاحترام لهم، لم يقدموا للمضطرات للسفر سوى أنهم هاجموا الحكومة فقط لا غير.. أى يمكنك القول أنهم استغلوا الغلابة لسب ولعن الحكومة والنظام الحاكم.. دون تقديم أية أفكار عملية للحد من البطالة التى تنهش لحم الفقراء.

كان يمكننى تفهم أن يركز النواب على تحسين شروط العمل للمسافرات، فهى المعركة الأهم، بتوفير ضمانات حقيقية لهن فى مواجهة الفصل بدون إبداء أسباب، أو مقابل محترم فى حالة الوفاة، أو البحث عن سبل العلاج وشروط السكن وغيرها، وصولاً إلى ضرورة أن تشارك وزارة القوى العاملة فى مراجعة عقود كل المصريين فى الخارج لحمايتهم.

المستفز أكثر فى البيان الذى أصدره النواب (جمال زهران، ومحمد عبد العليم، حمدين صباحى، سعد عبود، دكتور صابر عطا، محمد مصطفى شردى، محمد العمدة، مصطفى بكرى) كل هذا التعالى على مصريين يعملون فى مهنة محترمة، فقد أشاروا إلى "مسئولية مصر ورسالتها ودورها الذى اضطلعت به على مدى عقود كبيرة من الزمن فى تقديم العلماء والأطباء والأساتذة وأصحاب المهن العلمية وأصحاب المهن الراقية للمساعدة مع الأشقاء فى البلدان العربية فى التنمية والنهضة". وهو ما يعنى أن الذين يدافعون عن الفقراء، هم أنفسهم الذين يحتقرونهم، فيعتبرون أن مهنة "الشغالة أو الخدامة" منحطة، وليست راقية مثل المهن التى ذكروها.. ولا أفهم كيف لإنسان أن يحتقر مهنة شريفة ليس فيها سرقة ولا فساد ولا دعارة؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة