إبراهيم داود

اعتذار واستطلاع.. وتسويق رئيس

الخميس، 21 مايو 2009 11:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
نشرت «نهضة مصر» اعتذارا «تاريخيا» على هيئة إعلان فى صفحتها الأولى ينص: «قرية قلة، بنى سويف، أ.عزام إسماعيل وأ.أحمد رجب، يعتذرون لوزارة التربية والتعليم، وللمعلم حاتم شعبان وكيل مدرسة النويرة، لتعدينا عليه بالضرب أثناء امتحانات الشهادة الإعدادية، لرفضه السماح بالغش الفردى والجماعى، ونناشد وزارة الداخلية بتفعيل قانون حراسات اللجان حفاظا على هيبة المعلم».

تأملت الإعلان طويلا لكى استوعب الدلالات الكثيرة التى يحتويها، وأعترف أننى فشلت، لأننا أمام حدث فريد من نوعه، أستاذان من قراء نهضة مصر يضربان رجلا لأنه يقوم بعمله، وهما بالإضافة إلى ذلك من أولياء الأمور الذين يشجعون أبناءهم على الغش، وأنهما يقدمان هذا الاعتذار حفاظا على «هيبة المعلم»، ويملكان خيالا يعاقب عليه القانون، وهما يناشدان وزارة الداخلية بالتدخل فى المدارس الإعدادية (بعد نجاح التجربة فى الجامعات)، انقبض قلبى وأنا أقرأ الاعتذار، وتساءلت: لماذا اختاروا نهضة مصر؟، هل المعتذرون «يتباهون» بإهانتهم للنظام؟، هل يوجد نظام؟ هل هذا تعليم ؟، هل هذه صحف؟

2
نشرت «المصرى اليوم» استطلاعا حكوميا الجمعة، يفيد أن مصر يسودها الظلم والنفاق والكذب والتمييز، و«توسعت» فى اليوم التالى فى نشر الاستطلاع، الذى أجراه الدكتور أحمد زايد، عميد آداب القاهرة مع فريق بحثى لصالح وزارة التنمية الإدارية على 2001 مواطن من القاهرة والدقهلية وسوهاج، وأظهر أنه لا يوجد شىء إيجابى فى البلد، وأن الشعب لم يعد أمينا، وأن الرشوة والواسطة «للركب»، وأن رجال الدين لا يفعلون ما يقولون، وأن نصف العينة يشعرون أنهم مظلومون، مثلهم مثل الفقراء، وأن 40 % من العينة فوضوا أمرهم لله.. وأشياء كثيرة من هذا القبيل. تخيلت هذا الاستطلاع، خرج عن حزب معارض (إذا كان عندنا حزب معارض)، أوعن مركز بحثى مستقل، وتخيلت رد فعل الذين يخافون على سمعة مصر (وهل سيتبقى للأوطان غير سمعتها؟).

لم يشر أحدهم كيف تم اختيار العينة؟ ولماذا - إذا كان الاستطلاع له قيمة - يتم نشره على المواطنين المحبطين أصلا؟ وإذا كان هذا جهدا بحثيا كما يقولون، وتم الصرف عليه من مال الناس، لماذا لا يذهب إلى السادة علماء الاجتماع، والجهات السيادية، ومتخصصى علم النفس، ليفكوا معا طلاسم شعب لا يوجد له «كتالوج »؟ هذه الاستطلاعات ينبغى أن تكون مادة يعمل عليها أهل الاختصاص، ولكى لا تظن وزارة التنمية الإدارية أنها تسعى لحل المشكلات، بجلوسها فى مقاعد المعارضة، ليس ضد النظام بالطبع، ولكن ضد شعب مخصوم منه 2001 عينة!

3
سعدت باختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامى، لمنزلتها فى قلبى قبل أى شىء، ولم تعجبنى مثل وائل قنديل (الشروق) مهرجانات الرقص والهتافات التى اندلعت فى كافة أرجاء الصحف القومية، عقب الإعلان عن الزيارة، الأمر الذى دفع وزير خارجيتنا للقول فى روزاليوسف «إن كلمة أوباما لو ألقاها من عاصمة إسلامية أخرى، لفقدت نصف مضمونها»، وهل مصر كانت صغيرة وضئيلة قبل أن يقرر الرئيس الأمريكى زيارتها، ثم تعملقت وتضخمت فجأة مع قرار الزيارة؟ سعدت أيضا بالفكرة اللامعة التى كتبها جميل مطر فى الشروق (الخميس) «كدنا، وبخاصة خلال الأيام الأخيرة، نتعامل مع ظاهرة أوباما كما كنا نتعامل مع رجل مارلبورو بانبهار واقتناع كامل، بأن »ماركة أوباما» توحى بالثقة وتدفعنا لشرائها وتفضيلها على غيرها من الماركات، ولا أنكر أن جموع الشعب الأمريكى، وربما شعوب أخرى، ساعدت فى رواج «ماركة أوباما» لحاجتها الشديدة إلى أى شىء يزيح عن صدرها كابوس بوش وكوابيس قادة آخرين فى شتى الدول، ولا ننكر فى الوقت نفسه -والكلام لا يزال لمطر- ضخامة الحملة الإعلانية التى رافقت ترشيح أوباما وتكلفت مئات الملايين، منها 75 مليونا فقط للإعلانات التليفزيونية، بما جعلها حملة غير مسبوقة فى تكاليفها وتقنياتها.. وبعد الفوز تقاسمت شركات الإعلان وأجهزة الإعلام مسئولية بيع الرئيس الجديد، وهى مهمة أصعب من مهمة تسويق مرشح».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة