د.تامر شكرى يكتب :أسباب ضعف السمع عند الأطفال

الأحد، 17 أكتوبر 2010 10:47 ص
د.تامر شكرى يكتب :أسباب ضعف السمع عند الأطفال كثير من الناس لا يدركون أن الأطفال من الممكن أن يعانوا من ضعف بالسمع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى زيارة عائلية لأحد أقاربى عندما لاحظت أن الولد الصغير يتعمد أن يرفع صوت التليفزيون وعندما سألت والده عن هذا أجاب بأنه يعتقد أن هذا هو الطبيعى وعندها أدركت أن كثيرا من الناس لا يدركون أن الأطفال من الممكن أن يعانوا من ضعف بالسمع.

ليس هناك سن معين لا يمكن فيه اكتشاف ضعف السمع أو الصمم حتى المواليد يمكن اكتشاف الصمم لديهم، ولا شك أن أهم خطوات العلاج والتدخل المبكر ممن لديهم صمم أو ضعف سمع هو التشخيص الصحيح وفى وقت مبكر، ولكن هناك معضلات وصعوبات عديدة تواجه اكتشاف حالات الصمم لدى الأطفال فى وقت مبكر ناتجة عن عدم تنبه الوالدين لعدم قدرة الطفل على السمع مصحوبة بعدم خبرة بعض الأطباء فى اكتشاف تلك الحالات أو أحيانا عدم أخذ ملاحظات الوالدين بشكل جدى، وقد وجد أن (فوق 50%) ممن لديهم صمم كامل أو شديد لا يشخصون إلا بعد السنة الأولى من العمر، علما أن الطفل لا يسمع منذ الولادة! .ولذلك عمد كثير من الدول المتقدمة طبيا إلى إخضاع جميع المواليد لفحص إجبارى إكلينيكى للسمع عند أشهر السادس أو التاسع.

شهد عام 2005 إصابة 278 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم بحالات معتدلة أو بالغة من فقدان السمع، علماً بأنّ 80% من المصابين يعيشون فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
وقد يعانى الأطفال المصابون بضعف السمع من تأخّر فى تطوّر ملكتى النطق والحديث والمهارات المعرفية، ممّا قد يؤدى إلى عرقلة تقدّمهم فى الدراسة، ويعانى الأطفال من الوصم الاجتماعى والعزلة فى كثير من الأحيان جرّاء إصابتهم بضعف السمع.. ويمكن توقّى نصف حالات الصمم وضعف السمع عن طريق الوقاية والتشخيص المبكّر للحالات وتدبيرها العلاجى.
أنواع ضعف السمع
• يفيد الصمم فقدان القدرة على السمع من إحدى الأذنين أو كلتيهما بشكل تام. أمّا فقدان السمع فيفيد فقدان القدرة على السمع من إحدى الأذنين أو كلتيهما بشكل تام أو جزئى.
• ينقسم ضعف السمع إلى نوعين يُعرّفان حسب موضع الأذن الذى تحدث فيه المشكلة: أ) ضعف السمع التوصيلى، وهو مشكلة تطال الأذن الخارجية أو الوسطى. ويمكن، فى غالب الأحيان، علاج هذا النوع من مشاكل ضعف السمع بالوسائل الطبية أو الجراحية، وأكثر الأمثلة على ذلك شيوعاً العدوى المزمنة التى تصيب الأذن الوسطى. ب) ضعف السمع الحسّى العصبى، وهو ضعف ينجم عادة عن مشكلة تطال الأذن الباطنة، وعطب يحدث أحياناً فى العصب السمعى. ويبقى هذا النوع من مشاكل السمع بشكل مستدام ويقتضى تأهيل الأشخاص الذين يصيبهم، كتزويدهم، مثلاً، بمعينات سمعية. ومن الأسباب الشائعة التى تؤدى إلى الإصابة بذلك النوع من مشاكل السمع الصخب المفرط والتشيّخ والأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا والحصبة والحميراء والنكاف.
الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالصمم وضعف السمع
يمكن أن يكون الصمم وراثياً: يزداد خطر إنجاب طفل أصمّ إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أصم منذ ولادته.
ومن المحتمل أن يحدث ضعف السمع أيضاً قبل الولادة أو خلالها جرّاء عدة مشكلات منها:
• الولادة المبتسرة؛
• ظروف تمنع الطفل أثناء الولادة من استنشاق كمية كافية من الأكسجين.
• إصابة المرأة أثناء الحمل ببعض العدوى، مثل الحميراء والزهرى وغير ذلك؛
• استخدام الأدوية السامة للأذن (مجموعة من الأدوية تضمّ أكثر من 130 دواءً، مثل المضاد الحيوى "جنتاميسين") أثناء الحمل بطرق غير سليمة.
• الإصابة باليرقان، الذى يمكنه إلحاق ضرر بالعصب السمعى لدى الوليد.
ويمكن أن تؤدى الأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا والحصبة والنكاف والعدوى المزمنة التى تصيب الأذن، إلى الإصابة بضعف السمع، خصوصاً فى مرحلة الطفولة، وقد يحدث ذلك أيضاً فى مراحل لاحقة. ويمكن أيضاً أن يؤدى استخدام الأدوية السامة للأذن فى أى من مراحل العمر، بما فى ذلك بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للملاريا، إلى إلحاق أضرار بالأذن الباطنة. كما يمكن أن تتسبّب الإصابات التى تحدث فى الرأس أو الأذن فى الإصابة بضعف السمع.
ويمكن أن تتسبّب الكتل الشمعية أو الأجسام الغريبة التى تسدّ قناة الأذن فى الإصابة بضعف السمع فى أى من مراحل العمر. ويمكن أن يؤدى التعرّض للصخب المفرط، بما فى ذلك استخدام الآلات الصاخبة فى العمل أو التعرّض للموسيقى الصاخبة أو غير ذلك من أشكال الصخب، مثل دوى الأسلحة أو الانفجارات، إلى إلحاق أضرار بالأذن الباطنة وإضعاف القدرة السمعية. ومع التقدم فى السنّ، قد يؤدى التعرّض المتواصل للصخب وغيره من العوامل إلى الإصابة بضعف السمع أو الصمم
كما أن هناك فئة من المرضى يعانون من نوع مختلف من ضعف السمع يسمى اعتلال العصب السمعى وهو نوع، وإن كان قليل الحدوث، فإنه يختلف فى التعامل معه كليا عن الأنواع التقليدية لضعف السمع. ويتلو تحديد نوع ضعف السمع، تحديد درجة الضعف وموضع الخلل فى المسار السمعى.

أعراض ضعف السمع لدى الطفل:
- تحريك الطفل لرأسه للسماع بأذن واحدة أو- عدم سماع الطفل للنداء أو الالتفاف إلى الحديث الموجه له.
- ظهور إفرازات خارج الأذن أو الشعور بآلام فى الأذن.
- ظهور صعوبة على وجه الطفل عند الاستماع للحديث الموجه له.
- التأخر فى الدراسة وتفضيل العزلة.

درجات ضعف السمع عند الطفل:
تتراوح درجات ضعف السمع عند الطفل ما بين ضعف السمع الخفيف، وضعف السمع المتوسط، وضعف السمع الشديد، وضعف السمع العميق.

مضاعفات إصابة الطفل بضعف فى السمع:
يؤدى إصابة الطفل بضعف فى السمع إلى تأخر الطفل لغويا: يؤثر ضعف السمع لدى الطفل على تأخره لغوياً وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل طبيعى مما ينتج عنه العديد من المشاكل الاجتماعية.
- تأخر الطفل دراسياً : يتأخر الطفل فى تحصيل دروسه مما يؤدى إلى ضعف مستواه الدراسى ومن ثم حدوث بعض المشكلات النفسية للطفل.
- مشاكل نفسية: يؤدى عدم قدرة الطفل على السمع بشكل طبيعى إلى إصابة الطفل بالعديد من المشكلات النفسية التى تنتج عن عدم قدرته على التواصل مع أصدقائه وعائلته ويصاب الطفل بالعزلة والخجل.
الوقاية
ويمكن توقّى حالات ضعف السمع الحسّى العصبى من خلال ما يلي:
• تمنيع الأطفال ضدّ أمراض الطفولة، بما فى ذلك الحصبة والتهاب السحايا والحميراء والنكاف.
• تمنيع النساء اللائى بلغن سنّ الإنجاب ضدّ الحميراء قبل أن يحملن.
• تحرّى حالات الزهرى وبعض العداوى المعيّنة الأخرى لدى الحوامل وعلاجها.
• تحسين خدمات الرعاية فى الفترة التى تسبق الولادة وفترة ما حول الولادة.
• تلافى استخدام الأدوية السامة للأذن إلاّ عندما يتم وصفها من قبل عامل صحى مؤهّل ورصدها لضمان إعطاء الجرعات الصحيحة.
• إحالة الرضّع المشتبه فى إصابتهم باليرقان إلى المرافق المتخصّصة لأغراض التشخيص والعلاج المحتمل.
• الحدّ من التعرّض (فى أماكن العمل والترفيه) للصخب المفرط باستخدام المعدات الشخصية لحماية السمع، ومكافحة الصخب.
ويمكن توقى حالات ضعف السمع التوصيلى من خلال الكشف عنها فى المراحل المبكّرة والقيام، بعد ذلك، بالتدخلات الطبية أو الجراحية المناسبة لعلاجها.
والكشف عن حالات ضعف السمع لدى الرضّع وصغار الأطفال فى مراحل مبكّرة والقيام بالتدخلات الواجبة لعلاجها من الأمور التى تسهم فى توقّى مشاكل النطق والحديث ومصاعب التطوّر التعليمى.

كما أنّ إتاحة المزيد من المعينات السمعية المناسبة بأسعار معقولة وتعزيز خدمات المتابعة من التدابير التى تخدم مصالح الكثير من المصابين بضعف السمع.
وتأتى بعد ذلك مرحلة فى غاية الأهمية؛ ألا وهى مرحلة توصيل المعلومة إلى المريض أو إلى أهله بالتشخيص النهائى وطرق العلاج.

ولعل من المفيد معرفة أن أهل الطفل المريض بضعف السمع يمرون بأربع مراحل نفسية منذ إخبارهم بأن طفلهم يعانى من ضعف فى السمع؛ ثلاث من تلك المراحل مضرة ومعطلة، بينما المرحلة الرابعة هى المفيدة والمنتجة.

وتبدأ هذه المراحل بمرحلة «الصدمة» التى تتسم بانفعالات عاطفية عنيفة عند معرفة هذا الخبر، ثم تتلوها مرحلة «الإنكار» وهى مرحلة نفسية دفاعية، حيث يحاول الأهل إقناع أنفسهم أن الطفل بخير وأنه يسمع بشكل طبيعى وأنه ربما وقع خطأ فى التشخيص، ثم يعقب ذلك مرحلة «الغضب والتوتر» حيث إن المشكلة ما زالت قائمة والحل لم يتم البدء فيه بعد ومرحلة الإنكار لم تفد بشىء.

وتستهلك هذه المراحل الثلاث وقتا قد يطول أو يقصر حسب النضوج النفسى والاجتماعى لأهل الطفل، إلا أنه فى النهاية يعتبر وقتا ضائعا على الطفل، وأخيرا تأتى المرحلة الرابعة وهى مرحلة «الرضا» ويتم فيها تقبل الحقيقة والتعاون من أجل إنجاز العلاج المطلوب.

العلاج المقترح

ويتنوع علاج ضعف السمع من علاج طبى إلى جراحى أو تركيب السماعات الطبية الرقمية (مع التنويه بدرجة التقدم المذهل فى تقنية هذه السماعات الآن) حيث إن عملية تعويض ضعف السمع عن طريق السماعات الطبية أو عن طريق الجراحة هى عملية معقدة تتبنى تكنولوجيا متقدمة مبنية على فهم عميق لفسيولوجيا السمع وتأثير كل مرض عليه.
وقد ظهرت فى الآونة الأخيرة عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية للأذن الداخلية للمرضى ذوى الضعف الشديد للسمع، الذين لا يستفيدون من أقوى السماعات الطبية. وهذا فتح جديد استفاد منه كثيرون وأعطى لهم بارقة أمل نحو مستقبل مشرق وواعد.

ومما سبق نكتشف أن جهازا مهما مثل الجهاز السمعى معرض لأخطار كثيرة وهذا يستدعى من المختصين فى مجال الخدمة الصحية خاصة، ومن أفراد المجتمع عامة، جهودا حثيثة للحفاظ على السمع، آملين تجنب المضاعفات السابق ذكرها الناتجة عن ضعف السمع.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة