التعنت الأمنى يعكر احتفالات "طاز" بالمولد النبوى

الجمعة، 06 مارس 2009 02:54 م
التعنت الأمنى يعكر احتفالات "طاز" بالمولد النبوى جانب من احتفالات المصريين بالمولد النبوى الشريف - تصوير أحمد إسماعيل
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عكر التعنت الأمنى، صفو الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف فى قصر الأمير طاز بمنطقة الحسين، حيث وصل الأمر إلى حد التفتيش الذاتى والحصول على البطاقات الشخصية للمترددين على الاحتفال. وطغت أجواء الموالد على احتفالات قصر الأمير طاز بالمولد النبوى، بحضور نحو مائتى شخص وقدمت فرقة الكحلاوى للإنشاد الدينى فقرتها التى تفاعل معها الجمهور، وفى مكان آخر من القصر العتيق كانت حلقة الذكر التى تفاعل معها المصريون والأجانب مرددين "مدد"، وفى مكان آخر من القصر كان "الأراجوز" يقدم فقرته الممتعة للأطفال وللكبار أيضا، وفى المقابل تفترش امرأة سمراء الأرض ترسم الحناء على الأيدى، وبائع الفشار يقدم بضاعته السائغة للجميع، والجميع ينقلك إلى "أم العوايد".

"عليك توكلى مولى الموالى/ وأنت وسيلتى فى كل حال/ إذا سامحتنى وغفرت ذنبى/ فلا خوف على ولا أبالى".. بهذا الصوت تنقلك الفتاة "نورة" التى لم تبلغ السادسة عشر بعد والتى ترتدى شالا أبيض وجلبابا بنفس اللون إلى مناطق الروح، وعندما تحاول أن تفيق من سكرة ما تسمعه، تخدرك توأمها "ميادة" بصوتها "الحب يلعب بالأرواح/ ويخلى دمع العين يجرى/ واللى يحب النبى يرتاح"، ثم تسمع صوت والدها وصاحب الفرقة محمد الكحلاوى ثم والدتهما، وهكذا جميع الأسرة تقدم فى حميمة وبساطة إنشادها الذى جلس أمامه الجميع لمدة ساعتين متواصلتين فى تنقل بين الحسين وسيدنا على وزين العابدين وسيدنا محمد.

وفى حضرة الذكر يخلع الجميع أحذيتهم ويتمايلون فى تناسق بديع ويشاركهم شاب أجنبى طويل القامة ونحيف يجذبك ببراعته و"دروشته" التى تفوق الوصف، لا يشغلهم أى شىء فى الحياة سوى هذا التمايل فهم لا يشعرون بالعالم المحيط بهم، بينما المارة أمام قصر الأمير طاز يسمعون صوت المديح فيدخلون ويملأون المكان بفرحتهم وتفاعلهم، فى حضور باحثين أوروبيين ومشاركين من اليونسكو والمفوضية الأوروبية.

أما معرض الصور الخاصة بالموالد الذى يضم أكثر من 100 لوحة من جميع الموالد فى مصر تنقل لك مشهدا حقيقيا آخر يجمع الموالد الإسلامية والمسيحية ويصف لك كيف يلتقى المسلمون والمسيحيون فى مكان واحد.

ويقول الدكتور سميح شعلان إن هذه الاحتفالية تعقد بالتعاون بين اليونسكو والمفوضية الأوروبية تحت مسمى احتفالات الشمس الذى يهدف إلى حماية الاحتفالات الشعبية وترويجها، واختيار الموالد الشعبية لأنها تثبت أن المصريين وحدة واحدة وأنها مبنية على تاريخ مشترك بين المسلمين والمسيحيين.

وأشار شعلان الباحث الرئيسى فى المشروع إلى أن الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية قامت بجمع وتوثيق هذه الاحتفالات خلال عام كامل عن طريق 40 ساعة تسجيلات صوتية و110 ساعة تسجيل فيديو 14969 صورة لكل مظاهر الاحتفالات، فى جميع أنحاء مصر وتضم 23 مولدا منها مولد الحسين وشم النسيم والمرسى أبو العباس ومارى جرجس وعبد الرحيم القناوى والسيدة العذراء والسيد البدوى وأبو الحسن الشاذلى، وتعامد الشمس على رمسيس.

ويستكمل اليوم وغدا باقى برنامج الاحتفالية، حيث يبدأ فى السادسة والنصف مساء موكب بشارع السيوفية ينظمه الأستاذ عبد الرحمن الشافعى، ويصل إلى قصر الأمير طاز، بالإضافة إلى عرض فيديو عن الاحتفالات الشعبية فى بعض بلاد البحر المتوسط، وعرض شعبى يضم فرق المديح الدينى وحلقة الذكر.

وتشهد القاهرة ثلاث ليال بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف تنتهى بعد غد، فى إطار خطة توثيق الاحتفالات الشعبية بحوض البحر المتوسط، والتى يشارك فيها الاتحاد الأوروبى ومنظمة اليونسكو والجمعية المصرية للمأثورات الشعبية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة