علاء صادق

ألا يوجد فى مصر رجل يحكم الإعلام الرياضى؟

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤالان ملحان يقفزان ليل نهار إلى ذهنى منذ اندلعت أزمة مباراة مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم لكرة القدم فى شهرى أكتوبر ونوفمبر الماضيين.
وهى الأزمة التى خلقها الإعلام الرياضى المصرى وتبناها وأشعلها وانكوى المجتمع المصرى بأسره من نارها، وتركت فجوة عملاقة بين دولتى وشعبى مصر والجزائر.

السؤال الأول والأهم:
ألا يوجد فى مصر رجل يحكم الإعلام الرياضى؟
بكل تأكيد لا يوجد أمس واليوم رجل بهذه المواصفات.
لأن الإعلام الرياضى يحكم ويعمل داخل الصحف القومية الكبرى وكأنه دولة مستقلة داخل الدولة دون أى قدرة من رؤساء التحرير فى الصحف على التدخل لفرض الأعراف الصحفية التى تنبذ التعصب وتفرض القيم وتنشر الثقافة.

وإذا كانت الصحف القومية تسير على طريق غير سليم فى تعاملها مع الرياضة.. وتحول أغلب الصحفيين فيها إلى دعاة للناديين الكبيرين الأهلى والزمالك أو لاتحاد الكرة والمجلس القومى للرياضة.. أو لمعاداة ونقد وتجريح الجهات الأربع السابقة تنفيذا لأغراض أو أهواء، فما بالك بالصحف الأخرى أو الخاصة أو التجارية أو الصفراء!.

والجانب الأكبر من الإعلام الرياضى فى الصحف وصل إلى آخر حد من التعصب والخروج عن الروح الرياضية والأصول المهنية.. ولكنه لايزال أقل تأثيرا على الجمهور العريض من البرامج الرياضية المنتشرة فى كل القنوات وعبر عشرات الشاشات.. وهى أصبحت كالمواد السرطانية التى تأتينا من الخارج عبر المبيدات أو البذور أو كالسموم البطيئة الموجودة فى الأطعمة والمشروبات.. ولا يمكن لأى مواطن عاشق للرياضة أن يفلت من الآثار المميتة لتلك البرامج المنحرفة.

كل هذا دون أن يكون فى مصر رجل قادر على التدخل والحزم لإيقاف تيار الانحراف والتعصب.
والقضية باتت اليوم أكبر من الرياضة.
إنها قضية أمن بلد.. ومستقبل أمة.
وما حدث فى أزمة مصر والجزائر وانتهى بإهانات عريضة وعلنية وخسائر مالية لا تقل عن المليار جنيه يكشف حجم المصيبة.

والآن إلى السؤال الثانى:
هل تحولت الشاشات إلى مسرح لاعتزال النجوم؟
ولو حاولنا إحصاء عدد اللاعبين الذين تحولوا إلى مذيعين لاكتشفنا أنهم تجاوزوا فى عامين أو ثلاثة حاجز المائة مذيع.
وهو أمر غير معيب إذا كان هؤلاء اللاعبون مؤهلين للعمل الإعلامى بشكل مهنى أو علمى أو مروا بدورات دراسية.
ولكن الحقيقة المرة أنهم جميعا لم يحاولوا أساسا الدراسة أو الاهتمام بالثقافة.. وكلهم يعتمدون على شهرة ضخمة حققوها فى الملاعب بأقدامهم وتسديداتهم وأهدافهم.. وكلها أمور لا تتعلق أبدا بالثقافة أو الحضور الإعلامى.

ولو انحصر دورهم فى المشاركة فى البرامج الرياضية فقط كضيوف توجه لهم الأسئلة للإجابة عنها وفقا لما يمتلكون من معلومات لكان الأمر مقبولاً.. ولكنهم تحولوا بقدرة قادر إلى محركين للرأى العام من خلال برامجهم، وانتهى بنا الأمر إلى أن أحدهم يقول إننا قادرون على التأثير على الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا- ليغير لوائحه إذا اتفق الرأى العام المصرى على اتجاه معاكس للوائح الفيفا.. وآخر انتقد الجزائر وشعبها وأهلها بألفاظ يعاقب عليها القانون وتنتهى به فى السجن لسنوات طويلة.. وآخر يصرخ مطالبا بقطع العلاقات مع الجزائر وإغلاق مصالحها فى مصر وهو يجهل وما أكثر من يجهلون- أن لنا استثمارات فى الجزائر تتجاوز سبعة مليارات من الجنيهات، وخسارتها تهبط بالاقتصاد المصرى هبوطا قاتلا لا يمكن علاجه أو الفكاك من آثاره الضارة.

أما عن اللغة العربية فحدث ولا حرج:
الأغلبية لا تعرف الفارق بين المبتدأ والخبر.. ولا الفعل والفاعل.. ولا المرفوع والمنصوب.
ومعظمهم لم يفكر يوما فى أهمية الإعراب والمفردات اللغوية ولا فى حروف الجر.. ووصل الأمر ببعضهم إلى استخدام مقاطع من القرآن الكريم بطريقة مؤسفة سواء فى الأخطاء أو فى النطق.
أما عن الجهل بالثقافة فالأمر متوفر مثل وفرة عوادم السيارات فى الشارع المصرى.. وكلاهما مؤذٍ وضار بالصحة والذوق.

والأعجب هو ما يتعلق بجهلهم فى المعلومات الرياضية والفنية فى الرياضة.. وهو الجانب الوحيد الذى يتوقع منهم المشاهد إتقانا لافتا فيه، ولعل ما حدث فى الجهل بلائحة الفيفا الخاصة بالتأهل لكأس العالم لكرة القدم 2010 كان نموذجا على الجهل الفظيع.
لاعبو الكرة الذين تحولوا إلى الشاشات قتلوا الإعلام الرياضى فى أقصر وقت ممكن.. وللحق كان لبعضهم وهم قلة أثر إيجابى فى برامجهم بداية بالأسطورة محمد لطيف ونهاية بالنجم أحمد شوبير ومرورا بالفذ رياض شرارة.

نحن لا نطالب بمنع اللاعبين من دخول مجال الإعلام الرياضى، ولكننا نطالب بوضع القوانين واللوائح الحازمة لتأهيلهم وتدريبهم قبل الظهور على الشاشات فى دور المذيعين.
وأعود إلى البداية:
من هو الرجل المسئول عن انضباط الإعلام الرياضى فى الصحف والشاشات فى مصر؟
أعزائى رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك.. رئيس مجلس الشعب أحمد فتحى سرور.. رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف.. وزير الإعلام أنس الفقى.
نريد إجابة شافية وسريعة عن هذا السؤال.
وإنا لمنتظرون!!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة