سعيد شعيب

عار «بيرلسكونى»

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2009 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل الإيطاليين الذين قابلتهم خلال زيارتى القصيرة لمدينة تورينو الجميلة يشعرون بالحرج عندما تأتى سيرة رئيس وزرائهم سيلفيو بيرلسكونى، ويصل الأمر للشعور بالعار عندما أسألهم: إذن لماذا نجح فى الانتخابات وأصبح رئيسا للوزراء، ولماذا لم تسقطوه حتى الآن؟
بعد الحرج تتعدد الإجابات ولكن كلها ملتبسة، ربما يكون المشترك الوحيد بينها هى أن المعارضة منقسمة وضعيفة، أى خصوم الرجل حتى لو تحالفوا فإنهم أضعف منه بكثير.

بيرلسكونى موجهة له اتهامات خطيرة منها علاقته بالمافيا الإيطالية، ورشوة قاض بريطانى ليتهرب من الضرائب، أضف إلى ذلك محاولاته المستميتة لإصدار قانون يمنع مقاضاة رئيس الوزراء، ولكن المحكمة الدستورية ألغته، فرئيس الوزراء مثله مثل أى مواطن. أضف إلى ذلك توريط بلده فى العديد والعديد من المواقف السياسية المحرجة مع دول أخرى، منها مثلا دعوته الغربيين للاستثمار فى إيطاليا لأن فيها جميلات رائعات، وقال فى مقابلة إن الزعيم الفاشى موسولينى »لم يقتل خصومه، بل كان يرسلهم فى إجازات«، وهذا بالطبع مستفز لأنه يخفف من جرائم ديكتاتور عانت منه إيطاليا، وقال لرئيس الوزراء الدنماركى أندريس راسموسن إنه سوف يقدمه لزوجته، فهو «أجمل رئيس وزراء أوروبى».

هذا بخلاف فضائحه الجنسية التى لا تتوقف، آخرها صور فتيات عاريات الصدور فى قصره والتى نشرتها صحيفة «بابيس» الإسبانية والتى وصفها بالصور البريئة. فهل صحيح أن السبب هو إمبراطوريته الإعلامية التى غسلت أدمغة الإيطاليين كما قال لى صحفى مصر هناك؟

لا أظن، رغم أنه يسيطر على 70% من وسائل الإعلام، ما بين قنواته الخاصة الثلاث واسعة الانتشار، والتى حولها بيرلسكونى إلى برامج جنسية تافهة، بالإضافة إلى سيطرته على محطتين من ثلاث تملكها الدولة الإيطالية. ربما يكون الأكثر قربا للمنطق هو أن قطاعا ليس بالقليل من الإيطاليين معجبون به فعلا، فهو العصامى شديد الذكاء الذى أصبح الأكثر ثراء فى إيطاليا، حسب تصنيف مجلة «فوربس» الاقتصادية. فقد بدأ حياته مغنيا على متن السفن السياحية، ثم انتقل إلى عالم البناء، ومنه إلى الإعلام والسياسة ليصبح دخل شركته القابضة سنويا ما يقارب عشرة مليارات دولار.

ناهيك عما قاله لى الصحفى المصرى شريف السباعى من أنه يوظف عددا ليس قليلا فى إمبراطوريته الضخمة، ويلعب دورا فى تنشيط قطاعات اقتصادية أخرى، وأضيف إليه تأكيد كاملة الخطيب، الفلسطينية التى تدرس العلوم السياسية أن الإيطاليين معجبون بهذا الرجل لأنه عصامى ولأنه أيضا تجاوز السبعين وما زال يداعب النساء.

كل هذه الكوارث ليست جديدة على بيرلسكونى الذى تكرر انتخابه لرئاسة الوزراء أكثر من مرة.. لكن الجديد بالنسبة لى أنا المصرى أن الإيطاليين يملكون آلة ديمقراطية حقيقية، آلة لتغيير بيرلسكونى ولو بعد حين.. وهو ما نفتقده هنا فى بلدنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة