على درويش

قوة معنوية

الجمعة، 15 يناير 2010 02:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الطاعة تصنع إنساناً سوى الفكر والسلوك والمشاعر، قادرا على خلق أطر للتعامل الراقى مع الإنسان والحيوان والطبيعة أم لا؟
الرد هو بالإيجاب.

لأن الإنسان الذى يطيع الله سبحانه، يعلم أن الأمر الإلهى: «أطيعوا الله وأطيعواالرسول..»
له تبعات تجاه نفسه وتجاه المجتمع. أما تجاه نفسه، فهو عليه أن يعرف ويفهم معنى الآية الكريمة: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، العبادة بمعناها الشامل، هى الإعمار وخلق كل ما هو مفيد وصالح للناس وللحياة.

والإعمار الذاتى لا يقل أهمية عن الإعمار المادى. فالمسلم لابد أن يكون قد أسلم نفسه لله سبحانه، والذى يفعل هذا لابد أن يكون محبا لذات الله والذى يكون محبا لذات الله، لابد أن يحب مخلوقاته ويسعى لإدخال السعادة عليهم، ويسعى بكل الحب والمسئولية للحفاظ عليهم من كل الوجوه الشخصية والمجتمعية، واذا كانت عندهم معاناة من شىء ما، ويعرف الإنسان المسلم كيفية مساعدتهم، للتغلب على تلك المعاناة فعليه أن يسعى مخلصاً، وبعون الله وبحبه لله ولمخلوقاته، لوضع حد لهذه المعاناة.

الشعائر الإسلامية تساعد المسلم على الاقتراب من الآخرين والتعرف عليهم، وفى أحيان كثيرة على حل مشاكلهم، فعلى سبيل المثال إن صلاة الجماعة تخلق الألفة، وتؤسس المعرفة وتقرب بين المسلم وأخيه المسلم. ولقد دعا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لمن يأتلف، لأن فى هذا الفعل رحمة وتآخيا معنويا يزيد الترابط فى المجتمع الأسرى المحدود، والمجتمع الأسرى الأكبر والأوسع. هذا هو البنيان الذى يشد بعضه بعضا، ويتعاطف أكبر عضو مع أصغر وأضعف عضو فيه. ولقد كان هذا واضحا فى المجتمع الأول الذى أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة عندما آخى بين المسلمين المهاجرين والأنصار - فأصبحوا قوة مادية وقوة معنوية تحرك بها المجتمع إلى الأمام برعاية وتوجهات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرضى الله سبحانه عليهم.

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة فيما معناه: «..فاعقل عنى هذا إذن: اعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة، وأدِ الزكاة المفروضة، وصم رمضان، وحج البيت واعتمر، وما تحب أن يفعله بك الناس فافعله بهم، وما تكره أن يأتى إليك من الناس فذرالناس منه»، هذا ملخص واف وكاف لما يجب أن يكون عليه المسلم، أن يؤدى ما عليه لله، وأن يحسن إلى كل الناس بكل أشكالهم دون تفرقة. فطاعة المسلم تجعله إنسانا أفضل لنفسه ولغيره.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة