سعيد شعيب

علمانية هانى صلاح الدين

الإثنين، 20 يوليو 2009 10:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمر جميل أن يتبنى صديقى وزميلى هانى صلاح الدين مقولات أنصار التيار العلمانى، ولكنه كعادته يقدم مطلقات ويخلط كل شىء حتى يصل إلى هدفه السياسى، وهو سيطرة جماعة الإخوان التى يؤيد أفكارها، على البلد.

الأمر لا علاقة له بالإسلام ولا علاقة له بدولة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا بالخلفاء الراشدين، فهذه نماذج لا يقاس عليها، ولم يحدث من بعدهم أن أتى مثلهم.. ومن ثم فهذه حجة باطلة يا صديقى، ناهيك عن أن الذين سيطبقون نموذج الدولة الدينية بشر مثلنا يطرحون مشروعا سياسيا، ومن ثم فالاختلاف معهم لا يعنى على الإطلاق الخلاف مع الإسلام كما يروجون.

الأمر الثانى هو المغالطة فى تصوير دولة ما بعد الرسول (ص) والخلفاء الراشدين، باعتبارها الجنة، فلم تضطهد عالماً ولم تؤذِ يهودياً أو مسيحيا وغيرهم، فكتب التاريخ التى كتبها مؤرخون مسلمون تقول غير ذلك، وعلى سبيل المثال اضطهاد علماء مثل أحمد بن حنبل وابن رشد وابن سينا، واضطهاد المسيحيين المصريين فى كثير من العصور، ناهيك عن أنها لم تكن دولاً ديمقراطية، فالحكم فيها يورث بعد أن وطد أركانه معاوية بن أبى سيفيان، ثم أن أخطاء الخلفاء، أمويون وعباسيون وغيرهم، ليست حجة ضد الإسلام، ولكنها حجة ضدهم.

الأمر الثالث هو أن الغرب ليس المثال الأعلى حتى نقيس عليه، فلديه الكثير من المشاكل والكثير من العقبات، ولكن الهدف الأسمى لنا هو تأسيس دولة المواطنة والحريات، الدولة التى يتساوى فيها كل المواطنين من كل الأعراق والأديان على قدم المساواة. دولة تحترم الحريات الفردية وتحمى الحريات العامة، وأهمها حرية الفكر والاعتقاد، ولا تجور فيها الأغلبية على الأقلية.

وهذا مربط الفرس، فجماعة الإخوان التى ينتمى إليها صديقى وزميلى هانى لا تعترف بهذه الحقوق، ففى برنامجهم السياسى تفرقة ضد المرأة وضد المسيحيين وغيرهما، فهم لا يعترفون بأنهم مواطنون لهم كل حقوق المسلمين، فهم محرومون على سبيل المثال من حق الترشح لرئاسة الدولة. ناهيك عن أن البرنامج يستند إلى وجود لجنة من الشيوخ تكون سلطاتها فوق الدستور وفوق كل مؤسسات الدولة، وفوق كل المواطنين، مثل نموذج الملالى فى إيران، فهل يدافع صديقى هانى عن دولة مدنية حقيقية أم عن دولة يحكمها شيوخ يرأسهم مرشد جماعة الإخوان؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة